فكّر المهندس، ناصر الحاي، منذ أن كان في المرحلة الإعدادية، في إنشاء شركته الخاصة التي ستمكنه من صقل مهاراته، كان يحلم بتصميم مشروعات عملاقة تأخذ حيزاً كبيراً من التنمية الإماراتية، وعندما تخرج حقق حلمه وأسس شركة دي إي سي للاستشارات الهندسية. والحاي استقى خبرته من وظيفته السابقة في دبي العالمية، تمكن خلال تسع سنوات من افتتاح شركته واقتحام مجال الأعمال الخاص، من تنفيذ مشروعات ضخمة ومدن ملاهٍ، بحرفية تامة، بالإضافة إلى مشروعات سياحية مثل رويال أتلانتيس في نخلة جميرا. رويال أتلانتيس قال مؤسس شركة دي إي سي للاستشارات الهندسية، المهندس ناصر الحاي، إنهم تسلموا، أخيراً، تصميم مشروع رويال أتلانتيس في نخلة جميرا، الذي يحمل لهم جميع أنواع التحديات من مختلف المشروعات، إذ إنه مشروع محلي ذو طابع عالمي، غير اعتيادي، كونه غير واضح الزوايا، سواء الارتفاع، أو العرض، أو لوجود التواء في المبنى، موضحاً أن المشروع يحتاج إلى آلية متطورة للتشييد وتنفيذ التصاميم التي وضعناها، وأن تكون متناسبة مع المبنى الفريد، لذا نواجه أكبر تحدٍّ في تاريخنا المهني. وأشار إلى أنه تمكن من النجاح، أخيراً، في إحدى المسابقات لوضع تصاميم مناسبة لتنفيذ كلية محمد بن راشد للقادة، حيث تنافس فيها مع عدد من المكاتب الاستشارية العريقة في دبي. وروى الحاي قصة تأسيس شركته لـالإمارات اليوم، قائلاً إن فكرة تأسيس شركة استشارية خاصة تشرف على مشروعات ضخمة عدة، حلم يراود كل مهندس طموح، موضحاً حلمي منذ كنت في المرحلة الإعدادية أن أتجه إلى القطاع الخاص، وبدأت التخطيط لتحقيق حلمي خلال دراستي في الجامعة. وأضاف خططي لدخول عالم الأعمال الخاصة بدأت منذ تخرجي في كليات التقنية العليا بدبي، عام 2002، وحصولي على الدبلوم العالي في الهندسة، إذ عرض عليّ أساتذتي في الجامعة العمل في (دبي العالمية)، لأني كنت الأول في تخصص الهندسة على مستوى كليات التقنية العليا. وتابع أنه وافق مباشرة على عرض العمل، الذي سيمنحه الخبرة الكافية لينطلق بنفسه بعد ذلك، موضحاً أنه تدرج من مهندس متدرب إلى رئيس قسم تصاريح البناء والبنى التحتية والمنشآت البحرية، ثم أحد المساهمين في إنشاء تراخيص التابعة لمؤسسات دبي العالمية، الأمر الذي ساعده على اكتساب الخبرة الكافية، خصوصاً أنه عمل في معظم المشروعات المحلية والعالمية للمؤسسة. وأشار إلى أن الدراسة الفعلية لمكتب الاستشارات بدأت عام 2003، موضحاً أن الذي ساعده في دراسة المشروع أنه كان على احتكاك وثيق بسوق دبي العالمية، ذات الطابع المحلي، والمكاتب الاستشارية العالمية والأسواق الحرة، قائلاً إنه كان يطمح إلى افتتاح مكتب للاستشارات يترك بصمة في عالم العقارات والمشروعات، خصوصاً أن دبي تحتضن مشروعات فريدة من نوعها. وأفاد الحاي بأنه افتتح شركته عام 2006، بكادر لم يتعدَّ ثلاثة أشخاص، وهو رابعهم، وواجه عدداً من التحديات التي كانت ستودي به، لولا أنه تمسك بحلمه وخاض غمار التجربة في عالم الأعمال، موضحاً معظم الشركات العريقة ذات المشروعات الضخمة تصرّ على التعاون مع شركات ذات خبرة طويلة في السوق، و(دي إي سي) كانت جديدة في ذلك الوقت، لذا لم نتسلم سوى مشروعات صغيرة. وأضاف أنه حاول فهم السوق في دبي، وتبين أنها سوق لها طابع مختلف عن الدول الأخرى، مضيفاً سوق دبي محلية لكنها بمعايير عالمية، ومشروعات كبرى لم تتمكن