حملت الجولة الحادية عشرة والأخيرة في ذهاب دوري ناصر الممتاز لكرة القدم جملةً من الأحداث المهمة؛ فهي من جهة سجّلت ذهاب «الذيب» بصدارة المرحلة الشتوية من الموسم الكروي الحالي «2022-2023» على الرغم من وقوعه في فخ التعادل السلبي مع سترة، وأن الأخير كان قريبا من تسجيل المفاجأة الأولى؛ لولا أن الحكم تغاضى عن ركلة جزاء، ولعل الحدث الأبرز أن دفاعا الأهلي والخالدية كانا «لا يهشّان ولا ينشّان» في المواجهة الأخيرة لكلٍّ منهما، وأن المنامة قلبا الموازين في المنافسة على قمة الترتيب، وصار الطريق سالكًا للتضييق على المحرق، بما يؤطر لمنافسة قوية في إياب المسابقة. المستوى الفني وخرجت الجولة الـ«11» من الدوري بمستوى فني جيد، وأن فريقي المنامة والرفاع قدّم كل منهما أداء جيدا أمام الأهلي والخالدية؛ بفوزين من صناعة لاعبين حُرفيِّين ومدربين أصحاب خبرة، وأن سترة الصاعد حديثًا صار يستشعر قدرته على مواجهة الكبار؛ وحين يخرج بمستوى جيد وتعادل مهم مع المحرق؛ فإنّ المدرب مرجان عيد بدأ يقرأ فعليًّا أساليب مواجهة الكبار، واستغل الشباب تذبذب مستوى الرفاع الشرقي وكسب منه ثلاث نقاط مهمة، ونقرأ تكافؤ مستوى بين الحد والبديع رغم فوز الأول. النتائج اسفرت نتائج الجولة الـ«11» عن النتائج التالية: فوز المنامة على الأهلي «5-1»، والرفاع على الخالدية «3-1»، والحد على البديع «2-1»، والحالة على البحرين «1-0»، والشباب على الرفاع الشرقي «1-0»، وتعادل المحرق وسترة سلبيًّا «0-0». دفاعا الأصفرين كشفت الجولة الـ«11» عن سوء الحالة التي كان عليها دفاعا الأصفرين «الأهلي والخالدية»؛ وبالذات في الشوط الأول حيث نسبة الأهداف التي دخلت شباك كل منهما في الشوط الأول خلال المواجهتين ضد المنامة والرفاع، وقد كانت هناك أخطاء فنية في التطبيق من خلال الأطراف والعمق وهو ما ساعد على تسجيل كمية من الأهداف، وأعتقد بأن المدربين في الشوط الثاني نجحا في إنقاذ فريقيهما من المزيد من الأهداف؛ إن بالتركيز أو بإجراء جملة من التغييرات! قمة الجولة وقد تمثّلت في لقاء الرفاع والخالدية، وكان منتظرًا باعتبار أن الفريقين كانا يرغبان في البقاء ضمن دائرة المنافسة، ولذا فإن الرفاع كان الأكثر تركيزًا من منافسه؛ رغم أن الربع ساعة الأولى من الشوط الأول تميّزت بالتكافؤ، ولكن لاعبي الرفاع بدأوا يستكشفون ثغرات وفراغات في دفاع الخالدية من جهته اليمنى وفي العمق، فكان سلاح الكرات العرضية والاختراق من العمق بواسطة كميل الأسود ومحمد مرهون؛ والأخير كان يُمارس «وداعية ساحرة» بتسجيله لهدف وصناعته لآخر، فحصد الفريق ثلاثة أهداف، لم يكُن يتوقعها منافسه، وكان من الصعب معادلتها في الشوط الثاني رغم الضغط المبدئي للخالدية؛ لكن الرفاع امتصّ حماسة الخلداويين بعد هدف التقليص، فكانت هجمات خطيرة من المرتدات الهجوميّة مثّلت خطورة على مرمى سيد شبر ولكن الله لطف! نجوميّة مدرب أظهر مدرب المنامة هيّثم جطل أنه قارئ جيد لمنافسيه، وقادر بشكل جيد على استغلال مواقع النقص في صفوف منافسيه، وباعتقادي أن مباراة المنامة والأهلي التي