مسؤول أحوازي: المقاطعة الخليجية ستخلق مزيدا من التصدعات في نظام الملالي

  • 1/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قال معارض أحوازي إن المقاطعة التي بدأت دول الخليج بفرضها على طهران، نتيجة انتهاكاتها للأعراف والمواثيق الدولية والتي كان آخرها الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين، ستعود بإيران إلى العزلة مجددا مع خسارة لجميع التنازلات التي قدمتها السلطات الإيرانية للتوقيع على الاتفاق النووي مع الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وشدد طه الياسين، نائب رئيس المنظمة الأوروبية الأحوازية لحقوق الإنسان في حوار مع اليوم على أن هذه العزلة سوف تنعكس على الأوضاع الأمنية داخليا بسبب قطع العلاقات الاقتصادية والحد منها من قبل أغلب دول المنطقة. وأشار الياسين إلى أن إيران أسست لمشروعها عبر شعارات براقة من بينها لا شرقية لا غربية جمهورية إسلامية ليس لإسقاط المشاريع الغربية أو الشرقية كما يتصور البعض، بل للانغلاق على الذات كحالة كوريا الشمالية، وإلى تفاصيل الحوار: عزلة جديدة بدأت دول المنطقة بفرض عزلة سياسية تقريباً على إيران، فإلى أي مدى تتوقع أن تؤثر هذه العزلة على دولة الملالي؟ ـ رغم ادعاء نظام الملالي بعدم التأثر بما سيحدث نتيجة قطع العلاقات مع بعض الدول لكن هذا الأمر لا يبدو منطقيا، إذ حاولت إيران تحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي وقدمت تنازلات كبيرة خاصة فيما يتعلق بمشروعها النووي كانت تقدمه على أنه خط أحمر لا يمكن المساس به، لكنها قدمت التنازلات من أجل كسر العزلة التي كانت مفروضة عليها سابقا، والآن وبعد الأحداث الأخيرة فمن المرجح أن تسبب لإيران عزلة جديدة أخرى إذا لم تكن عالمية ستكون عربية دون أدنى شك، مما سيجعلها الخاسر الأكبر لو أخذنا بعين الاعتبار ما قدمته مسبقا من تنازلات لتحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي، كما سيلحق الضرر بإيران على المستوى الداخلي حيث كان يتأمل الشعب الفارسي انفراجة اقتصادية نتيجة إعادة العلاقات مجددا، وهذه العزلة ستسبب له المزيد من الإحباط ما سينعكس سلبا على الوضع الأمني داخل البلاد. الخطاب المزدوج هل ترى أن الخطاب الإيراني المزدوج سيكون أحد الأسباب في عزلتها دوليا مرة أخرى؟ ـ المتابع للشأن الإيراني يرى بوضوح أن السلطات الإيرانية دأبت ومنذ أكثر من ثلاثين عاما على انتهاج أسلوب فوضى التصريحات وتضاربها كي تتنصل من المسؤولية عندما تقع في إحراج، لهذا لا تجد هذه الفوضى تحصل فيما يخص الوضع الداخلي الإيراني، وعلى الصعيد الخارجي يقدم النظام الإيراني للمجتمع الدولي خطابا دبلوماسيا هادئا بابتسامة مزيفة، وخطابا متشنجا وتهديدا للجيران وعمليات قتل يقوم بها فيلق القدس بقيادة سليماني، والأمر لا يرتبط بعزلة إيران أو عدمها بل هو نهج ولاية الفقيه. شعارات براقة هل الأعمال التخريبية التي قامت بها قوات تابعة للنظام الفارسي ضد مباني السفارة والقنصلية السعوديتين سيجعل أنظار العالم تركز أكثر على إيران؟ لا شك أن إيران أسست لمشروعها عبر شعارات براقة من بينها لا شرقية ولا غربية جمهورية إسلامية ليس لإسقاط المشاريع الغربية أو الشرقية كما يتصور البعض، بل للانغلاق على الذات كحالة كوريا الشمالية لتعمل ما تريد -وتصفي قدر ما تسطيع- ضد كل معارض من الشعب الفارسي أو ينتمي للشعوب غير الفارسية بعيدا عن أنظار العالم. واستطاعت أن ترتكب الكثير من الجرائم البشعة ولم تحاسب ولم تسجل ضدها حتى هذه اللحظة أية قضية، لكن بارتكابها هذه الحماقة واعتدائها الصارخ على مبنى سفارة المملكة العربية السعودية سيجعلها تحت مراقبة الكثير من الإعلاميين والجهات الدولية الأخرى المتخصصة وقد تنكشف الكثير من الحقائق التي كانت حتى وقت قريب طي الكتمان. عاصفة الحزم دواء العربدة الإيرانية هل ترى أن هناك خطوات أخرى يجب أن تطبق ضد إيران لردعها؟ ـ ما عدا خطوة عاصفة الحزم كل ما سيتخذ ضد إيران من إجراءات دبلوماسية وفرض حصار وقرارات أممية تستطيع إيران الالتفاف عليها، كما فعلت سابقا حيث لم تتأثر بها، وهذا يعني أن مواجهة النظام الإيراني عسكريا ودبلوماسيا كقطع العلاقات كما فعلت المملكة العربية السعودية هو الرادع الوحيد الذي سيضع حدا للتمدد والتطاول الإيراني. زواج مؤقت لن يطول برأيك ما السبب وراء الصمت الدولي تجاه الانتهاكات الحقوقية التي ينتهجها النظام الإيراني بالداخل والخارج؟ كانت هناك بعض الضغوط والإدانات من قبل الدول الغربية على إيران قبل الدخول في المفاوضات النووية ولكن سرعان ما تبخرت تلك الضغوط وبدأت الدول الغربية تتوافد على إيران متناسية علاقاتها التاريخية مع الدول الخليجية مرجحة مصالحها الاقتصادية والسياسية، لكن من المتوقع أن لا يطول هذا الزواج المؤقت بين الغرب وإيران لو رجعنا إلى السجل الإيراني الحافل بنقض العهود والمواثيق الدولية. تأثر داخلي وإلى أين تسير إيران داخليا وخارجيا؟ ـ داخليا سيتأثر الوضع الاقتصادي الإيراني نتيجة قطع العلاقات مع الدول العربية المجاورة وهذا ما تحدث عنه الكثير من المحللين الفرس مؤخرا مما سيتسبب في خلق المزيد من الأزمات الداخلية وسيزيد من الشرخ بين النظام والشعب المتضرر الأكبر جراء ما حدث مؤخرا، أما على الصعيد الخارجي فمن المرجح أن تستطيع الدول العربية فعل الكثير بما لديها من ثقل دبلوماسي أممي وعلاقات مع الأسرة الدولية مما سيضع إيران تحت الضغط. اعتقالات وتصفيات للأحوازيين ولماذا لا تستغلون موجه الغضب الدولية ضد إيران لتوصيل تلك الانتهاكات للمنظمات الدولية؟ نحن نحاول وما زلنا مستمرين في عملنا بإيصال المعلومة الدقيقة للمنظمات الدولية الحقوقية والسياسية، وفي الأيام القليلة الماضية أرسلنا بعض المعلومات لجهات حقوقية نتعامل معها ووثقنا هذه المعلومات التي وصلتنا من مصادرنا الخاصة من داخل الأحواز بأن هناك مداهمات لبعض البيوت واعتقالات وتمت تصفية البعض داخل السجون، ومن بين هؤلاء الذين قتلهم النظام تحت التعذيب مؤخرا، الشاب الأحوازي محمد عودة الزامل وهذا الشاب كان محكوما عليه بخمسة عشر عاما قضى منها أربعة أعوام. لكن نشاطاتنا لا تزال محدودة، ولم ترتق إلى المستوى الذي نقول من خلاله إننا استطعنا تغطية كل ما يحدث داخل الأحواز من جرائم يرتكبها النظام يوميا، لهذا نحن بصدد تكثيف جهودنا في هذا المجال. إعدامات لنساء وقاصرين نحتاج إلى آخر الإحصائيات للانتهاكات الحقوقية ضد الإنسان في إيران؟ ـ أصدرت الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة في اجتماعات دورتها الثالثة والسبعين نوفمبر 2015 قراراً يدين الانتهاكات الهمجية والممنهجة لحقوق الإنسان في إيران، في ظل حكم نظام الملالي، وأعربت من خلاله عن قلقها البالغ إزاء تنفيذ أحكام الإعدام في غياب منظمات حقوقية دولية وبدون إخبار ذوي الضحايا أو محاميهم وكذلك فرض وتنفيذ حكم الإعدام ضد النساء والمراهقين القاصرين الذين كانت أعمارهم حين اعتقالهم أقل من (18 عاما)، هذا ناهيك عن آخر قائمة حقوقية دولية وضعت إيران في المرتبة الأولى دوليا من حيث عدد الإعدامات نسبة إلى التعداد السكاني، إذ وصل عدد المعدومين في عام 2015 فقط إلى أكثر من 900 شخص، وأما الذين صدرت بحقهم أحكام إعدام جديدة قبل أيام وهم مجموعة من الدعاة المسلمين السنة الأكراد البالغ عددهم 27 شخصا ينتظرون التنفيذ ومصيرهم المحتوم. إيران تستثمر التخبط الأمريكي كيف تصف تعاطي القوى العظمى مع عربدة النظام الإيراني؟ ـ تعاطي الدول العظمى مع الأحداث في المنطقة بشكل عام يشوبه الكثير من التخبط؛ لأن الإدارة الأمريكية لم تستقر على موقف واحد لحسم القضايا بسبب ظهور التيارات الإسلامية المقاتلة في سوريا والعراق المعروفة بعدائها لأمريكا والغرب وهذا التردد سمح لإيران أن تتمدد في المنطقة وتعمل على خلق أكثر من بؤرة توتر دون أن تتعرض لانتقاد أو حالة رفض صريحة من قبل الغرب، كما لا ننسى سياسة الجزرة التي يتخذها الغرب لحلحلة أزمة المشروع النووي الإيراني، لكن المتوقع أن لا تدوم هذه السياسة تجاه إيران لو أخذنا بالاعتبار السياسية الإيرانية اللا مسؤوله تجاه أمن واستقرار المنطقة الحيوية للعالم أجمع. مشكلة ومشروع ماذا ينقص الأداة الإعلامية لكشف حقيقة الشيعة العرب الذين تستغلهم إيران في مشاريعها التخريبية للتمدد الفارسي؟ هناك أمر يتعلق بالعقيدة التي تفرض على الفرد تقليد أحد المراجع، وهم جميعهم من الفرس وهذه تحتاج إلى مجهود كبير ووقت طويل كي يبرز مراجع من العرب، أما الأمر الآخر فهو سياسي وفكري ويستطيع الإعلام فعل الكثير تجاهه لو عمل بشكل مكثف ومستمر وليس بردة فعل، كالتركيز على ما تفعله مؤسسة الحوزة (التي يوجهها النظام) وما تتبناه من افكار سياسية لا ترتبط إطلاقا بالدين أو المذهب لكن تسوقها عبر المذهب ومن خلال المعممين الذين عرفوا بإخلاصهم للحوزة وليس للأوطان. إيران مرشحة للتفكك هل تستطيع المنظمات الحقوقية فضح انتهاكات النظام الإيراني وتطبيق عقوبات فعلية عليه؟ ـ العمل الحقوقي في مجال حقوق الانسان ورصد الانتهاكات لا يستطيع إيقاف تلك الانتهاكات، لأنه نظام تمرس على الخداع وادعاء المظلومية، لكن استغلاله سياسيا قد يستطيع زعزعة الاستقرار الداخلي الإيراني المفروض بقوة القمع والترويع، وقد يتسبب في تفكيك إيران باعتبار أنها تضم عدة شعوب مختلفة وهي الشعب الأحوازي والكردي والبلوشي والتركي والتركماني وكلها تطمح إلى التخلص من هيمنة الشعب الفارسي الذي يستحوذ على الجمل بما حمل. خلايا إيران في الخليج كيف تتوقع ردة الفعل الإيرانية فيما لو اتخذت الدول الخليجية إجراءات أكثر ردعاً؟ ـ حتى هذه اللحظة لا يبدو على إيران أنها ستتوقف عن تماديها وتطاولها على سيادة الدول العربية المجاورة بهدف التهام دول الخليج العربي لإعادة إمبراطوريتها المزعومة، ومن المتوقع أن تحاول تفعيل خلاياها في الدول العربية، وعلى الخصوص الدول الخليجية، إذ كانت ومنذ زمن طويل تلوح بهذه العصا وهي بالفعل قد أنفقت المليارات من أجل استخدامها في مثل هذه الظروف، مما يستوجب اليقظة التامة لقوى الأمن في الدول العربية تحسبا لحدوث أي عدوان طارئ.

مشاركة :