تفاوتت آراء عدد من المهتمين باللغة العربية حول تشخيص الواقع الحالي للغة الضاد، فذهب البعض منهم إلى أن اللغة تواجه عقبات ومشاكل عدة من خلال مزاحمة اللهجات المحلية والدارجة للفصيحة في لغة التعبير، فيما نفى آخرون وجود أي أخطار محدقة باللغة العربية، معتبرين أنها تتمتع بالرعاية والاهتمام من جانب أبنائها، وطالبوا بتحديث المعاجم والتوسع في فتح المعاهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها، حول ذلك: قال عضو نادي الطائف الأدبي الشاعر أمين العصري: «إن أوضاع اللغة العربية هذه الأيام، في ظل الانفتاح التكنولوجي الهائل وممارسات البعض من الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، تثير الكثير من القلق على واقع ومستقبل لغتنا الخالدة، وعلى سبيل المثال، يشيع استخدام اللهجات العامية والدارجة في العديد من تسجيلات الفيديو القصيرة على موقع ( الكيك)، وهو موقع محبب لدى الشباب ويحظى بشعبية كبيرة، ومما يزيد الأمر سوءا أن يجري تبني اللغة المكتوبة لهذه اللهجات العامية أيضا، وتتكرر نفس الظاهرة في كثير من التغريدات على تويتر أو على ملصقات الحائط في فيس بوك»، وأرجع أسباب التقيد باللغة السليمة في التعبير إلى خجل البعض من استخدام اللغة العربية الفصيحة وعدم التعود على استخدامها في ظل عدم إتقان الكثيرين لها، والجهل المطبق لقواعدها من قبل. وفي المقابل، قال الأديب أحمد الهلالي: «مخطئ من يظن أن اللغة العربية في خطر وقد تكفل الله بحفظها في كتابه الكريم، وبناء على ذلك فلغة القرآن الخالدة باقية ما بقي الإنسان على وجه الأرض، عزز ذلك علماء علم اللغة، حتى إن بعض الدول كبريطانيا سارعت إلى إنشاء كلية خاصة باللغة العربية، وشرعت في ترجمة بعض وثائقها المهمة إلى العربية، وفي العصر الحديث تم اعتمادها لغة رسمية للعالم العربي في هيئة الأمم المتحدة وتمييزها بيوم عالمي خاص للاحتفاء بها، وأبناؤنا يستخدمون اللغة الفصيحة بشكل موسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكل هذا يطمئننا على مستقبل اللغة العربية»، وأضاف: «بالرغم من ذلك يجب أن نعتني بلغتنا، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين عندما أمر بإنشاء مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية، فلا تزال هناك بعض الأخطاء تشيع بين الناطقين بها، والمعاجم تحتاج إلى تحديث يواكب حركة العصر، والمجامع اللغوية في أمس الحاجة إلى نشر تعريباتها إلى كافة الشرائح الاجتماعية عبر وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية لترويج المصطلحات المعربة والتنبيه على الأخطاء اللغوية الشائع، تعضدها في ذلك الجامعات والمؤسسات الثقافية والإعلامية». وطالب الهلالي الحكومات العربية بأن تتوسع في فتح معاهد ميسرة لتعليم العربية لغير الناطقين بها في بلدانهم، وأن تهتم بالجانب التنموي والعلمي والإنساني للأمة لتصبح اللغة رافد قوة وانتشار إضافة إلى الرافد الديني.
مشاركة :