انتهت للأول بخمسة لهدف؛ وهي نتيجة قاسية، تعتبر قراءة فنيّة وتطبيقات مدروسة حرّكها جطل كأصابع الشطرنج، وأنهى المهمة في الشوط الأول لم تُمكِّن الأهلي من الإفاقة منها، فأظهر دفاع الأهلي بأنّه «لا يهش ولا ينش» وأظهر مهدي عبدالجبّار نجوميته في اقتناص الأهداف، وكان هم مدرب الأهلي التقليل من نسبة التسجيل المنامي في مرماه! تعادل سلبي كانت الأنظار في الجولة الـ«11» نحو لقاء المحرق وسترة؛ وما يُمكن للبحّارة أن يفعلوه في مواجهة الذيب، بمعنى أن المتابعين كانوا ينتظرون مفاجأة لكون الغيابات في المحرق ليست قليلة، ولكن دوما «المحرق بمن حضر»، وفريق سترة وصل في كثير من المرّات لصندوق سيد جعفر ولكن كان عليه التركيز وهو يلعب في صندوق العملاق سيد محمد جعفر، وأن الأخير لمجرد وقوفه في المرمى كان يُثير الخوف في نفوس المهاجمين؛ حتّى «باكورد» عثمان الحاج لم ينطل على الحارس العملاق فكان اختياره للموقف الجيد وإمساكه بالكرة، لكن برأيي أن اللقاء هو قراءة مدربين، فالمدرب مرجان مكّن لاعبيه من قراءة المحرق واستشعارهم بالقدرة على المواجهة وبالذات الهدّاف «الحاج» الذي لم يكن يخشى «الذيب» ولكنه يحتاج لجرأة أكثر للهروب من مخالب «الذيب»، ويبدو أن المدرب السعدون وبفريق ناقص عمد إلى جرجرة سترة إلى مساحات لا تُشكل خطورة على مرماه، لكنه هجوميًّا لم يكن في يومه! للخبرة دورها مثّلت حنكة المدرب محمد الشملان وخبرة لاعبيه ونجوميتهم في الإفلات من خسارة أمام البديع، وتحويل خسارتهم إلى فوز في الدقائق الحرجة، ويبدو أن محاولات البديع للهروب من الغرق تجد صعوبة رغم كون الفريق يؤدي بشكل جيد ويُقاتل ولكنه في النهاية يخسر! هروب الشباب والحالة سجلا فوزين مهمين على الرفاع الشرقي والبحرين؛ مكّنا الأول للوصول إلى النقطة العاشرة والثاني إلى النقطة (15)، وكانت للأول أفضلية في الأداء على الرفاع الشرقي، والثاني رغم تكافؤ الأداء مع البحرين إلّا أن «بابا ديوب» قاده للفوز. هاتريك اللاعب مهدي عبدالجبار أثبت أنه الهدّاف رقم واحد في دورينا وقد قاد فريقه المنامة للفوز على الأهلي من خلال «الهاتريك» الذي سجله في الأهلي من بين الأهداف «الخمسة» التي سجلها فريقه. أغلى الأهداف يعتبر هدف لاعب الحد تياغو في مرمى البديع والذي جاء من ركلة جزاء في الدقيقة «90+2» هو الأغلى، لأنه جلب ثلاث نقاط مهمة لفريقه. ركلة جزاء في لقاء سترة والمحرق طالب الستراوية بركلة جزاء بعدما ان ارتطمت الكرة بيد مدافع المحرق وهو داخل منطقة الجزاء، لكن الحكم الدولي محمد خالد كان رأيُه غير ذلك، وأعتقد أن موقفه وزاوية الرؤية تتيحان له اتخاذ القرار «المنصف»، ويُفسر البعض تردده في احتساب ركلة جزاء لسترة لكونه اتخذ قرارًا قبله بطرد لاعب من المحرق، وأعتقد أن هذا التبرير غير واقعي! الهدّافون تصدّر لاعب المنامة مهدي عبدالجبار قائمة الهدّافين برصيد «9» أهداف ويأتي خلفه لاعب الخالدية مهدي حميدان وله «8» أهداف، ثم لاعب سترة عثمان الحاج «7» أهداف ثم فينسيوس لاعب البحرين «6» أهداف، والمرمور لاعب المنامة «6» أهداف.
مشاركة :