فاجأت منصة ديزني التي تقدم الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت المحللين بإعلانها خططا لتسريح الموظفين رغم أنها حققت إيرادات كبيرة، لتثير الاعتقاد بأنها تحاول ترتيب أوضاعها للمنافسة في سوق البث الرقمي مع وجود أقطاب تسعى إلى الهيمنة مثل نتفليكس وأمازون. نيويورك- سارعت مجموعة الترفيه العملاقة ديزني إلى مراجعة سياستها التشغيلية عبر الإقدام على الاستغناء على سبعة آلاف موظف، بعدما فقدت منصتها الأبرز ديزني+ بشكل نادر الآلاف من المشتركين بنهاية العام الماضي. واستقطبت ديزني+ الكثيرين بباقاتها الأولى من أفلام الكرتون وأفلام المسلسلات للأبطال، لكن باقتها الإضافية من دراما وأفلام بقيت محدودة والكثير منها تتطلب أن تدفع لها. وحين يقارن المشترك، سيفضل باقة مفتوحة متجددة من نتفليكس أو باقة موسعة من خدمة مجانية، أو خدمة مجانية بعدد محدود من الإعلانات وعدد لا نهائي من الأفلام والمسلسلات، التي يمكن أن تستأجرها أو تشتريها من أمازون ولا يقارن بما تعرضه ديزني+. بوب إيغر: حان الوقت لإكمال تحول آخر في خدمتنا للبث التدفقي بوب إيغر: حان الوقت لإكمال تحول آخر في خدمتنا للبث التدفقي ويرى محللون أنه استنادا على ذلك، فإن خيار الاستغناء من قبل المشتركين سيقع على ديزني+، والتي تسعى شركتها الأم إلى تحقيق أرباح عبر منصاتها المتنوعة للبث التدفقي التابعة لها في ظل المنافسة القوية. وقال المدير العام للمجموعة بوب إيغر، والذي طلبت منه ديزني في نوفمبر الماضي العودة إلى مهامه لمعالجة مشاكل ربحية المنصات، أثناء مؤتمر عبر الهاتف الخميس “رغم أن هذا القرار ضروري لمواجهة الصعوبات الحالية، إلا أنني لا أتخذه باستخفاف”. ولدى ديزني+ حاليا 161.8 مليون مشترك في أنحاء العالم، بعد أن خسرت 2.4 مليون مشترك في الربع الأخير من 2022. وهذه أول مرة لم تجتذب فيها المنصة الملايين من المشاهدين الجدد منذ إطلاقها نهاية 2019. وأكد إيغر، الذي أطلق الخدمة قبل أن يترك منصبه لخلفه بوب تشابيك في عام 2020، أن “صعود الخدمة السريع يُعدّ من الأكثر نجاحا في تاريخ وسائل الإعلام”. وأضاف “حان الوقت لإكمال تحول آخر، للعمل بعقلانية في خدمتنا المذهلة للبث التدفقي ووضعها على طريق النمو المستدام والربحية”، مشيرا إلى الحاجة إلى “خفض التكاليف” و”تحسين الهوامش”. وأعلن إيغر عن خطة اجتماعية لديزني التي بلغ عدد موظفيها 190 ألفا حول العالم في 2021، نحو 80 في المئة منهم بدوام كامل، بحسب تقريرها السنوي عن ذلك العام. وبدا المستثمرون مطمئنين لأداء المجموعة، حيث ارتفعت أسهم ديزني بنسبة تصل إلى ثمانية في المئة قبل أن تستقر عند ستة في المئة خلال التداول الإلكتروني بعد إغلاق بورصة نيويورك. وتعاملت السوق بإيجابية مع الأداء المالي لديزني في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر الماضيين، وحققت المجموعة حجم مبيعات ربع سنوي بلغ 23.5 مليار دولار، في أداء تخطى توقعات المحللين. وبيّنت النتائج خصوصا أن الخسائر التشغيلية لمنصات البث التدفقي ديزني+ وإي.