قوة المنافسة تعيق نتفليكس في سوق البث الرقمي

  • 1/22/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فاجأت شركة نتفليكس الأميركية التي تقدم الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت المحللين حين قدمت نتائج أضعف من المتوقع بنهاية 2021، لتثير الاعتقاد بأنها باتت بعيدة عن المنافسة في سوق البث الرقمي في العالم مع وجود أقطاب تسعى إلى الهيمنة مثل ديزني وأمازون. سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – أنهت منصة نتفليكس للبث التلفزيوني الرقمي العام الماضي بنجاحات عالمية بفضل مسلسلات مثل سكويد غيم وكاسا دي بابيل، لكن نسب المشاهدة القياسية لا تحجب التباطؤ في نمو المشتركين الجدد، الأمر الذي يقلق المستثمرين. ولم تحقق نتفليكس توقعات وول ستريت لعدد المشتركين الجدد في نهاية العام الماضي، بعدما تصاعدت حدة المنافسة في المعركة على مشاهدي خدمات البث عبر الإنترنت. روبرت إندرله: التنافس صعّب على المنصة التميز وجذب المزيد من الجماهير وبحسب نتائج الربع الرابع من العام الماضي باتت المنصة العملاقة للبث التدفقي تضم قرابة 221.8 مليون مشترك، أي أقل بقليل من العدد المتوقع البالغ 222 مليونا. وتتوقع المجموعة ألا يزيد عدد مشتركيها الجدد عن 2.5 مليون خلال الربع الحالي، مقارنة بنحو أربعة ملايين مشترك في الفترة من يناير ومارس 2021. ولم تسجل المنصة مثل هذا الرقم المنخفض للربع الأول سوى في 2010، عندما كان عدد مشتركي نتفليكس لا يتخطى 13.9 مليونا. وكانت ترددات هذه النتائج فورية في وول ستريت، إذ تراجع سهم المجموعة التي تتخذ مقرا لها في كاليفورنيا بنسبة تصل إلى 20 في المئة خلال التداول الإلكتروني بعد إغلاق البورصة. وأقرت المنصة العملاقة بأن “الاحتفاظ (بالمشتركين) ونسب المشاهدة لا يزال صلبا، لكنّ نمو المشتركين الجدد لم يعد إلى مستويات ما قبل الجائحة” التي انعكست إيجابا على نتفليكس عام 2020 وأوائل 2021. وأضافت “نعتقد أن هذا يرجع إلى عوامل مختلفة بما في ذلك كوفيد الذي لا يزال يلقي بثقله على الاقتصاد وصعوبات الاقتصاد الكلي في أجزاء مختلفة من العالم بما في ذلك أميركا اللاتينية”. وعلق المحلل المستقل روبرت إندرله على أعمال الشركة بالقول في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن “المشكلة ليست في نتفليكس، لكنّها تواجه منافسة محتدمة متزايدة. بالتالي يصبح من الصعب عليها التميز وجذب الجماهير”. وكان محللون قد رجحوا أن تُضيّق مجموعة ديزني الأميركية للترفيه والإعلام الفجوة بين منافسيها وخاصة نتفليكس وأمازون بفضل خدمتها الجديدة “ديزني+” التي أطلقتها في أغسطس الماضي، والنمو السريع لباقة برامجها وتزايد أعداد المشتركين في أنحاء العالم بصورة فاقت التوقعات. وفي مارس 2021، طرحت عملاق التجارة الإلكترونية أمازون مزايا جديدة لمنصة “أمازون فاير تي.