ينتابنا الحزن والخمول كثيرًا خلال الشتاء، بل يجد المرء من نفسه صعوبةً في أداء أنشطته بالحيوية المُعتادة، ولعلَّ ذلك يكون بسبب حدثٍ حياتيٍ عابر، لكن أنْ تستمر هذه الأعراض طوال الشتاء، فهنا أمرٌ آخر حري بلفت انتباهك عزيزي القارئ، ألا وهو الاضطراب العاطفي الموسمي. يعتقد الباحثون أنَّ غياب ضوء الشمس خلال فصل الشتاء يُقلِّل مستويات هرمون السيروتونين لديك، ما يزيد فرص الاكتئاب، واضطرابات النوم، وأشار آخرون إلى أنَّ تغيُّر الساعة البيولوجية مع قصر النهار هي السبب، وعلى كُلٍ ما الأعراض المُؤكِّدة لهذا الاضطراب؟ وكيف تقي نفسك منه؟ نوع من الاكتئاب يجتاح الإنسان مع تغيُّرات الطقس، وعادةً ما يكون ذلك مع بداية الخريف، وقد يستمر إلى الشتاء. لم يتوصَّل الباحثون إلى سببٍ مباشرٍ للاضطراب العاطفي الموسمي، لكن قد تكون قلة التعرُّض لضوء الشمس من العوامل المُحفِّزة لهذا الاضطراب. أشار موقع «Clevelandclinic» إلى العديد من النظريات المُفسِّرة للاضطراب العاطفي الموسمي ومنها: تتغيَّر الساعة البيولوجية مع تعريض الجسم لقدرٍ أقل من أشعة الشمس، وهذه الساعة مسؤولة عن ضبط الحالة المزاجية، النوم، والهرمونات. يُؤدِّي تغيُّر الساعة البيولوجية إلى التخلُّف عن النظام اليومي المُعتاد، ومِنْ ثَمَّ لا يتمكَّن الرجل من التأقلم مع التغيُّر في طول النهار المُصاحب لتغيُّر الفصول. تتضمَّن النواقل العصبية الموجودة في الدماغ هرمون السيروتونين، أو ما يُعرَف بـ«هرمون السعادة»، ومِنْ ثَمَّ فإنَّ الاضطراب العاطفي الموسمي قد يكون ناجمًا عن نقص السيروتونين. يُؤيِّد ذلك الظن أنَّ ضوء الشمس مُساهِم في تنظيم هذا الهرمون، وليست هناك فرصة للتعرُّض لضوء الشمس بما يكفي خلال فصل الشتاء، ومِنْ ثَمَّ تهبط مستويات السيروتونين إلى حدِّها الأدنى. التعرُّض لضوء الشمس مصدرٌ رئيسٌ لفيتامين د، كما يُعزِّز فيتامين د مستويات السيروتونين، ومِنْ ثَمَّ فقد تنخفض مستويات فيتامين د مع غياب أشعة الشمس خلال فصل الشتاء، والسيروتونين تباعًا. اقرأ أيضًا: أعراض وأسباب الاكتئاب الصباحي وأهم طرق العلاج يتسبَّب كذلك غياب أشعة الشمس في زيادة إنتاج الميلاتونين لدى بعض الأشخاص، ما يُؤدِّي إلى الشعور بالنعاس خلال الشتاء. تشمل أبرز أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي في الشتاء ما يلي: يعدُّ اضطراب النوم من العلامات الدالة على الاضطراب العاطفي الموسمي، إذ قد يجد الرجل صعوبة في الخلود إلى النوم، أو الاستيقاظ المُتكرِّر خلال الليل. يُعتقَد أنَّ ذلك ناجم عن تغيُّر الساعة البيولوجية المُنظِّمة لعدد ساعات النوم، واليقظة وفقًا لموقع «happiful». لذا إِنْ وجدت صعوبةً في النوم في أوقاتٍ مُعيَّنة خلال العام - خاصةً فصل الشتاء - فقد تكون نتيجة الاضطراب العاطفي الموسمي. يستعيد الجسم طاقته وعافيته خلال النوم، ومِنْ ثَمَّ فقد تُؤدِّي اضطرابات النوم إلى الشعور بالإرهاق خلال اليوم على غير العادة. قد يكون الإرهاق جسديًا، أي يشعر الرجل بثقل دائم، والحاجة المُلحة دومًا إلى الحصول على قدرٍ من الراحة. يُغيِّر الاكتئاب شهية الرجل بدرجةٍ كبيرةٍ، وذات الأمر يقع مع الاضطراب العاطفي الموسمي، ومِنْ ثَمَّ فقد تزداد الشهية، أو تقل، وذلك خلاف ما اعتاده الرجل. أيضًا المعاناة من القلق بجانب المزاج السىء مُؤثِّر على صحة الجهاز الهضمي، وربَّما يصحبه شعور بالغثيان. اقرأ أيضًا: قبل بدء فصل الشتاء.. كيف تتعامل مع الاكتئاب الموسمي؟ قد يتغيَّر الاضطراب العاطفي الموسمي بدرجةٍ ما مع تغيُّرات الطقس، ومِنْ ثَمَّ قد يشعر البعض بنوعٍ من الراحة في الأيام التي يتعرَّضون خلالها لضوء الشمس، وهو ما يعنِي بلوغ ذروة المزاج الجيد. إِنْ تتبَّع الرجل حالته المزاجية مع تغيُّر الطقس، أو اختلاف قدر التعرُّض لضوء الشمس، فقد يُلاحِظ تراوحًا فيها بين السعادة، والاكتئاب تزامنًا مع تقلُّبات الطقس. يسهل للمُصاب باكتئابٍ أن يرى الأمور بمنظار التشاؤم لا الأمل، ويُمكِن ملاحظة ذلك خلال أداء المهام اليومية المطلوبة، أو في شعورك حيال الحياة عمومًا. صعوبة التركيز أثناء إجراء الأنشطة اليومية المُعتادة من أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي، والتي قد ترجع إلى الإجهاد الذهني، أو المزاج السىء، أو كليهما معًا. ربَّما تُؤثِّر الحالة الذهنية على صُنع القرارات الحياتية، أو استئناف المهام كما نُرِيد، ما يضع عبئًا زمنيًا إضافيًا لإنجاز المهمات المطلوبة. الشعور بالإنهاك أمرٌ مُحتمَل نتيجة مستويات التوتر المرتفعة، وتزداد فرص الإصابة بهذا الشعور مع الاضطراب العاطفي الموسمي، إذ يجد الرجل المهام التي تأقلم مع صعوبتها، صارت تُشكِّل عبئًا من جديد. عندما يمرُّ المرء بأوقاتٍ صعبة، فإنَّ الأشياء الصغيرة قد تُزعِجه كثيرًا، أو ربَّما يُعطِيها حيّزًا أكبر من المُعتاد، ومِنْ ثَمَّ تكون حدة الطباع، وفقد الأعصاب في وقتٍ قصير. نادرًا ما يُصابُ البعض باضطرابٍ عاطفي موسمي في الصيف، إذ تبدأ أعراض هذا الاضطراب في نهاية الربيع، أو بداية الصيف، وتنتهي غالبًا في الخريف. اقرأ أيضًا: هل تعاني من الاكتئاب أم من القلق؟ هكذا تميز بينهما تشمل طرق الوقاية من الاضطراب العاطفي الموسمي ما يلي:
مشاركة :