من حسن الخلق أن تجامل الناس

  • 1/9/2023
  • 12:35
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم الدكتورة/ ندى فنري مدربة ومستشارة الإمارات العربية المتحدة:- ما أجمل الحياة عندما ننظر إليها من الجانب المشرق، لكنها ليست مثالية داوِ الآخرين بطيبة قلبك، وصدق مشاعرك، ابتسم، وتعلم فن المجاملات هو فن جيد يجب أن تمتلكه، سواء كنت رجلًا أو امرأة. فن المجاملة، يضمن لك حب الناس، وتستطيع أن تمتلك قلوبهم، إذا لم يكن مبالغًا فيه؛ لذلك كن واعيًا لما تقول. ركز في مجاملتك على التفرد، والتميز، كن قوي الملاحظة، وسريع البديهة. بداية: يجب أن تكون كلماتك في مكانها الصحيح، والأهم أن لا تبالغ. المجاملة أسلوب خير، إذا كانت تتحلى بمعاني الحب للآخرين، وتعين على ذوبان الحقد والحسد، وإذا كانت غير ذلك فالعواقب عظيمة. من حسن الخلق أن تجامل الناس، وتحسن صحبتهم، لكن لا تكرر المجاملات حتى لا تصبح فاقدة لرونقها في أذن سامعها. يختلط على بعض الناس العلاقة بين المجاملة والنفاق، وقد يبدو الأمران متقاربين لأن بينهما عناصر مشتركة كاللين وبشاشة الوجه والتقرب من طرف آخر قد يكون مسؤولًا أو غير مسؤول، ولكن إلى جانب تشابههما في بعض العناصر المشتركة إلا أنهما يبتعدان ويفترقان كثيرًا عن بعضهما في عناصر أخرى. انتبه هناك فرق بين المجامل والمنافق، أن الأول يظل صديقًا وفيًا يظهر صدقه، ولو بعد حين، وأما المنافق فيظهر كذبه ونفاقه بعد أن تتحقق أهدافه، ولا تعود له مصلحة عند من نافق له. كما أن الإفراط في مجاملة من لا يستحق المجاملة ربما يدخل صاحبه في شبهة النفاق، ولذلك لا بد من مراعاة معيارين دقيقين هما: مدى صدق المتحدث ومدى قابلية المتلقي للتأثر بما يسمع، فإنهما المعياران الفاصلان بين المجاملة والنفاق. علينا أن ننتبه، أن المنافق يسعى إلى مصالحه الشخصية دائمًا، معتمدًا على الكذب والمبالغة والتهويل والخداع ومدح الشخص بما ليس فيه، أو تنزيهه عما هو فيه، ولا يتورع عن إلحاق أكبر الضرر بأشخاص آخرين. من أجل مصلحة صغيرة ورخيصة أنه يستخدم كلامًا معسولًا، ولكنه غير صادق، ويظهر وجهًا بشوشًا، ولكنها بشاشة مصطنعة، ويظهر حرصه على من يخاطبه، وهو في الواقع يسعى إلى مصلحته الشخصية، وربما يكون ذكيًا في وسائل إقناعه، ومؤثرًا في إلحاحه. معاني المجاملة هي: التعامل بالرفق واللين والأدب مع من يستحقّه، وقد أوصى الإسلام بالرفق، قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الرفق لا يكون في شيء إلاّ زانه ولا ينزع من شيء إلاّ شانه»، فالمجاملة يمكن أن تكسب بها صديقًا أو حليفًا أو نصيرًا، ويمكن أن تخفف غضبًا أو شحناء أو عداوة، ويمكن أن تعقد مصالحة، أو تحترم بها من يستحق الاحترام وتقدر قدره، أو غير ذلك؛ مما يحقق مصلحة عامة أو خاصة ولا يلحق ضررًا بأحد، وتخلو المجاملة في العادة من الكذب أو المبالغة أو التنازل عن الحقوق أو التفريط بحقوق الآخرين أو إلحاق الضرر بأي أحد أو مخادعة المخاطب أو غشه. في النهاية تذكر أن الفرق بين النفاق والمجاملة هو: “النفاق: أن تظهر خيرا وتخفي شرا”، المجاملة: أن تظهر خيرا وتخفي خيرا”. نصيحة: أن يكرهك الناس لصراحتك لكن بدون وقاحة خير من أن يحبوك لنفاقك.

مشاركة :