أسعار التأمين عندنا مرتفعة، بل وتتزايد عاما بعد عام، وحسب دراسة أجرتها صحيفة مكة فإن التأمين ضد الغير عندنا هو الأعلى من بين سبع دول خليجية وعربية، وبفارق الضعف عن أعلى دولة من بين الدول محل المقارنة.وقد قرأت للمتحدث الرسمي لشركات التأمين أكثر من تصريح، يريد أن يقنعنا من خلالها أن أسعار التأمين طبيعية ومبررة، وكثرة التصريحات وحدها تدل على الخلل.فقد صرح المتحدث بأن: أسعار تأمين المركبات يتم تحديدها من قبل الخبراء الاكتواريين في شركات التأمين، وهم أشخاص وشركات مؤهلون تأهيلا عاليا لهذا النوع من الأعمال، وعادة ما يكون التسعير مرتبطا بعوامل كثيرة جدا بعضها مرتبط بكل شركة على حدة من ناحية، وبعضها مرتبط بنوع الأخطار المؤمن عليها (المركبات) والعوامل المرتبطة بها، مثل نوع المركبة وسنة الصنع، وخبرة قائد المركبة، وسجله التأميني. يعني ما داموا خبراء اكتواريين لابد أن نسكت، وندرك أن الاكتواري لا يمكن أن يقرر إلا ما فيه مصلحتنا!وصرح أيضا بأن: سبب الفارق الكبير في الأسعار مقارنة بالدول الخليجية والعربية هو تحمل الشركات قيمة الدية في المملكة، حيث ارتفعت الديات في السعودية إلى 3 أضعاف، مما فاقم الخسائر التي شهدتها تلك الشركات، وارتفاع أسعار التأمين منطقية نتيجة لزيادة تكلفة الحوادث.يعني لابد أن يتحمل السائق أيضا قيمة دية لم يشارك في التسبب فيها بأي شكل من الأشكال!وقال أيضا: يعود سبب ارتفاع تكلفة التأمين على السيارات، إلى أن الحوادث زادت بشكل كبير وتجاوزت الـ1.6 مليون حادث في عام 2022، فضلا عن ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات وتكاليف الورش والوكالات، إلى جانب حالات الاحتيال في الحوادث المرورية.يعني أن المنتظمين يتحملون رفع سعر القطع من الجهتين، عندما تتعطل سياراتهم، وعندما يشاركون شركات التأمين عند الحوادث، بالإضافة إلى أنهم يتحملون تلاعب المحتالين!وقال المتحدث الرسمي: إن من أسباب ارتفاع التأمين إضافة لارتفاع الحوادث أن ٥٠٪ من المركبات يتم التأمين عليها.يعني يتحمل النصف المنتظم في التأمين حل مشكلة النصف غير المنتظم، في مكافأة جميلة للمنتظمين لم تُسبق لها شركات التأمين.هذه التبريرات تزيد المشكلة لا تحلها، وتدفع الكثير للانضمام للنصف الذي لم يؤمن، ولذلك لابد من العلاج من أجل مصلحة الجميع.@shlash2020