أكد معلمون بمدارس خاصة في دبي أهمية فهم الثقافة الكامنة خلف اللغة المستخدمة في المجتمع من أجل تعزيز دافعية الطلبة لتعلم اللغة كأسلوب حياة. جاء ذلك خلال النسخة الثالثة من برنامج عش العربية للعام الدراسي الجاري، والتي عقدت في مدرسة ابتاون في دبي تحت عنوان الإلهام في حب اللغة العربية من خلال الثقافة والتواصل والإبداع، بحضور معلمين وأولياء أمور وطلبة مدارس خاصة بدبي. شهد البرنامج منذ إطلاقه مطلع العام الدراسي مشاركة وحضور أكثر من 1000 معلم ومعلمة وأولياء أمور، وطلبة مدارس خاصة بدبي، بهدف تبادل أفضل الممارسات في تقديم دروس اللغة العربية بما يتناغم مع الأسلوب الذي يفضله الطلبة في التعلم. ونظمت مجموعة تعليم مجموعة نشاطات تفاعلية تحفز الحوار المتبادل بين الطلبة ومجتمعهم، حيث استهدفت الجلسات تناول اللغة العربية من عدة زوايا مختلفة، باعتبارها محتوى اجتماعياً وثقافياً ينشأ فيه طلبة دبي ويطورون فيه مهاراتهم العلمية، أو باعتبار أنها أداة تواصل وتعلم تفاعلية من شأنها الجمع بين الاختلافات الثقافية ضمن بوتقة المجتمع العالمي الذي يعيش في دبي. وتطرق نائب رئيس شؤون الاتصال في مجموعة مبادلة، راشد الهرمودي، خلال الجلسة الافتتاحية إلى أهمية فكرة شخصية منصور الكرتونية الإماراتية، لافتاً إلى سعي القائمين على ابتكار الشخصية إلى توعية الأطفال الإماراتيين بأهم القضايا التنموية المرتبطة بإنجاز أهداف الأجندة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة 2021، من خلال أسلوب سلس ومحبب من قبل الأطفال باستخدام لغتهم الأم للتأكيد على أهمية الحفاظ على الهوية العربية. وانخرط الحضور أمس في التعرف إلى أفضل الممارسات التربوية والتعلمية لتعليم وتعلم اللغة العربية للناطقين أو لغير الناطقين بها، حيث عرض العديد من التربويون تجاربهم الإبداعية والتي حققت نتائج مميزة في تعليم اللغة العربية وتعميق فهم الطلبة لها كلغة وكمحتوى ثقافي أساسي يعيشون فيه ويتعلمون فيه ومن خلاله مختلف العلوم والمهارات اللازمة لهم للنجاح في الحاضر والمستقبل. مؤكدين أن كلمة السر في تعلم اللغة العربية، بالنسبة لطلابهم، تكمن في ربط استخداماتها بحياتهم العملية، الأمر الذي شكل المحفز الرئيسي لهم للاستمرار في تعلم اللغة العربية واستخدامها في التواصل والمرح والمعرفة. وأكدت فاطمة غانم المري الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التعليم المدرسي في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن مبادرة عش العربية تعد منصة ملهمة للمعلمين وجميع المعنيين بتطوير مهارات اللغة العربية لدى الطلبة، من أجل المزيد من الابتكار وتبني ممارسات إبداعية وإيجابية في عمليات تعليم وتعلم اللغة العربية، بما ينعكس إيجاباً على فهم الطلبة والطالبات لروح اللغة العربية واستخداماتها المجتمعية بشكل مباشر، مؤكدة أن فهم المحتوى الثقافي المحلي المعني بلغتنا العربية يعد أحد أهم دعائم تعلم وممارسة اللغة العربية للطلبة والمعلمين على حد سواء. وأظهر الطلبة في دبي اهتماماً واضحاً في التعرف الى عناصر الثقافة المحلية بشكل عام وتعلم اللغة العربية بشكل خاص، حيث أفادت تقارير الرقابة المدرسية العام الدراسي الماضي أن 90% من طلاب المدارس الخاصة في دبي لديهم فهم جيد ومتميز لأهم محاور الثقافة العربية، الأمر الذي بدا واضحاً خلال فعاليات مبادرة عِش العربية امس السبت، حيث عرضت مجموعات من الطلبة عدة مشاريع فنية واستعراضية تتعلق بتعلم واستخدامات اللغة العربية، بمشاركة مجموعة من الطلبة غير الناطقين بالعربية. وذكرت أن تعلم اللغة العربية واستخدامها في سياق الحياة الاجتماعية اليومية بين طلبة دبي من قبل مختلف الجنسيات والثقافات التي تقطن الإمارة، من شأنه تعزيز التواصل بين الطلبة أنفسهم ومجتمعهم، ودعم منظومة تعدد الثقافات المتواجدة في دبي؛ والتي ساهمت بإثراء مختلف المجالات العلمية والعملية بأفضل الخبرات الموجودة في جميع أنحاء العالم.
مشاركة :