معظم الدول الأخرى من تحقيق سوق مثلها، والمستثمرون لهم طابع مختلف، وينبغي التعامل معهم بحرفية أكبر، لنتمكن من فهم متطلباتهم والوصول إليها بالصورة المناسبة. وأكمل بدأت أشعر بالنجاح عندما شاركت لأول مرة في تطوير مشروعات سكنية وفندقية مع شركة (زعبيل) للاستثمار عام 2007، مضيفاً أنه استغل قدرة مكتبها في هذا المشروع الذي فتح له آفاقاً في العمل على مشروعات أخرى. وأوضح الحاي تخصصنا في بداية افتتاح الشركة في الاستشارات الإنشائية والإشراف على التصاميم الإنشائية، ومن ثم أصبحنا الاستشاريين الرئيسين في عدد من المشروعات، منها مجمعات سكنية مع نخيل، في (قرية جميرا الدائرية)، وعددها 750 منزلاً متعدداً، مثل فلل التاون هاوس، إلى جانب مشروعات أخرى صغيرة. وقال إنهم واجهوا تحدياً في استلام مشروعات كبرى، وتعاملوا مع مقاولين من العيار الأول، موضحاً ينبغي على الاستشاري معرفة نطاق عمله بالصورة المثلى، وأن يتعامل مع المقاول باحترافية لتخليص المشروعات بالقيمة الأساسية، ضمن الميزانية التي وضعوها، من دون زيادة. ولفت إلى أن القفزة النوعية للشركة بدأت عندما انضم إلى مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي يعتبرها منصة للمشروعات المبتدئة للوصول إلى العالمية، إذ إنهم انضموا إلى الشركات التابعة للمؤسسة عام 2013، ومن خلال المؤسسة تمكن من التعاقد مع بلدية دبي لإنشاء مشروعات ضخمة تعمل عليها البلدية. وأوضح نعمل مع البلدية في تصميم وتنفيذ (سفاري دبي)، ومركز دبي للأراضي الرطبة في محمية رأس الخور للحياة الفطرية، الذي يعتمد على المعايير الخضراء، إضافة إلى سوق الخردة ومواد البناء، التي انتهوا من تنفيذ 20% منها، إضافة إلى مشروع الرصد الفلكي. وأضاف دي إي سي لديها بصمة في إنشاء وتصميم المشروعات الضخمة، مثل مدن الملاهي، التي تعمد دبي إلى إنشائها، مثل ليغولاند و موشن غيت، والتي تعتمد على معايير محددة ينبغي على الشركات الاستشارية اتباعها، إذ إن مدن الملاهي الضخمة لها مبادئ ومقاييس مختلفة عن المشروعات الأخرى، وينبغي الاهتمام بها قبل تنفيذها. وتخرج الحاي عام 2002 في كليات التقنية العليا، وحصل على دبلوم عالٍ في الهندسة المدنية، ثم حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية، وبكالوريوس في العلوم التطبيقية، وماجستير الهندسة المدنية المقدمة، وحالياً بصدد تقديم رسالة دكتوراه في إدارة الإنشاءات. وتدرج في عمله في دبي العالمية في جميع المناصب الفنية والإدارية، إلى أن ترك العمل الحكومي قبل نحو خمس سنوات ليهتم بشكل مباشر بشركته الخاصة، ورسم خطة سير محددة للشركة التي وصل عدد الموظفين فيها حالياً إلى 300 موظف. وأشار إلى أنه يخطط مستقبلاً لتطوير باقة متكاملة للبنية التحتية والطرق، وتقديم هذه الخدمات بشكل متكامل، وأن تكون مرجعاً مع الجهات المختلفة، إضافة إلى الانتشار على مستوى الدولة في إنشاء مشروعات في مختلف إمارات الدولة، ثم التوسع إقليمياً، إلى أن تصبح شركته من المؤسسات العالمية الكبرى التي تلجأ إليها كبرى الشركات في تصميم وتنفيذ مشروعاتها. وأضاف الحاي وضعت خطة على مدى السنوات المقبلة، بحيث تصبح (دي إي سي) شركة مساهمة عامة في السوق، وأن تضع قالباً خاصاً من العمل المحترف، تماماً كما تفعل الشركات الكبرى في الدولة وخارجها، ونتمكن من إرساء قواعد مهنية متطورة.
مشاركة :