تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تنطلق الأربعاء المقبل فعاليات مهرجان قصر الحصن 2016، ويستمر حتى 13 فبراير/شباط المقبل. يتضمن المهرجان الذي تنظمه سنوياً هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مجموعة كبرى من العروض والفعاليات والأنشطة وورش العمل والتجارب التعليمية التفاعلية التي تعكس التراث الثقافي العريق للإمارات، ويضم 5 مناطق، بما في ذلك منطقة قصر الحصن الجديدة إلى جانب مناطقه الأربع التي حظيت بإقبال كبير في الدورات الماضية: البحر والصحراء وجزيرة أبوظبي والواحة. ويستضيف المجمع الثقافي ورش عمل ومعارض جديدة، تسرد قصة أبوظبي من خلال القطع الأثرية والوثائق والشهادات الشخصية لمواطنين ومقيمين. تدعم الفعاليات الجديدة رسالة المهرجان الرامية إلى الاحتفاء بالحصن باعتباره صرحاً وطنياً وثقافياً إلى جانب التعريف إلى مبادرات الترميم الجارية للحفاظ عليه كإرث للأجيال المقبلة، وسيتمكن زوار منطقة قصر الحصن الجديدة من استكشاف الهندسة المعمارية الإماراتية التقليدية، وعلم الآثار خلال ورش العمل والأنشطة الحية، التي سيتعرفون من خلالها إلى الأهمية المعمارية والأثرية للحصن. وترسم المناطق الأربع الأخرى صورة لمختلف جوانب الحياة التقليدية من خلال الأنشطة التفاعلية وورش العمل تحت إشراف فنانين ومتخصصين. وتسلط منطقة البحر الضوء على التراث البحري للإمارات وشعبها، إذ يلتقي الزوار ببناة القوارب والبحارة وصيادي اللؤلؤ، ويستمعون إلى قصصهم، ويتعرفون إلى مهاراتهم، ويشاهدون عروض صناعة الأشرعة وأهازيج البحارة التقليدية، بينما تأخذ منطقة الصحراء زوارها إلى البيئة الصحراوية والثقافة الإماراتية، وتمنحهم فرصة تجربة الأطعمة والحرف الشعبية، ورؤية الحيوانات التي ساعدت أفراد المجتمع على مواجهة تحديات الصحراء. وخصصت منطقة جزيرة أبوظبي لعرض أسلوب الحياة في المجتمع الصغير حول قصر الحصن الذي تطور لاحقاً ليصبح مدينة حديثة. ويتعرف الزوار في هذه المنطقة إلى أهمية التقاليد الإماراتية في جوانب الحياة كافة من الحرف إلى فنون الطهي، ومن المدارس إلى الشرطة، ويمكنهم التجول كذلك وسط نماذج تجسد المجتمع الشعبي بعناصره التقليدية، كمنتجي الدخون ومحلات البقالة، وحضور ورش عمل الطهي الإماراتي، ولقاء أفراد من شرطة قصر الحصن الذين تحملوا مسؤولية حمايته والمناطق المحيطة به. ويشارك زوار منطقة الواحة في الزراعة ورعاية الحدائق وبناء البيوت باستخدام مواد مستمدة من الموارد الطبيعية في الواحة، ومن خلال باقة متنوعة من الأنشطة، يتعرفون إلى طريقة أفراد المجتمع المحلي في زراعة وحصاد غذائهم، وبناء بيوتهم وصناعة منتجات عدة من مكونات شجر النخيل. وتشمل الفعاليات المتاحة في هذه المنطقة تسلق النخلة وتذوق التمور وورشة عمل استخدام النباتات المحلية في الطب التقليدي والطهي. ويتضمن المهرجان أيضاً مجموعة من عروض الأداء الحية الجديدة المقرر إقامتها على مسرح المهرجان منها: باب الخير وهو عرض كوميدي باللغة العربية بمشاركة شخصيات حية تنشر البهجة بين الجمهور من جميع الأعمار،وعرض السماء ويشهد تفاعلاً مباشراً بين الجمهور وطيور من حديقة الحيوان بمدينة العين، بينما يروي عرض السفاري الليلي قصة رحلة لصديقين في الصحراء بحثاً عن مغامرات جديدة، حيث يلتقيان في طريقهما بحيوانات عدة تعيش في البيئة الإماراتية. ويتنقل الخط السردي للقصة ببراعة بين اللغتيّن العربية والإنجليزية بأسلوب فريد ومرح يحكي مغامراتهما في الصحراء. أما المجمع الثقافي فيحتضن ثلاثة معارض جديدة هي أرشيف وذكريات: قصة وطن ويجمع مختارات من مقتنيات السجلات الوطنية الرئيسية في معرض واحد من خلال إسهامات لديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، والأرشيف الوطني وأبوظبي للإعلام وأدنوك وأدكو وتلفزيون بينونة. ويروي المعرض قصة الدولة من خلال وسائط إعلامية مختلفة منها الصور الفوتوغرافية والصحف والأفلام، ويكشف عن كيفية تسجيل هذه الوسائط الإعلامية للأحداث، وحفظها للذكريات بطرق مختلفة. أما المعرض الثاني فبعنوانملامح فوتوغرافية: صور من الماضي ويأخذ الزائر في رحلة لتحليل التفاصيل الدقيقة لخمس صور قديمة في أبوظبي، ليستكشف الحكايات الخفية في تلك الصور، أما ذاكرة المجمع الثقافي فيركز على تأكيد دور المجمع الثقافي في المجتمع من خلال شهادات شخصية لأفراده. ويمكن الاستماع إلى ذكريات أشخاص عدة عاصروا أو عاشوا أحداثاً مهمة في المجمع الثقافي. وستفتح التجارب الترفيهية والتعليمية المتنوعة في المهرجان المجال أمام الزوار للإطلاع عن قرب إلى ماضي وثقافة دولة الإمارات، وعمليات الترميم الجارية في الحصن لحمايته واستعادة صورته الأصلية.
مشاركة :