اذهبوا إلى الجحيم

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مجدداً يؤكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ممثلاً في لجنة مسابقاته الموقرة، أنه أضعف من أن يدير شؤون اللعبة الشعبية الأولى، ويؤكد أنه أضعف من أن يحمي حقوق أندية الدول المنضوية تحت شعاره، ناهيك عن قدرته على حماية حياة الأفراد الذين يمثلون هذه الأندية، ولأسباب لا نعرفها حتى الآن. بالفعل، لا نعرف حتى هذه اللحظة، لماذا يماطل الاتحاد الآسيوي في حماية وسلامة البعثات الخليجية، وتحديداً الفرق الإماراتية والسعودية التي من المقرر أن تلعب في دوري أبطال آسيا، وكأنه يدفعهم إلى الجحيم دفعاً، حيث سكت الاتحاد القاري دهراً ونطق عجباً، فبعد طول انتظار قرر رفض الطلب الإماراتي باللعب مع الأندية الإيرانية على ملاعب محايدة. ورحل المباريات السعودية الإيرانية إلى نهاية الدور التمهيدي، الطلب المقدم من الإمارات والسعودية معاً، تجنباً لأي ردة فعل خرقاء من جانب الجماهير الإيرانية التي لم تراع سابقاً أي أعراف رياضية أو دبلوماسية، تجاه أنديتنا أو الأندية السعودية وممثليها، لم يلاق أي آذان صاغية من اتحاد، يفترض به أن يقدم سلامة الأفراد قبل أي شيء آخر. ألم يستوعب الاتحاد الآسيوي والقائمون عليه حتى الآن خطورة إقامة أي مباراة في الملاعب الإيرانية، خصوصاً في الظروف السياسية الحالية التي تسود المنطقة، فما تعرض له ممثلونا والأشقاء السعوديون في المشاركات السابقة، وفي أوقات كانت الأمور بين الدول الخليجية وإيران أفضل حالاً من الآن، شيء يشيب الولدان، أمور فيها الكثير من العنصرية البغيضة، والطائفية المقيتة، فما بالنا إن التقينا بهم الآن في أزادي أو غيره من الملاعب الإيرانية. أينتظر الاتحاد الآسيوي الموقر أن يرى الدماء تسيل أو أن نفقد أحد أبنائنا هناك، حتى يتأكد أن الأوضاع ليست ملائمة لإقامة المباريات في إيران، وأن الموضوع ليس مسألة اللعب بالأوراق لكسب نقطة هنا أو فوز هناك، الموضوع أكبر من ذلك يا سادة، الموضوع فيه تهديدات قد تطال الأبدان والأرواح، وليس المسامع والأبصار كما كان يحدث سابقاً. لا نعرف حتى الآن ما الخطة الأمنية الشاملة التي تريدها لجنة المسابقات الآسيوية من الجانب الإيراني، فإذا كانت القوات الإيرانية بمختلف مسمياتها لم تستطع حماية سفارة السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد، من الغوغائيين الذين اقتحموهما، رغم كل الأعراف والقوانين التي تلزم البلد المضيف بحماية السفارات والبعثات الدبلوماسية، فكيف ستحمي بعثات رياضية في فنادق مفتوحة للجميع، وملاعب تضم الآلاف من الباحثين عن الشغب والإثارة. على الاتحادين الإماراتي والسعودي ألا يتراجعان عن موقفهما المطالب بعدم اللعب في إيران، مهما كانت العواقب، وعلى الاتحاد الآسيوي أن يغير طريقة تعامله مع هذه الأزمة، لاسيما وأن هناك خطوة قادمة قد تحفظ ماء الوجه في اجتماع المكتب التنفيذي المقرر يوم الخميس المقبل، برئاسة الشيخ سلمان بن إبراهيم، وحينها لكل حادثة حديث.

مشاركة :