على عكس الصورة النمطية السائدة عن الحالة العربية يؤكد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان أن العرب ليسوا ضعفاء ولم يفقدوا أوراقهم أو مصادر قوتهم في التعامل مع إيران، ويضيف: البرلمان العربي خاطب إيران أكثر من مرة بهذا الشأن لكن الأمور وصلت إلى طريق مسدود خصوصا بعد الاعتداءات الهمجية على المقار الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد. وشدد الجراون في حوار لـ «عكاظ» أنه آن الأوان لفضح وتعرية الممارسات الإيرانية بعد طول صبر امتد لنحو 35 عاما.. فإلى تفاصيل الحوار: ● بداية كيف تقرؤون المشهد العربي اليوم في ظل التحديات التي تسعى قوى إقليمية وأجنبية فرضها على المنطقة، وما هو الدور الذي يمكن للبرلمان العربي أن ينهض به في التعامل مع هذه التحديات؟ ●● يمكن القول أن البرلمان يتابع هذا اﻷمر عن كثب ويولي اهتماما كبيرا للتواجد على الساحتين الإقليمية والدولية للدفاع عن القضايا والحقوق العربية وعرضها على المجتمع الدولي من خلال الحوارات واللقاءات مع برلمانات العالم سواء عبر اجتماعات ثنائية أو محافل إقليمية ودولية،سيما وأن ملف اﻷمن القومي وما تشهده منطقتنا والعديد من دولنا من تهديدات وتدخلات وانتشار الإرهاب بات من الملفات البالغة اﻷهمية. ● وكيف تتعاملون مع تدخلات واضحة من أطراف إقليمية وأجنبية خاصة إيران وما تقوم به من عبث في العديد من الدول العربية؟ ●● نحن دعونا الجانب الإيراني مرارا إلى ضرورة احترام علاقة حسن الجوار والكف عن التدخل في شؤون الدول المجاورة والالتزام بحماية البعثات الدبلوماسية وفقا لما تنص عليه المواثيق الدولية، لكننا رأينا فيما قامت به تجاه سفارة وقنصليات المملكة لديها «سلوكا همجيا» أدناه بقوة ونجدد إدانتنا له ونقف إلى جانب المملكة العربية السعودية في كل ما اتخذته من إجراءات، ونؤكد على أن السلوك الإيراني الذي يدعو الى تصدير الفتن وثقافة التمدد وتمويل الحروب بالوكالة وزعزعة الاستقرار داخل الدول العربية واستنزاف مقدرات الشعوب مرفوض إقليميا ودوليا ولن نقف أمامه صامتين. والبرلمان العربي لن يتردد في تعرية وفضح هذه الممارسات وطرحها على سائر البرلمانات الدولية،ولا أخفي بأن البرلمان العربي مارس كل الوسائل الدبلوماسية للتواصل مع الجانب الإيراني من خلال رسائل بعثنا بها إليه تحث على احترام سيادة الدول العربية ووقف التدخلات في شؤونها والالتزام بعلاقات حسن الجوار،لكننا نشعر بأننا وصلنا الى طريق مسدود بعد الذي جرى بحق سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد من اعتداءات سافرة وسلوك همجي. ● باعتقادكم ما هو تفسيركم لاستمراء إيران التدخل في الشأن العربي هل مرده إحياء إمبراطوريتها الفارسية أم إدراكها لحالة الضعف التشرذم العربي؟ ●● من خلال رصدنا ومتابعتنا للشأن الإيراني والتعامل الإيجابي والصبر الذي اتسم به العرب في تعاملهم معها منذ عام 1979 ومن قبل عقب احتلال الجزر الإماراتية عام 1971 يمكن القول إن تطبيق سياسة حسن الجوار هي التي كانت تحكم توجهاتنا والحرص على استنفاذ كل السبل، لكننا اليوم ندرك فشل السياسة الإيرانية في فهم العرب واﻷمور وصلت الى طريق لا يمكننا احتماله،ولم نعد نحتمل الصمت أمام هذه الجرائم،ومن عجب أنها تجاهلت أو تناست أن الشعب العربي «لحمة واحدة» سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، سنة أو شيعة لا يمكنهم القبول بأية تدخلات خارجية في شؤونهم، وأنهم وحدهم من يقررون مستقبلهم. ● وكيف تقيمون داخل البرلمان مواقف بعض الدول العربية التي تتسم بالتميع والمواربة وإمساك العصا من المنتصف؟ أليست هذه الدول تسهم في إضعاف الموقف العربي بمواجهة سياسات إيران؟ -نحن داخل البرلمان معنيون فقط بالموقف الشعبي للبرلمانات التي تعكس نبض الشعوب،ولا شأن لنا بالمواقف الرسمية للدول،وندعم الدبلوماسية الشعبية في تحركاتها على الساحتين الإقليمية والدولية لحماية مصالحنا وعرض قضايانا جنبا إلى جنب مع الموقف الرسمي،الذي نلمس وجود رؤى مختلفة من دولة ﻷخرى هناك من يتخذ موقف ما لا نريد التعليق عليه،وهناك من يحرص على الكرامة ويهب لنجدتها والدفاع عنها. ● ما هي قراءتكم للوضع في ليبيا وسورية والعراق واليمن والمخاطر التي تستهدف هذه الدول؟ ●● أنا تحدثت عما يجري في سورية من دمار وأشلاء ونترقب ما يتم الترتيب له من حوار ونستهجن سياسة الكيل بمكيالين التي هي سمة الوضع الدولي والصمت والعجز على ما يجري لهذا الشعب الشقيق. أما في ليبيا التي قمنا بزيارتها مؤخرا فإننا نترقب أيضا الخطوات التي جرت بتشكيل الحكومة وننشد أن تشهد الاستقرار ودعونا إلى ضرورة رفع حظر تصدير السلاح الى الحكومة لتمكينها من مواجهة التنظيمات الإرهابية التي باتت تستبيح أراضيها وتهدد وحدتها ومستقبلها.أما العراق فقد قمنا بزيارته أيضا والتقينا مختلف الأطراف به ودعوناهم للعمل من أجل الحفاظ على بلدهم الذي يشكل جزءا ومكونا مهما في الجسد العربي. وفي شأن اليمن فإننا ندعم بقوة مهمة القوات العربية بقيادة المملكة التي تقوم بمهمة قومية للحفاظ على هذا البلد من الاختطاف وندعو من خلال جريدتكم الموقرة كافة الدول والمنظمات إلى أن تهب لمواجهة الوضع المتدهور هناك من جراء أعمال التخريب والتدمير التي قام بها تحالف المتمردين،وأن يشمل هذا الدعم بناء المدارس والمستشفيات وترميم مؤسسات الدولة، وضرورة الضغط من أجل تنفيذ القرار اﻷممي رقم 2216 والمبادرة الخليجية باعتبارهما اﻷساس ﻷية تسوية تقرر مستقبل اليمن.
مشاركة :