أس.بي.أن+ وهولو كانت أقل من المتوقع، إذ بلغت مليار دولار. وتهدف المجموعة إلى تحقيق أرباح مع خدمة ديزني+ في عام 2024. 7 آلاف وظيفة ستلغيها مجموعة الترفيه والتي بلغ عدد موظفيها 190 ألفا حول العالم في 2021 وتكبدت هذه المنصات خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين خسائر تشغيلية بأكثر من الضعف على مدار عام واحد، لتصل إلى 1.47 مليار دولار. وشهدت منصات البث التدفقي نموا هائلا لسنوات في أداء عززته لاسيما أثناء الوباء قبل أن تتغلب عليها الأزمة الاقتصادية والمنافسة المحمومة لجذب اهتمام الجمهور. وحذرت المديرة المالية لشركة ديزني كريستين مكارثي في نوفمبر الماضي بعدما اجتذبت المنصة 12 مليون مشترك في ربع واحد، من أن “نمو المشتركين لن يكون تصاعديا كل ربع سنة”. وشهدت نتفليكس، الشركة المنافسة الرائدة في هذا المجال، نصفا أول صعبا العام الماضي، إذ فقدت نحو 1.1 مليون مشترك، قبل أن تتعافى في الخريف والشتاء. وبات لدى هذه المنصة أكثر من 230 مليون مشترك في خدماتها المدفوعة، لكن صافي أرباحها السنوية انخفض بنسبة 12 في المئة إلى 4.5 مليار دولار. وتسجل تطبيقات البث التدفقي وضعا مشابها كالذي تشهده الشبكات الاجتماعية مثل سنابشات أو فيسبوك أو إنستغرام، وهو ما يتجلى خصوصا في أن نمو عدد المستخدمين لم يعد يُترجم تلقائيا عبر مكاسب مالية. ولذلك أطلقت ديزني ونتفليكس اشتراكات جديدة أرخص في ديسمبر الماضي، تتضمن إعلانات، لجذب المزيد من المشاهدين وخصوصا لتنويع مصادر الدخل. ديزني+ انتهزت الفرصة لزيادة أسعارها إلى 10.99 دولار شهريا في الولايات المتحدة مقابل اشتراكها الأساسي من دون إعلانات وانتهزت ديزني+ الفرصة لزيادة أسعارها إلى 10.99 دولار شهريا في الولايات المتحدة مقابل اشتراكها الأساسي من دون إعلانات، مقابل 7.99 دولار شهريا مع الإعلانات. وقال إيغر “أعتقد أننا ذهبنا بعيدا جدا في حماسنا لجذب المشاهدين”، معتبرا أن الأسعار السابقة كانت منخفضة جدا. وأبدى اعتقاده مجددا بأن خدمات البث التدفقي هي “المستقبل”، و”الأولوية الأولى” لديزني، لكنه أوضح أن “المجموعة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، لن تتخلى عن القنوات التلفزيونية ودور السينما طالما أنها تظل مفيدة لنا ولمساهمينا”. وتحدث إيغر عن “القوة غير المسبوقة” التي يمنحها عصر المنصات للمستهلكين الذين يمكنهم الاشتراك لمشاهدة برنامج “مقابل رسوم رمزية للغاية”، وإلغاء الاشتراك بسهولة بعد ذلك. وفي ظل نجاحها، يبدو أن المنصات تحاول استعادة زمام المبادرة بعد سنوات من التراخي، وفي صدارتها نتفليكس، التي أطلقت حملة لمنع المشتركين من مشاركة معرّفاتهم مع أشخاص لا يتشاركون معهم الإقامة تحت سقف واحد. وأعلنت نتفليكس في بيان الأربعاء الماضي عن تنفيذ سياستها الجديدة في كندا ونيوزيلندا والبرتغال وإسبانيا. وفي هذه البلدان، باتت إضافة مستخدمين لا يعيشون تحت سقف واحد ستكلف بضعة دولارات إضافية.
مشاركة :