باتت المملكة مركزًا محوريًّا في صناعة الفعاليات والمؤتمرات الدولية، التي تبحث قضايا العصر، سواء التحديات التي تواجه البشرية، أو الفرص المتاحة أمامها لمواصلة تقدمها غير المسبوق في ابتكار وسائل الحضارة، وفي هذا المسار المتنامي تستضيف المملكة غدًا "الاثنين" أكثر من 700 خبير تقني من 50 دولة، يُمثلون أهم الجهات العالمية في التقنية والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وأكثر من 900 شركة عالمية ومحلية، وذلك في النسخة الثانية من مؤتمر "ليب" 2023 التقني الدولي، التي تضاعف عدد المشاركين فيها مقارنة بالنسخة الأولى للمؤتمر، التي شارك فيها 350 خبيرًا من 40 دولة. واستمرارًا لاهتماماته في النسخة الأولى، في مناقشة مستقبل التقنيات ودورها في ازدهار البشرية، وإيجاد الحلول الابتكارية لأهم التحديات التي تواجهها؛ يبحث مؤتمر "ليب" هذا العام تحت شعار "نحو آفاق جديدة"، مستقبل التقنيات في تفاعلها مع مشاكل العالم وأزماته، ومن بينها أزمة التغير المناخي والآثار البيئية العديدة الناجمة عنها، لكن مؤتمر "ليب" لا يقتصر في جدول أعماله على بحث القضايا، وإنما يفسح المجال لعرض آخر ما توصلت إليه صناعة التقنية من مبتكرات، وبذلك ترتكز نسخة المؤتمر هذا العام على منهجية تجمع بين مناقشة حاضر التقنية ومستقبلها. واستعراضُ بعض الابتكارات التقنية التي ستعرض في مؤتمر "ليب" 2023، كفيلٌ بإظهار مدى اهتمام المملكة بإيجاد حلول للتحديات والأزمات التي تواجه البشرية، فستعرض شركة "أوفي تك" أول مركبة مستقلة تعمل بالهيدروجين في العالم، والمركبة نموذج مثالي للمركبات المتوائمة مع أنظمة البيئة؛ حيث لن ينتج عن استخدامها أي انبعاثات كربونية؛ مما يساهم بفاعلية في معالجة ظاهرة التغير المناخي التي أصبحت تهدّد المجتمعات البشرية وكوكب الأرض معًا، بالنظر إلى أن عوادم السيارات تشكل مصدرًا أساسيًّا لظاهرة الاحتباس الحراري، فالمملكة لا تهتم بمجال التقنية في إطار معزول عن الواقع الإنساني، وإنما تهتم بتوظيف التقنية في خدمة الإنسانية، وهنا تكمن ريادة المملكة، التي لا تهتم بالتقنية لأجل التقدم التقني فحسب، ولكن تربطها بقضايا الإنسان المعاصر وتحدياته وأزماته. وينسجم تنظيم المملكة لمؤتمر "ليب"، مع مستهدفات "رؤية 2030"، الذي يعد برنامج التحول الرقمي أحد مرتكزاتها الأساسية؛ حيث تسعى إستراتيجية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات إلى إرساء بنية رقمية قوية ومتطورة، واستقطاب الشركات الدولية الرائدة في مجالات التقنية، وزيادة حصة المحتوى المحلي في قطاع التقنية، ودفع عجلة الابتكار التقني. ويتكامل تنظيم المملكة لمؤتمر "ليب" مع النتائج التي حققتها في تلك المسارات، ليعززا معًا من ريادة ومكانة المملكة دوليًّا في المجال التقني والابتكاري.
مشاركة :