أسباب عديدة تحمل سانشيز مسؤولية إخفاق العنابي

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تأخر العنابي الأوليمبي بهدف أمام الصين في المباراة الافتتاحية ببطولة كاس آسيا تحت 23 سنة، أجرى الأسباني فيليكس سانشيز مدرب الفريق تغييراً مع الدقيقة الأولى للشوط الثاني باشتراك أحمد علاء بدلا من محمد مونتاري، قحقق العنابي الفوز 3-1 وعندما تقدم العنابي بهدف على العراق لأحمد علاء في مباراة المركزين الثالث والرابع، أجرى سانشيز تغييراً عكسياً باشتراك مونتاري بدلا من أحمد علاء، فخسر العنابي 1-2، وخسر البطاقة الأخيرة المؤهلة إلى (ريو). هذا السيناريو تكرر في مباراة ربع النهائي أمام كوريا الشمالية فخرج علاء والعنابي متقدم، ودخل مونتاري فتعادلنا، وكدنا أن نودع البطولة لولا سرعة الهدف الثاني للعنابي في الوقت الإضافي الأول. هذه المقارنة السريعة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن سانشيز هو المسؤول الأول عن الإخفاق غير المتوقع لمنتخبنا والفشل في التأهل إلى أوليمبيا ريو دي جانيرو، وإهدار أسهل فرصة لمنتخبنا منذ 20 عاماً. فالمدرب يصر في كل مبارياته على نفس الخطأ، ويصر على إخراج أحد أفضل مهاجميه، بل وهداف البطولة، ويدفع بلاعب لم يسجل هدفاً خلال مشاركته في المشوار. ولم يخلف المدرب الإسباني وعده في المباراة المصيرية أمام العراق وكرر نفس الخطأ بدقة شديدة وأهدى المنتخب العراقي أجمل هدية بإخراجه أحمد علاء وإشراك مونتاري بدلا منه، وكانت النتيجة الطبيعية انحسار الهجوم العنابي، ومنح مدافعي المنتخب العراقي الفرصة للاندفاع وراء المهاجمين وتحقيق الزيادة العددية التي حققت الفوز في النهاية . سانشيز أخرج أحمد علاء، ودفع بمهاجم لم يفعل أي شيء لا في هذه المباراة ولا في غيرها، وفي المقابل سحب المدرب العراقي الظهير الأيسر وبعض لاعبي الوسط ودفع بالمزيد من المهاجمين الذين شكلوا عبئاً كبيراً على دفاعنا الذي لم يتحمل الضغط في نهاية الوقت الأصلي فجاء التعادل. هناك أسباب أخرى وراء إخفاق العنابي الأوليمبي يتحملها سانشيز، وهذه الأسباب وقعت قبل أن تنطلق البطولة، لعل أبرزها وأهمها اختياراته غير الجيدة للقائمة النهائية والتي خلت من لاعبين مميزين أفضل من مونتاري كثيرا، مثل عبد الرحمن الحرازي أحد اللاعبين الذين يتمتعون بالمهارة الهجومية واستبعاد الحرازي وغيره من اللاعبين أصحاب الخبرة أمثال أحمد فتحي وصالح اليزيدي كان خطأ كبيراً دفع منتخبنا ثمنه غالياً، حيث كان العنابي في أمس الحاجة إلى أمثال هؤلاء اللاعبين الخبرة حتى لو جلسوا على دكة البدلاء، والاستعانة بهم في الأوقات العصيبة التي مر بها منتخبنا أمام كوريا الجنوبية ثم العراق. الحرازي أفضل ألف مرة من مونتاري، ووجوده كان ضروريا لأسباب عديدة أهمها إصابة ناصر خلفان أحد النجوم الذين كان العنابي يعول عليهم وخسرهم لإصابته قبل البطولة مباشرة ووجود صالح اليزيدي أيضاً كان مفيداً كونه من المهاجمين الجيدين وأصحاب الخبرة أيضا وهو أفضل من مونتاري بكثير، ولا يعني ذلك أن اليزيدي كان سيلعب أساسيا، لكنه ورقة مثل الحرازي يمكن الاستعانة بهم في الوقت اللازم. ولا يعني ذلك أيضا التشكيك في البدلاء الموجودين في صفوف العنابي أثناء البطولة، فهم كفاءات ويمثلون مستقبل الكرة القطرية، لكن خبراتهم قليلة في مثل هذه البطولات والمباريات الصعبة الحاسمة المصيرية. المشكلة الأساسية للمدرب وليس من الضروري أن يكون العنابي مهزوما حتى يمكن الاستعانة بالحرازي أو اليزيدي أو أحمد فتحي، لكن وجودهم كان ضرورياً حتى والعنابي فائز، فهم أوراق جيدة كان لسانشيز الاستعانة بهم لتغيير مجرى المباريات وإعادة الدفة لصالح منتخبنا. وجودهم ضروري أيضا لتحفيز اللاعبين ضمنوا البقاء في مراكزهم وثقتهم في عدم التغيير وهو ما جعل اداءهم في النهاية يتحول إلى أداء روتيني. ووجودهم كان ضروريا من باب تغيير الأوراق عندما يخاصم التوفيق والحظ أحد المهاجمين مثل أكرم عفيف الذي أهدر كثيراً في المباريات الثلاث الأخيرة، لعدم التوفيق كثيراً، وللمبالغة في الاحتفاظ بالكرة أحياناً أخرى. ولو أن لاعبا مثل الحرازي أو اليزيدي شارك في الشوط الثاني أو في منتصف الشوط الثاني بدلا من اكرم عفيف - غير الموفق ربما نجح أحدهما في استغلال إحدى الفرص التي سنحت لأكرم في مباراة العراق. فالتغيير لا يعني أن اللاعب الأساسي سيئ أو ان أداءه هابط، ولكن لكونه غير موفق علي سبيل المثال. كما أن الاستقرار لا يعني التشبث بنفس الأسماء دون مفاجأة المنافسين حتى في الشوط الثاني بأسماء مختلفة ووجوه جديدة يمكنها قلب وتغيير الموازين لصالح منتخبنا.

مشاركة :