منذ اللحظة الأولى لتكليفك بمهام وزارة الصحة، لمس المواطن قبل المسؤول التغييرات في أروقة الوزارة والإدارات التابعة لها كخطوات تصحيحية للوضع القائم، لكنها لا تكفي دون أن تصاحبها إصلاحات في البنى التحتية وتعديل منهجية الوزارة ومرافقها للتعامل مع متطلبات الجمهور ومرتادي المراكز والمستشفيات. الكل يدرك يا معالي الوزير أن الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء، والدولة سخرت كافة الإمكانات لمشاريع صحية في مختلف المناطق وتعثر بعضها وتأخر البعض الآخر في التنفيذ والتشغيل في الوقت الذي يلاحظ فيه تدني مستوى الخدمات الصحية ونقص الكوادر الطبية المؤهلة. ولا شك أن زياراتك الميدانية المستمرة شخصت لكم واقع المستشفيات ومعاناة المراجعين للعيادات والمواعيد إضافة إلى الواقع المرير في أقسام الطوارئ التي تعاني من نقص في الأسرة والأطقم الطبية والكوادر والخبرات المتخصصة، كل هذا وغيره من المطالب الملحة في هذا المرفق الحيوي الهام يتطلب المزيد من الاهتمام والدعم ليس مقتصرا على التغيير في العناصر فحسب بل في منهجية إدارات المستشفيات وتشغيلها للنهوض بالخدمات الصحية كاملة ومواجهة الحالات الطارئة ومن بينها الفيروسات بشكل يحد من انتشارها والسيطرة عليها بتوفير الأمصال المناسبة للقضاء عليها.