في” التي تركز بشكل أكبر على البث دون اشتراك والمحتوى المباشر. بول فيرنا: أظهرت نتفليكس في الفترة الأخيرة أنها تريد تنويع إيراداتها واعتبر المختصون أن دمج أمازون العديد من الخدمات في مجموعة ميزات “لايف” الخاصة تهدد الخدمات التكميلية للتلفزيون والمحتويات الترفيهية الأخرى اللاعبين الرئيسيين الحاليين في السوق، الذين يعتمدون على الاشتراكات الرقمية. وخلال الفترة الفاصلة بين أكتوبر وديسمبر من العام الماضي، حققت مجموعة نتفليكس إيرادات بلغت قرابة 7.7 مليار دولار، وصافي أرباح 607 ملايين دولار، كما استقطبت نحو 8.28 مليون مشترك جديد، في أداء يتماشى مع توقعات السوق. واستفادت المنصة من النجاح العالمي لمسلسل سكويد غيم (لعبة الحبار) الكوري الجنوبي الذي شاهده أكثر من 142 مليون مشترك حتى منتصف أكتوبر الماضي، بعد شهر من إطلاقه، أو حوالي ثلثي المستخدمين، وهو رقم قياسي للمنصة. وفي الوقت الذي أكد فيه كبار المسؤولين المجموعة التحضير لموسم ثان من المسلسل، من دون تحديد موعد، تميزت نهاية عام 2021 أيضا بالموسم الجديد والأخير من المسلسل الإسباني كاسا دي بابيل. وبالنسبة إلى العام الحالي، سيتعين الانتظار حتى شهر مارس المقبل لمتابعة إصدارات كبيرة مثل الموسم الثاني من بريدجيرتون، ثاني أكثر إنتاجات المجموعة شعبية. وستتضمن قائمة العروض على منصة نتفليكس مستقبلا أجزاء جديدة من مسلسلات أوزارك وسترينجر ثينجس، إضافة إلى وثائقي من ثلاثة أجزاء عن حياة كانييه ويست. وأعلنت المجموعة قبل أسبوع عن زيادة ما بين دولار واحد ودولارين على اشتراكاتها الشهرية في الولايات المتحدة. ويكلف الاشتراك بالرزمة الأساسية حاليا 9.99 دولار، وصولا إلى الاشتراك الأغلى وقدره 19.99 دولار. وقال إندرله “مع ارتفاع التضخم نسبيا في الوقت الحالي، يحاول الناس تقليل بعض التكاليف غير الضرورية”. روبرت كانتويل: لا مؤشر يؤكد أن هناك من يستطيع لجم طموحات المجموعة وأضاف “كذلك ترتفع تكاليف الإنتاج من دون أن تؤتي ثمارها دائما”. كما أن مسلسل كاو بوي بيبوب الذي طرحته نتفليكس في نوفمبر الماضي وألغته بعد موسم واحد فقط، “كان فشلا مكلفا” على المنصة. ومع ذلك، لا يمكن للمنصة المجازفة بتقليص استثماراتها، في ظل المنافسة المحتدمة مع منافسيها الرئيسيين، من أمثال ديزني+ وأتش.بي.أو ماكس. وتقول شركة إي ماركتر إنه على الرغم من أن نتفليكس استحوذت على ما يقرب من نصف الإيرادات التي جمعتها منصات بث الفيديو في عام 2018، لكن حصتها مرشحة للتراجع إلى 28 في المئة بحلول 2023. وتذكر الشركة بانتظام أنها تعتبر منصة يوتيوب وألعاب الفيديو تهديدات لا تقل أهمية، كما أطلقت ألعابا خاصة بها على الأجهزة المحمولة في نهاية العام الماضي. وأشار بول فيرنا من إي ماركتر إلى أن “محاولات نتفليكس الأخيرة في التجارة الإلكترونية وألعاب الفيديو تظهر أنها تتطلع إلى تنويع إيراداتها”. وبصفتها لاعبا مهيمنا في سوق خدمات البث التدفقي، تثير المنصة أيضا توقعات كبيرة على أي حال مهما كانت ظروف تنافسية السوق ضاغطة. وأكد مؤسس صندوق أفولينغز الاستثماري روبرت كانتويل أن نتفليكس ضاعفت على مدى السنوات الخمس الماضية انتشارها بين الأسر. لكنه أشار إلى أنه لا يزال لديها هامش كبير على صعيد الأرقام القياسية لأعداد المشتركين بالقنوات المدفوعة والبالغ نحو 800 مليون شخص ولا تسعى الخدمة بتاتا إلى لجم طموحاتها. فقد قالت نتفليكس في بيانها الصحافي “حتى في هذا العالم الغامض وبمواجهة المنافسة المتزايدة، نحن متفائلون بشأن آفاق النمو على المدى الطويل حيث يحل البث التدفقي تدريجيا محل أشكال الترفيه الخطي (التلفزيون التقليدي) في جميع أنحاء العالم”. كما أشارت المجموعة إلى نجاحها في جوائز إيمي، التي تعادل بأهميتها تلفزيونيا جوائز الأوسكار سينمائيا، بفضل أعمال مثل ذي كراون وذي كوينز غامبيت وذي باور أوف ذي دوغ.

مشاركة :