ودع منتخبنا الوطني، منافسات البصرة، بالخروج من الباب الضيق لبطولة «خليجي 25»، بعدما تعادل في مباراته الأخيرة أمام قطر بهدف لمثله، وأضاع الفرصة الأخيرة لتحقيق نتيجة إيجابية لحفظ ماء الوجه وترك بصمة في البطولة بدلاً من هذا الوداع المر، والذي سبب حالة من الإحباط في الشارع الرياضي، كما أحزن الجماهير التي تابعت سقوط «الأبيض» من مباراة لأخرى، ليتذيل ترتيب المجموعة الثانية، ويعطي مؤشرات سلبية للفترة المقبلة، بعدما باتت الثقة مفقودة في فريق ولاعبين وجهاز فني. وعاد «الأبيض» للدولة مساء أمس، بينما يتوقع أن يغادر رودولفو أروابارينا في إجازة سريعة لمدة 4 أيام لاحقاً، وبعد تقديم تقرير مفصل عن المشاركة في البطولة وأسباب الإخفاق، وكل التفاصيل التي دارت، سواء بالمعسكر أو في البطولة نفسها وأدت لهكذا ظهور، فيما سيتم رفع تقرير مفصل أيضاً من الجهاز الإداري للمنتخب، بينما يتوقع أن تعقد لجنة المنتخبات برئاسة حميد الطاير عضو مجلس الإدارة، اجتماعاً خلال ساعات لبحث التقارير المرفوعة، وحسم مصير المدرب الأرجنتيني رودولفو أروابارينا، سواء بتوجيه الشكر للمدرب قبل 5 أشهر من نهاية عقده، أو الانتظار لحين تحديد ملامح بطولة غرب آسيا، التي يفترض أن تتم استضافتها مارس المقبل، وما إذا كانت ستقام أو سيكون هناك اتجاه لترحيلها لوقت لاحق، كما أشارت المصادر. ووفق الوضع الحالي وحالة الغضب في الشارع الرياضي، بات من المهم اتخاذ قرار يمتص حالة الغضب الحاضرة بقوة، فضلاً عن ضرورة الإعلان عن خطوات واضحة سيتم اتخاذها بهدف البناء الصحيح للمستقبل، خاصة أن كأس آسيا 2023 بعد عام من الآن، ولا يمكن قبول إخفاق جديد في هكذا بطولة أو تسجيل حضور باهت، كما حدث في «خليجي 25». وتفيد المتابعات بأن اتحاد الكرة بدأ في تلقي سير ذاتية لمدربين بالفعل، من مختلف المدارس التدريبية، بينما سيكون المعيار الأول لاختيار المدرب البديل للأرجنتيني رودولفو والذي شارف على الرحيل، سواء بنهاية عقده أو حتى قبل ذلك، هو تمتعه بخبرات دولية وقيادته للمنتخبات، وتحقيقه لنجاحات في محطاته التدريبية السابقة بتلك المنتخبات. حيث نادت أصوات داخل مجلس الإدارة بضرورة الاستعانة بأسماء تدريبية كبيرة ولها نجاحات سابقة، والاستقرار على مدرسة تدريبية يمكنها تحقيق النجاح مع المنتخب الوطني، والبناء في فترة وجيزة للتحضير لكأس آسيا المقبلة. من جانبه، أكد التونسي نور الدين العبيدي المحلل الفني، أن «الأبيض» بات في حاجة إلى مدرب يمتلك قدرات وخبرات تدريبية مع المنتخبات الوطنية أولاً، فضلاً عن ضرورة وجود نجاحات سابقة في تجارب مشابهة. وأشار إلى أن بصمة رودولفو أروابارينا خجولة للغاية مع المنتخب خلال 12 مباراة وحتى الآن، حيث بات المنتخب من دون هوية وشخصية فنية واضحة، فلا دفاع قوي ومنظم، ولا خطورة هجومية، من واقع أرقام الفريق في الوديات والمباريات الرسمية. ولفت العبيدي إلى أن المنتخب افتقد حسن التنظيم والسرعة في نقل الكرات للحالة الهجومية، مع بطء في التحرك من دون كرة وبطء أيضاً في الارتداد الدفاعي وفرض الرقابة على المنافسين، وهو ما أدى لظهور متواضع خلال البطولة. على الجانب الآخر، وبالعودة للمباراة، فقد شهدت غياب الروح القتالية للاعبين، وفشل المنتخب في تسجيل بعض الفرص التي لاحت، كما تعادل أمام منتخب قطر الذي يلعب بالصف الثاني مطعماً بعدد قليل من عناصر المنتخب الأول، ولكنها أيضاً عناصر غير أساسية في تشكيلة «العنابي» الكبير، وخرج منتخبنا بنقطة وحيدة من البطولة، بعدما كان من المرشحين للمنافسة على اللقب وبلوغ النهائي. أخبار ذات صلة الحضور الجماهيري في «خليجي 25» يقترب من نصف المليون «الأحمر».. فرحة وطن تجدد تحديات «كسر القاعدة» الغساني: تأثرنا بالضغوط أكد يحيى الغساني لاعب منتخبنا الوطني، أن ضغوط البطولة كانت كبيرة في الوقت الذي ضمت القائمة أكثر من 80% منها لاعبين لم يسبق لهم المشاركة في كأس الخليج، وقال: «رغم ذلك حاول الفريق وقاتل في بعض الأوقات، ولكن غاب التوفيق وتعرض لهزائم أثرت على الحالة المعنوية للاعبين، وهزت الثقة». وتابع: «لم نكن محظوظين في المباريات التي خضناها، كما كان يجب أن نحقق الفوز في مباراتين على الأقل، ولكن لم يحدث ذلك، إما لغيابات بعض العناصر المؤثرة مثل ليما الذي أصيب، وغاب عن أول مباراتين، أو لغياب التوفيق أمام المرمى في بعض الكرات التي كانت كفيلة بتغيير سيناريو المنافسة في المجموعة». وأضاف: «نعتذر لجماهيرنا ونعلم أن الجميع حزين على الأداء والنتيجة، ولكننا نحن في مرحلة إحلال وتجديد للمنتخب، وأيضاً في بداية إعداد لبطولات قادمة، وتلك الأخطاء والنتائج السلبية ستكون دافعاً للتصحيح في المستقبل ودرساً للاعبين في قادم البطولات». ليما: نعتذر للجماهير أكد فابيو ليما لاعب منتخبنا الوطني، أن الفريق حاول وقاتل وقدم مباراة قوية أمام منتخب قطر، ولكن غاب عنه التوفيق وتعادل وخرج بنقطة من البطولة، وقدم فابيو ليما اعتذاره للشارع الرياضي الإماراتي، على الظهور الخجول الذي كان من المنتخب. وتابع: «لا ندري ما الذي حدث، لقد حضرنا للبطولة بأهداف المنافسة بقوة على اللقب والتأهل للنهائي، وتحقيق نتيجة إيجابية، ولكن الظروف لم تكن على ما يرام، كانت هناك إصابات، كما غاب عنا التوفيق في بعض المباريات، لذلك علينا الاعتذار للجماهير التي نعلم أنها حزينة على النتائج السلبية والمستوى». وتابع: «لدينا لاعبون جدد دخلوا التشكيلة للمرة الأولى، وغيابات في الصفوف بداعي الإصابة، وهذه الأمور تؤثر سلباً، خاصة أن ضغوط البطولة كبيرة بالتأكيد».
مشاركة :