الأصوات النشاز في عز التحديات

  • 1/28/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في عز أزمة أمةٍ، تواجه الاتهامات، وفي خضم حرب وطنٍ، يواجه التحديات، تُبدي مجتمعاتنا «نشازَ الأصوات»، تفضح عوار أفكارنا، وتستجذب أصابع الاتهام لثقافتنا، وأعين الشماتة بإنسان أرضنا، وكل ذلك عبر شاشات لم نُحسن ملء وقت بثها في كثير من الأحيان إلا بـ «هراء» لا يزيد إلا التحامل على وطننا، وثقافتنا. ضع نفسك في مكان محايد لتنظر إلى الصورة بشكل أفضل، تلك الصورة التي تنقلها عنا قنواتنا الفضائية المحسوبة علينا من أقصى تشددها إلى أقصى انفتاحها، ومن أقصى تمدنها إلى «أقسى تصحراتها»، طالع في الصور التي تقدمها لنا بصفتنا سعوديين، واحكم بنفسك: هل هذا هو مكاننا المطلوب؟ هل هذه هي رسالتنا الأصيلة؟ هل هذه هي ثقافتنا النقية؟ أم إننا أصبحنا مزيجاً ملوثاً، خلط رسالة السماء بعادات أهل الأرض، فصار أقرب إلى أن يخسر الاثنتين. كيف لمشهد يتصدره «دكاترة» حقيقيون، أم مزيفون، أن يختلط بمشهد، يروِّج الجهل، ويخلط العادات «المستثقلة» بالتعاليم المقدسة، فينتج، ويعيد الإنتاج لثقافة «العار» في غير محلٍ للإعراب. أين ذهب العار عن وصف السارقين؟ وأين ذهب العار عن فضح الكاذبين؟ وكيف استحقت الوصف بالعار مَنْ فتحتَ عينيك على الدنيا وهي تطعمك، وتحميك، وبنفسها تفديك؟! هل يعقل أن يصف طالب علمٍ المرأة بأنها عارٌ على قناة تليفزيونية أكثر ما يشاهده فيها هن النسوة سواء كن طفلات في «بواكير» حياتهن، وبداية إدراكهن، أو مسنات شبعن من ثقافة الإقصاء، ولا يطمحن سوى في بعض الاحترام، يقدمه لهن أبناء اليوم، لكن دكتور اليوم يعود ليفتح صفحات قديمة لا يُغني فتحها سوى مزيدٍ من الجروح، ونزيف الرصيد لثقافة عانت ولاتزال تعاني من سوء ممثليها. أصواتنا النشاز سواء كنتم خلف ناقة، أو وراء منبر، احفظوا بقية الرصيد الثقافي والأخلاقي الذي يكاد أن يُستنزف لأمة ووطن في عز التحديات على مستويات السياسة، والاقتصاد، والثقافة والإعلام.

مشاركة :