رام الله/غزة 29 يناير 2023 (شينخوا) قالت مصادر فلسطينية اليوم (الأحد) إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا قرى وبلدات في الضفة الغربية وأحرقوا مركبات ومنزلا وحطموا أشجار زيتون، الأمر الذي قوبل بتنديد ورفض فلسطيني. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المستوطنين ارتكبوا الليلة الماضية أكثر من 100 اعتداء على قرى وبلدات جنوب نابلس شمال الضفة الغربية. وأضاف دغلس أن المستوطنين حطموا 120 مركبة فلسطينية عبر رشقها بالحجارة على طرقات جنوب نابلس، وأحرقوا ست مركبات أخرى بشكل كامل واعتدوا على 22 محلا تجاريا واقتلعوا نحو 200 شجرة زيتون. وأفادت مصادر محلية وشهود عيان أن مستوطنين أحرقوا منزلا ومركبة في بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله، في وقت تداول نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي ((فيس بوك)) مقاطع مصورة تظهر اندلاع النيران بالمنزل والمركبة، وسط صرخات وتكبيرات. كما شهدت مدن بيت لحم والخليل وأريحا والأغوار الليلة الماضية هجمات من قبل المستوطنين على الفلسطينيين ومنازلهم ومركباتهم، ما أدى لإصابة عدد منهم جرى علاجهم ميدانيا، بحسب مصادر فلسطينية. ولم يصدر أي تعقيب إسرائيلي رسمي على ذلك. إلى ذلك حذرت مصادر أمنية إسرائيلية من مغبة قيام جهات "يمينية متطرفة بأعمال انتقامية" في الضفة الغربية ردا على عمليتي إطلاق النار في القدس، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة. وقال مصدر أمني للإذاعة العبرية إن هناك مخاوف من وقوع عملية من شأنها أن تؤدي إلى "إشعال الوضع الميداني"، مشيرا إلى أن الدوائر الأمنية تكثف تواجد أفرادها على امتداد خط التماس. في المقابل أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان اعتداءات المستوطنين على ممتلكات الفلسطينيين في قرى وبلدات الضفة الغربية، معتبرة أن ما جرى انتهاكات ترتقي لمستوى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". بدوره دعا رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان لإعادة تفعيل لجان الحراسة الليلية لحماية الفلسطينيين والمنشآت والأراضي من الهجمات الإرهابية للمستوطنين. وقال شعبان في بيان تلقت ((شينخوا)) نسخة منه إن الهيئة وكافة المؤسسات الفلسطينية ستقدم كل ما يلزم لمساعدة المنظمات الدولية في "ملاحقة المستوطنين أينما أمكن وتقديمهم للعدالة". وفي السياق اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الحملة "المسعورة التي يقوم بها المستوطنون في الضفة الغربية لن تكسر عزيمة الشعب الفلسطيني وإرادته وثباته وصموده على أرضه". وحذرت الحركة في بيان الحكومة الإسرائيلية من مغبة الاستمرار في جرائمها ضد الفلسطينيين والتي ستقابل بمزيد من المقاومة والصمود، داعية الشباب الفلسطيني الثائر لمواجهة "عربدة المستوطنين وإرهابهم بكل قوة وبوحدة في الميدان". ويعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967 أكثر من نصف مليون مستوطن إسرائيلي إلى جانب 3.2 مليون فلسطيني، وكثيرا ما تحولت المواجهات بين الجانبين إلى أعمال عنف، وفقا لمصادر فلسطينية وإسرائيلية. ويتهم مسؤولون فلسطينيون الجيش والشرطة الإسرائيلية بتوفير الحماية للمستوطنين والتستر على ممارساتهم التي تتصاعد عاما بعد عام في وقت يشهد زيادة في أعداد المستوطنين بالضفة الغربية.