ليظل فتى الجوف البار، حيث جهود انتاج اللوحة الصحراوية العربية السعودية، وفنانها المتفرد الفنان التشكيلي العربي السعودي مؤيد منيف الغنام، أحد أبرز تلك الوجوه المبدعة في منطق الحداثة التشكيلية العربية السعودية المعاصرة، وهو أيضا أبرز طليعة فنانيها الشباب المتجددين في فكر جمالي عربي اصيل، ملتزم في مهمته الجمالية، والفكرية، والحياتية، مستوحى جماليات بيئته المكانية والزمانية، مستغرقا عوالمه الإبداعية من خلال قدرته الخلاقة، لاستقلاب روحه على الإبتكار، والتاصيل في تأثير تراثه الفني والجمالي. وكلما تعمق في مكنونات جوانحه، بجوارحه، كانت دهشة مسمى خصوصيته المتفردة، في الحركة الفنية التشكيلية العربية السعودية، ورغم سطوة زمن اللااعتراف، ويكاد يكون من المرفوضين في تكوين اعتراف محرري الأخبار الفنية، أو من يدعون النقد التشكيلي، والتاريخ فيه، يحلق عاليا في فضاءات التكوين العالمي، بعيدا عن ربقة المحاصصات الاخوانية، وشلل الإنس التي تسيطر على صالات الفنون في جدة والدمام والرياض والطائف، وتكاد تخنقها في ربيع يابس، لا يعرف المصداقية والعمل الفني، الاصيل، بل يكاد يستحلب من هم فقراء الموهبة، ليتسيدوا في أمكنة كثيرة في تحولات المكان، الذي يشهد ولادات قيصرية، لم تعطي المنجز التشكيلي السعودي المعاصر، كامل عافيته، ليظل المؤيد وآخرون من أبناء جيله، باحثين ومستمرين، وعلى اطلاع تام، في أحدث مقدرات كوامن اخلاصهم للفن النقي، ومسرح التمسرح، لخلق حواس لوحة فن يمثل بيئة الصحراء في شبه الجزيرة العربية، حيث شمال المملكة وجنوبها وغربها في شرقها، كلها حيز أهمية تجربة هذا الفنان الاستثناءي. ويظل منيف من أهم مبدعي التيار الحداثي المعاصر، بعيدا عن التلميعات المدفوعة الاخر، ولتظل أنشطته الفنية عبر محطات عروضه التشكيلية العربية، في الجوف والخبر والدمام، واللاذقية ودمشق وحلب وبيروت وصيدون وكندا، فرصة الإبداعات الخلاقة، التي تتحرر من عالم بلا خرائط ليكون هو خريطة نفسه الخلاقة. فصناعة الجمال ومنذ زمن بعيد فقدت الكثير من اهميتها في الفن التشكيلي، طالما لاتواكب جذر الانتماء وملاعب الطفولة وعواصف الهم الانساني في الزمان والمكان. لهذا اختار الفنان والناقد الجمالي العربي السعودي مؤيد منيف نبض لوحاته، التي اندفعت يمارس قدسيتها في تجريدات رمل الصحراء وقيافة الاثر، حيث تنساب في اطارها وتخرج من وجودها في عبث شاعري، كلها نواح، وعاصفة ودوي الالوان المتراصقة بالاصفر والبرتقالي والوان الغروب والشفق لتلك الرعشة الشجاعة التي يفعلها المؤيد في جوانيات ثيمات عالمه التصويري المفتوح على المدى والروح في نبض شكل البوح والسحر والاشراقات، ويا حيرة الفنان حين يسكن عالمه، عندما يحتدم وينفعل ويستوحش في الالوان والقماش والمكان. انه النقي في براري المنفى، في صحراء الربع الخالي، تناديه مياه الحلوة والرجاجيل والايقاعات الخافته لوقع اناشيد المطر عندما تهطل على اعمدة الرجاجيل، وحجارة قلاع سكاكا الجوف، في دومة الجندل.
مشاركة :