تفتقد بعض المدن إلى فرص التنمية المهمة بسبب قلة الإدراك لأهمية الأماكن التي اعتاد عليها سكانها كما هي مما أضعف فرص الاستفادة منها واستغلالها. حيث أوضح تقرير أصدره البنك الدولي سابقاً «أن هناك فرصاً هائلة من استخدام الأماكن العامة على نحوٍ أكثر ذكاءً، وذلك بإطلاق القيمة «المخفية» التي تتيحها للمجتمعات المحلية والأحياء والمدن بأكملها، وأن المدن التي تنجح في خلق وإدارة المساحات والأماكن العامة الضخمة تتجاوز هذا الاتجاه. فهي تجني ثمار القيمة الهائلة التي يتم إنشاؤها، بما في ذلك الفوائد البيئية والاجتماعية التي تتجاوز المكاسب الاقتصادية، واعتبر جون خير كو، كبير أخصائيي المناطق الحضرية بالبنك الدولي والمؤلف الرئيسي للتقرير أن الأماكن العامة ساحات جيدة للإبداع والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمواطنين من أجل إنشاء أحياء نشيطة وشاملة». ومن هنا كان التفاؤل الكبير لإطلاق ملتقى فرص للاستثمار البلدي في نسخته الثانية الذي يعتبر ممكنًا أساسيًا لتنمية المدن السعودية ويسهم في جودة الخدمات المقدمة لسكانها وزوارها وجودة الحياة بها لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث سيطرح 5000 فرصة استثمارية من شأنها تطوير القطاع البلدي، وهي فرصة حقيقة للقطاع الخاص ورواد الأعمال من خلال استثمارات تعود بالنفع على المستثمر والمجتمع بشكل عام من حيث تحسين البيئة المعيشية للمناطق وسكانها، إضافة إلى تهيئة أكبر عدد من الوظائف لاستثمار الطاقات السعودية الشابة وتحقيق الغايات والأهداف المرجوة من إقامتها، حيث تكون بيئة صالحة لجذب الاستثمارات، ومن هنا قامت وزارة الشؤون البلدية بالتعاون مع عدد من القطاعات الداعمة مثل وزارة الاستثمار والسياحة والنقل ووزارة الرياضة وهيئة منشآت وصناديق وبنوك تمويلية للمشاركة في الملتقى وبالتنسيق مع هيئات تطوير المدن السعودية والأمانات والبلديات والجهات الحكومية إلى إبراز الفرص الموجودة في كل منها واستعراض حزم من الفرص الاستثمارية وتوسيع قاعدة المتنافسين عليها من خلال استقطاب استثمارات رأسمالية للمساهمة في رفع جودة الحياة في المدن السعودية كافة. إضافة إلى تذليل الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه المستثمرين، وستقوم بابتكار الحلول والمبادرات العملية المناسبة لتشجيع الاستثمار والتنمية. خطوة رائعة وجبارة من وزارة الشؤون البلدية والإسكان بتنظيم مثل هذا الملتقى الذي يُعَدُّ من أهم روافد التنمية الاقتصادية من خلال استقطاب الاستثمارات التي تساعد في توظيف المقومات والمزايا التي تحظى بها كل منطقة في بلادنا الغالية.