يَسْبِقُ مقالي هذا الإعلان عن الميزانية العامة للدولة – رُبَّما – بيوم كما تُشير بعض المصادر ، وكما هي العادة تكثر التنبؤات حولها . تحمل الميزانية في كل عام آمال وطموحات كل شرائح المواطنين ؛ فبين مؤمل في استحداث وظائف للتخفيف من مُعضلة البطالة ، وبين فريق ينظرون لما ستسفر عنه في دعم الصناديق الداعمة لمعيشتها والمتمثلة في صناديق التنمية العقارية والتسليف وغيرها ، وبين فئة ثالثة تترقب ما سيُخصص للبنى التحتية التي تفتقر إليها بعض أحيائنا ، وبين فئة تنظر إليها لحل مُشكلة الإسكان ، أما الفئة التي تتوقع زيادة الرواتب فمن حقها ذلك ، ولكنني أعتقد أن دعم السلع الاستهلاكية الأساسية أفضل من الزيادة التي يلتهمها هوامير التجار أولاً بأول . لقد أثبتت التقارير الاقتصادية أن الميزانية السعودية من أكبر ميزانيات دول العالم رقماً ، ولكن المبالغ المرصودة تتجاوز الحجم الفعلي على الأرض في بعض القطاعات ، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب لعل من أبرزها ما يلي : 1-المبالغة في تقدير تكلفة بعض المشاريع الحكومية مقارنة بتكلفتها خارج نظام العقود والمشتريات المعمول به في الأجهزة الحكومية . 2-الاستمرار في العمل بما يُسمى عقود الباطن ، والذي يعتمد على محاصصة المبالغ المرصودة للمشاريع ، وكل هذا قد يكون على حساب المواصفات المُعتمدة لكل مشروع . 3-الإهمال في استلام المشاريع من قبل المكاتب الهندسية الاستشارية المُسند لها مُتابعة تنفيذ هذه المشاريع ، وعدم الدقة في تطبيق المواصفات المنصوص عليها في العقود الرسمية وبين ما هو مُنفَّذ على الواقع . 4-ضعف الرقابة على تنفيذ المشاريع من قبل بعض الهيئات الرقابية . القيادة السياسية وفرَّت ولا زالت الدعم بسخاء لكل الوزارات والأجهزة والمؤسسات كلٌ على حسب حجمه ومدى ما يُقدِّمه من خدمة للمواطنين ، ولعل قطاعي التربية والتعليم بجميع مساراته والصحة شاهدا إثبات على هذا الدعم ؛ إذ يتمتعان بأعلى نسبة من الميزانية العامة مُقارنة ببقية الأجهزة الأخرى ، فوجود دعم سياسي كبير، وقصور التنفيذ من بعض الجهات لبنود الميزانية يعني أن ثمة هدرا يُمارَس من تلك الجهات، وتوجيهاً سلبياً فيها للأموال المُعتمدة لتنفيذ الخدمات للمواطنين مما ينعكس سلبا على التنمية ،التي تنشدها الدولة . لذا يجب - وبناءً على ما سبق - أن تكون الرقابة الفعلية وليست الصورية خطَّاً دفاعيَّاً يحرس تنفيذ المشروعات المستهدفة ؛ لكي نستطيع أن نحيا حاضراً زاهراً ، ونضمن للأجيال القادمة حياة هانئة عن طريق الاستثمار الأمثل لكل مقدراتنا المادية وكوادرنا البشرية ، وكل ميزانية ووطننا الغالي يرفل في ثوب التنمية المُستدامة ، وأبناؤه يتسابقون في خدمته دون كلل أو ملل . Zaer21@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (33) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :