"صاحب المعالي الوزير لا حساب له على تويتر، وهو ينفي نفيا قاطعا أن يكون ما ينشر على لسانه يمثله أو يعبر عنه". هذه العبارة تكاد تتردد على أسماعنا أسبوعيا على لسان مكتب هذا الوزير أو ذاك. لكن أحدا لا يسأل: لماذا يستنكف وزراء ومسؤولون عن أن يكون لهم وجود في تويتر؟ خاصة أن تويتر صار مكانا ينضوي فيه المشاهير والناس العاديين، إذ إنك ستجد هناك رؤساء وزعماء من مختلف أرجاء العالم، وهناك مسؤولون عرب وخليجيون كثر وبينهم وزراء من السعودية أبرزهما وزير التجارة ووزير العمل. وكان قد سبقهما وزير الثقافة والإعلام، ولكنه اختار أن يحيل متصفحه إلى نافذة للشعر وللتهاني والتعازي فقط! لا شك أن وجود الوزير في تويتر، سواء بالأصالة عن نفسه أو من خلال إدارة الإعلام الجديد لديه، مسألة تنطوي على أهمية كبيرة للغاية. هذا الوعي كان مكتب الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد أكثر استشعارا له من جهات كثيرة تتهيب أن يكون لها حضور في تويتر. إنني مع أن يكون للشخصيات العامة في السعودية حضور في تويتر، وأجزم أن من الضروري ألا يكون هذا الحضور عفويا، بل يكون مستندا إلى إدارات تملك وعيا وتعرف ما تمثله الشخصية وما يتوقعه الجمهور منها. العفوية في تويتر بالنسبة للشخصيات العامة تبقى خاضعة لصناعة الصورة وصياغتها، وأي شخصية تتخلى عن هذه الصناعة أو تستهين بها ستحترق حتما. إذن المطلوب حضور ينطوي على احترافية تنسجم مع بروتوكولات المنصب والأهداف المنشودة.
مشاركة :