هناك مهوسون بمسميات المشروبات الأجنبية، بصورة مبالغ فيها، بلغ هذا الهوس إلى التعني في التقاط صور تذكرية مع كوب شاي يتباهون به أمام الأصدقاء، ويفاخرون بقدرتهم على شراء كأس من القهوة المبهرة من كافيهات شهيرة تحمل مسميات غريبة، ويدفعون الأموال الطائلة فقط لاختلاف اسم المنتج، وبصورة أدق لأن هذا الكوب يحمل شعار ماركة عالمية، على الرغم من أن هذا المنتج المعد سلفاً هو ذات الصنف الذي ألفنا شراءه في سنين خلت بمسماه الحقيقي، فمشروب ساخن على سبيل المثال يدعى بالكرك لا يتجاوز سعر الكوب الواحد منه الريالين فقط، يدفع مقابله أربعة عشر ريالاً، لمجرد وجود العلامة التجارية الخاصة بالشركة المنتجة على الكوب، وتبعاً لذلك ارتفع سعره بشكل مضاعف.  شاي الكرك الذي يتهافت عليه الناس، ويباع لدى أكشاك هذه الشركة بأضعاف مضاعفة عن سعره الحقيقي، ويصطف الشباب من أجل الظفر به في طوابير طويلة دون تأففٍ منهم أو ملل، يباع لدع كافتريا مجاورة على ناصية الحي بمبلغ زهيد جداً، لكن بمسمى شاي بالحليب مضاف عليه بعض البهارات أو شاي عدني، قادني الفضول بعد إلحاحٍ مستميت من أحد الأصدقاء الأعزاء على قلبي لارتشاف كوب شاهي كرك من أحد تلك المحلات التي حازت على إعجاب الشباب واشتهرت بإعداده، وعلى سبيل التجربة رضخت لهذا الطلب، لكني لا أخفيكم سراً بأني لم أجد ذلك الفرق الذي يتحدثون عنه، وتمنيت حينها لو أني ادخرت قيمة ذلك الكوب في شراء وجبة عشاء وافية من (سيرية) أبو قدور. معلومة على الطاير، شاي الكرك هذا تعود أصوله إلى المطبخ الهندي، ويعد من أرخص أنواع الشاي فيها، بل ويسمى أيضاً بشاي الفقراء نظراً لانخفاض ثمنه.