على رغم حداثة عهد السعوديات بمجال التصميم الجرافيكي، إلا أنهن في الآونة الأخيرة أصبحن يسجلن فيه حضوراً متزايداً وتطوراً ملفتاً، برز ذلك مع إقامة عدد من الملتقيات والمؤتمرات والمعارض، التي فتحت الأبواب أمامهن لعرض ما لديهن من مواهب وقدرات في هذا الحقل. وزاد من دخول السعوديات في هذا المجال اتجاه الجامعات الحكومية والخاصة على حد سواء إلى إنشاء الأقسام المعنيّة بالهندسة، بعد أن كانت التخصصات الأكاديمية محدودة لهن، فاليوم بات اتجاه الجامعات مضاعفاً لمواكبة التطور والحداثة في التعليم، وإدراج تخصصات دقيقة، مثل الهندسة الرقمية، والتصميم الجرافيكي، وغيرهما. رنا العجروش، إحدى اللواتي أحببن هذا المجال وأبدعن فيه، حتى وجدت جامعة دار العلوم بيئة حاضنة لإمكاناتها، إذ انضمت لقسم التصميم الجرافيكي في الجامعة، لتتعمق في مجالها وتتعرف على مستجداته وخفاياه، حتى أضحت اليوم لا تغيب عن كل تفاصيله، منطلقة من هدف وضعته لذاتها يكمن في أن تصنع لها اسماً مميّزاً في هذا المجال، ولتؤكد أن المصممة السعودية قادرة على الخوض في هذا المجال الذي يعرف بدقته. وتشارك العجروش في معرض التصميم الجرافيكي، الذي يقام في مقر الجامعة يومي الأربعاء والخميس، إذ تقدّم من خلاله لمحة من أعمالها لزوار المعرض، بجانب عدد من زميلاتها الطالبات اللاتي يشاركنها التخصص ذاته. وتوضّح رنا أنها على رغم تمكّنها وإتقانها إلا أنها وجدت أن التخصص الأكاديمي أسهم في منحها قدراً وافراً من المعلومات الغائبة في شأنه، كما ساعد في تطوير إمكاناتها وأكسبها مزيداً من التميّز، يتمثّل بكونها محترفة ومتخصصة في الوقت ذاته. وتضيف: «الطلب على المصممات السعوديات المحترفات في سوق العمل المحلية متزايد، الأمر الذي جعل هذا التخصص يحضى باهتمام كبير من الجامعات السعودية للتنافس على المعايير العالمية، إلا أننا في الوقت ذاته نجد أنه من الضروري تكثيف الاهتمام بهذا المجال والعناية به، وهنا يكمن دور الجهات المعنية، وكذلك بعض جهات القطاع الخاص». فيما ترى العجروش أن إقامة مثل هذا المعرض تشكّل فرصة إيجابية للمهتمين والمتخصصين لتبادل الخبرات والتجارب، إضافة إلى تثقيف المجتمع بماهيّة هذا المجال ورفع الوعي به، مبيّنة أنها اختارت أن تستهدف مشاركتها الرئيسة في المعرض فئة الأطفال من خلال تصميمها الذي تحاول من خلاله رفع الوعي بأهمية العناية بالغذاء الصحي للأطفال.