رسمت الحرب في اوكرانيا، صورة جديدة للحرب الباردة بين روسيا والغرب، والتي اشتعلت حرارتها بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الدعم العسكري الأمريكي «غير المسبوق» لأوكرانيا وتجاوز 21 مليار دولار. ويشير مراقبون ومحللون، إلى أن العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، أصبحت على «جبهة ساخنة» في أوكرانيا، وأن ما أعلنته واشنطن مؤخرا عن نوعية المساعدات العسكرية لأوكرانيا، يثير هواجس القلق دوليا من مخاطر التصعيد العسكري الغربي ضد روسيا. وأعلنت صحيفة «نيويورك تايمز» عن إمداد كييف بالأسلحة الأمريكية لمساعدتها في «استهداف» شبه جزيرة القرم..ووفقًا للجانب الأمريكي، فإن خطر فقدان روسيا السيطرة على شبه جزيرة القرم سيعزز موقف كييف في المفاوضات المحتملة مع موسكو. ضرب شبه جزيرة القرم بأسلحة أمريكية بالإضافة إلى ذلك، بحسب الباحثة الروسية، داريا فولكوفا، فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أعلن أمس الأول، أن مطالبة روسيا أوكرانيا بالاعتراف بالحقائق الإقليمية الجديدة لا يمكن أن تكون نقطة بداية للمفاوضات. كما أعلنت الخارجية الأمريكية عن جواز أن يضرب الجيش الأوكراني شبه الجزيرة بأسلحة أمريكية. سياسة على حافة الهاوية ويؤكد المدير العلمي لمنتدى فالداي، فيودور لوكيانوف، ان ما يجري الآن بين الولايات المتحدة وروسيا هو سياسة على حافة الهاوية، وهي السياسة الأكبر وفي أخطر أشكالها، عندما يتقرر كل شيء في الوضع الحالي بناءً على إشارات وتأويلات. فلا قواعد عامة هنا. وأشار الخبير الروسي لوكيانوف إلى أن إدارة بايدن تنطلق الآن من المبدأ الذي تنسبه تقليديًا إلى الجانب الروسي: التصعيد من أجل وقف التصعيد. الأمور مضت بعيدا بين واشنطن وموسكو وقال رئيس تحرير مجلة «روسيا في السياسة العالمية»، والمدير العلمي لمنتدى فالداي، لوكيانوف، لصحيفة «فزغلياد»، إن خصوصية المسألة في أن المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة (المواجهة بينهما بالفعل) قد وصلت عمليا إلى درجة أن ردود موسكو، إذا بدأنا الرد بالفعل في هذه المرحلة، يجب بالضرورة أن تكون حادة للغاية (وعلى وجه التحديد لأن الأمور مضت بعيدًا)، وهذا بدوره، سيجبر واشنطن على اتباع تكتيكات المواجهة حتى النهاية. روسيا تحتاج إلى نجاحات واضحة في الجبهة وبحسب الخبير في الشؤون الأمريكية مالك دوداكوف، من أجل وقف عمليات الإمداد (إمداد كييف بالأسلحة)، تحتاج روسيا إلى إظهار نجاحات واضحة في الجبهة وأن توضح للولايات المتحدة أن أيام سلطات كييف باتت معدودة. في غضون ذلك، فإن الأمريكيين مقتنعون بأنهم قادرون، إن لم يكن على تحقيق النصر، فعلى الأقل على إطالة أمد الصراع، وسوف يستمرون بتوفير العتاد والذخيرة.
مشاركة :