أيّد باحثون ومتخصصون في مجال الدراسات البيئية، اقتراحاً بإنشاء جمعية «غلوب البيئي»، تضم جهات بحثية ومتخصصة، من الجامعات، والشركات الكبرى، ووزارة التربية والتعليم. وقدم فكرة المقترح مشرف النشاط العلمي ومنسق برنامج «غلوب البيئي» في الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية محمد الشهري، الذي دعا إلى أن تكون الجمعية «مرجعاً علمياً»، يقدم دراسات بحثية، ينفذها طلاب وطالبات التعليم العام، إلى جانب دورها في تطوير أدوات البحث العلمي، وتأهيل الطلاب والطالبات في الدراسات البحثية. وذكر مدير إدارة النشاط العلمي في وزارة التربية والتعليم الدكتور هادي بحاري، أن منتدى «غلوب» في نسخته الخامسة، التي اختتمت في الشرقية أمس، «ساهم في الاستكشاف والاستقصاء، إضافة إلى التدريب على الدقة في التعامل مع البيانات، والتطبيق العلمي، ودراسة الظواهر البيئية المختلفة»، موضحاً أن «المملكة حصلت في برنامج «غلوب البيئي»، على المركز الأول لست سنوات متتالية، لناحية نوعية البحوث المتميزة والفاعلة التي يقدمها طلاب وطالبات التعليم العام». وعن أهم الدراسات التي يقدمها البرنامج في المملكة، قال مدير إدارة النشاط العلمي في وزارة التربية: «هناك دراسات عن الجو (المناخ). ويستخدم الطلاب والطالبات أجهزة دقيقة وحديثة في قياس درجات الحرارة الصغرى والعظمى، والحالية لكل يوم من أيام السنة، وكذلك دراسة الغيوم وأنواعها، وكمية المطر، والضغط الجوي، والرطوبة، وطبقة الأوزون، والأس الهيدروجيني للتساقطات، وغيرها من الدراسات المهتمة في الجو». ولفت بحاري، إلى دراسات أخرى، حول «خصائص الماء، إذ يتم دراسة شفافية الماء، ودرجة حرارة الماء والأوكسجين المُذاب في الماء، والموصلية الكهربائية، ودرجة الملوحة، ونسبة النترات، وغيرها من أبحاث الماء المختلفة». أما أبحاث خصائص التربة، التي تُعد من أهم أنشطة وأبحاث «غلوب»، ذكر أن الطلاب والطالبات «درسوا جميع الخواص الكيماوية للتربة، مثل الكثافة، والحجم، والخصوبة، والرطوبة، والترشيح، ووجود الكربونات. وأيضاً درس الخواص الفيزيائية للتربة، مثل الانحدار، والعمق، والبنية، واللون، والتماسك، ودرجة الحرارة، وظواهر جيولوجية، مثل نوعية الصخر، إن وجد، وغيرها من أبحاث التربة المختلفة النظرية منها والعلمية، وكذلك مشاكل الغطاء النباتي. وفيه يهتم الطلاب والطالبات بوضع خرائط غطاء الأرض، والتعرف من خلالها على أنواع النباتات، وطول، ومحيط الشجرة، وغطاء الظل، والأعشاب». بدوره، ذكر رئيس اللجنة العلمية عالي الزهراني، أن «من البحوث المميزة في المنتدى البحث المقدم من الطالب أحمد خياط، من الدوادمي، الذي ناقش كيفية تحسين تحلية المياه بجسيمات النانو. وقدم البحث باللغة الإنكليزية، ونوقش باللغة ذاتها. وباركت اللجنة العلمية الجهود في هذا البحث، إذ استفاد الطالب من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وجامعة «كاوست»، التي أشرفت على البحث». كما شارك الطالب عزام المطيري، ومطر المطيري، من عنيزة، ببحث عنوانه «تلوث النباتات بالمبيدات». ودرس الباحثان فيه نسبة التلوث في بعض الخضروات من مزارع عنيزة. وشارك الطلاب ريان خليل، وصالح الدليجان، وبندر العامري، من مدينة الجبيل الصناعية، ببحث عنوانه «أعطني تلوثي»، استعرض الطلاب في بحثهم مشكلة تلوث الهواء ببعض الغازات، وكيفية التخلص والاستفادة من هذه الغازات. وشارك الطالبان عبدالله مبجر، ومحمد مريدي، من محافظة صبيا، ببحث عنوانه «الاحتباس الحراري وأثره على نضوب المياه الجوفية في قرية شهدة» (جنوب المملكة). ومن الدراسات المقدمة للمناقشة التلوث الهوائي في المدينة الصناعية الأولى في الدمام، قدمها الطالبان مروان الملحم، ومحمد الهويشل، من ثانوية الأمير سعود بن نايف. وتحدثت الدراسة عن مشكلة ناتجة عن انتشار غازات تلحق الضرر في الإنسان والبيئة، إذ إنها تبث في وسط سكاني وعمراني مزدحم بالملوثات. ومن أبرزها أكاسيد الكبريت، وأكاسيد النيتروجين، ومن أضراره أمراض الرئة التي تلحق الضرر في الحيوان والنبات والمواد المستخدمة في الأبنية، كذلك من الملوثات الجسيمات العالقة التي تسبب الأمراض الصدرية، وأول أكسيد الكربون، الذي يؤثر على الجهاز العصبي، ويحدث قصوراً في الدورة الدموية والرصاص الذي يسبب أمراض الكلى، ويؤثر على الجهاز العصبي خاصة عند الأطفال. وأوصت الدراسة بضرورة «نقل المدينة الصناعية الأولى بالكامل إلى خارج النطاق السكاني والعمراني، وزيادة الغطاء النباتي والمساحات الخضراء، من طريق استزراع وغرس الأشجار والنباتات، وإلزام المصانع والمعامل بتركيب أجهزة خاصة، تعمل على تنقية الدخان المنطلق منها، وتشجيع الإجراءات الوقائية في بعض الصناعات».
مشاركة :