الإمارات.. نموذج للتسامح والتعايش بين البشر

  • 2/1/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يحتفل العالم اليوم الأربعاء الموافق الأول من فبراير بالأسبوع العالمي للوئام بين الأديان والذي أقرته الأمم المتحدة في عام 2010. ويعتبر الأسبوع العالمي للوئام أساساً للتفاهم المتبادل والحوار بين الأديان، وهما بُعدان مهمان للثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم. وثمن علماء بالأزهر ورجال دين مسيحي جهود الإمارات في تحقيق الوئام والحوار بين البشر، والتي تهدف لإحلال السلام والتعايش، وأكدوا أن الأديان قوة إيجابية تدعو إلى التسامح وقبول الآخر وبناء الجسور والتعاون بين الجميع على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم وألوانهم. وأكد عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي في تصريحات لـ«الاتحاد» بمناسبة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، أهمية الرجوع إلى بنود «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي أكدت الوئام والانسجام بين أصحاب الديانات، والأخذ منها لتوضيح كيفية التعامل مع الآخر، وتصحيح المفاهيم المغلوطة. جهود دولية وتقود دولة الإمارات منذ سنوات الجهود الدولية لتعزيز الحوار والتقارب بين الأديان، بما ينسجم مع الإرث التاريخي للدولة في التسامح الديني واحتضان التنوع وتوجهها الاستراتيجي في إحلال السلام ونشر المحبة والخير في العالم كافة، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وتسعى الدولة لبناء جسور التواصل والتفاعل بين الأديان والثقافات المختلفة والتعايش بين الشعوب والمجتمعات كافة، من خلال رعايتها واستضافتها عدداً كبيراً من الفعاليات والمنتديات الدولية، ومنها «منتدى الأديان لمجموعة العشرين» والذي عقد في ديسمبر 2022 بأبوظبي. احترام الديانات وثمن الدكتور عبدالغفار عبدالستار، أستاذ علوم الحديث بجامعة الأزهر، جهود دولة الإمارات في التقارب والوئام والحوار بين الأديان، والتي تهدف لإحلال السلام والتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية بين البشر على اختلاف معتقداتهم، مشيراً إلى أن الإسلام يحترم الديانات الأخرى ويقر التعايش السلمي بين أتباعها. وقال الدكتور عبدالستار في تصريح لـ«الاتحاد» إن الدين واحد، وأن جميع الأنبياء جاءوا بحقيقة الخضوع لله، وهناك تناسق وترابط بين الأديان السماوية، وأن الإسلام فتح باب الحوار مع الجميع، وحرم الاعتداء على الأموال والأعراض، وأعطى المُختلفين في الدين العيش في أمن وأمان. وأكد عبدالغفار احترام الآخر بغض النظر عن لونه وجنسه وديانته والتعامل معه كإنسان «كلكم لآدم وآدم من تراب»، فالوحدة والتلاحم الإنساني تجعل الجميع يعيشون تحت مبدأ المواطنة في البلد الواحد حتى ولو اختلفت العقائد، فالجميع أخوة في الإنسانية، وحرية الاعتقاد والشعائر مباحة للجميع. الأخوة الإنسانية تجمع وثيقة «الأخوة الإنسانية» التي وقعها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الفاتيكان في أبوظبي عام 2019 وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الأديان والأعراق والألوان في العالم. وتعد الوثيقة حدثاً تاريخياً غير مسبوق، وجاءت بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالإجماع في اعتماد 4 فبراير من كل عام يوماً دولياً للأخوة الإنسانية يتم من خلاله الدعوة إلى التمسك بقيم التعايش بين الأديان والسلام، وتكريس مبادئ الحوار والتفاهم وثقافة التسامح بين البشر. قوة إيجابية من جانبه، أكد رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر الدكتور القس أندريه زكي أن الأديان قوة إيجابية تدعو إلى التسامح وقبول الآخر وبناء الجسور، وبالتالي فإن الدور الذي تقوم به في العيش المشترك مُهم للغاية، وكون الأمم المتحدة تتبنى أسبوع الوئام بين الأديان، فهذا يؤكد أهمية الدين على كل المستويات. وأضاف الدكتور أندريه في تصريح لـ«الاتحاد» أنه يجب تشجيع الناس دائماً على اختلاف أديانهم على أهمية بناء الجسور والمفهوم العميق للتسامح، وأن يكون هناك مكان للآخر المُختلف، فحينما تدعو الأديان للتسامح، فهي تبني العيش المُشترك والتعددية وقبول الآخر. تسامح عالمي أطلقت وزارة التسامح والتعايش في نوفمبر 2021 خلال فعاليات «إكسبو دبي 2020» مبادرة «التحالف العالمي للتسامح» الذي يدعو إلى تكثيف الجهود الدولية من أجل تعزيز ثقافة التسامح لدى الأمم والشعوب كافة. وفي 2021 أطلقت «القمة العالمية المشتركة للأديان» في دبي، والتي تجمع سنوياً قيادات دولية بارزة وقادة الأديان والشرائع المختلفة، بهدف بناء جسور أقوى بين الديانات والمعتقدات المختلفة في العالم، والتركيز على ما يجمع البشرية من وجهات نظر مشتركة حول القيم الإنسانية. التعايش وقبول الآخر قال الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن التشريع الإسلامي أقر التنوع الديني، مشيراً إلى أن الإسلام أثنى على الشرائع اليهودية والمسيحية وعلى التوراة والإنجيل. وأوضح الدكتور كريمة في تصريح لـ«الاتحاد» أن الإسلام حث على التعايش وقبول الآخر، مشدداً على أهمية حوار الحضارات بين أتباع الديانات لعيش جميع الناس في المشتركات التي تتعلق بحقوق الإنسان، وحماية البيئة، والإخاء، وإعمار الكون، والسلام المجتمعي. وشهدت الإمارات في عام 2018 ملتقى «تحالف الأديان لأمن المجتمعات: كرامة الطفل في العالم الرقمي» التي شارك فيها نحو 450 من أتباع مختلف الأديان بهدف إثراء الحوار ومواجهة ومناقشة التحديات الاجتماعية الخطيرة، وتعزيز الجهود المشتركة، والخروج بأفكار موحدة لتعزيز حماية المجتمعات. وشدد كريمة على أنه «كي نُعزز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، يجب أن تكون هناك مراكز ثقافية تُبرز مساحة المشتركات التي يمكن أن يتعايش فيها أتباع الديانات»، منوهاً إلى أهمية الاستفادة بما جاء في «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تحث على التعايش واحترام وقبول الآخر، مثمناً جهود ومبادرات الإمارات في نشر قيم التسامح والتعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية. بيت العائلة يبرز «بيت العائلة الإبراهيمية» في أبوظبي القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية واليهودية، ويحفظ في الوقت نفسه لكل دين خصوصيته، مقدماً بذلك صرحاً عالمياً يجسد تواصل الحضارات الإنسانية والرسالات السماوية، ويجسد قيم الاحترام المتبادل والتفاهم بين أتباع الديانات السماوية الثلاث. حاجة ملحة اعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول على دعم أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم، وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقاً للقناعات والتقاليد الدينية الخاصة بهم.

مشاركة :