تنتظر أسواق البنزين في آسيا تحديات مستقبلية في ظل تنامي العرض بشكل كبير في النصف الثاني من 2016 مع عدم توقع انتعاش قوي في حجم الطلب وسط التباطؤ الاقتصادي العالمي، في وقت شهدت الصادرات الكورية الجنوبية في النصف الثاني من 2015 دعماً إزاء الطلب من الولايات المتحدة التي عوضت ضعف الطلب في آسيا ولاسيما من الصين وتايوان وسط أعمال صيانة في عدة مصانع تحويلية والظروف السيئة في أسواق المنتجات المشتقة. وتابعت "الرياض" تطورات الوضع حيث اتضح بأنه على الرغم من الظروف العالمية الصعبة، تمكن المنتجون في كوريا الجنوبية من تحقيق أقصى قدر من معدلات التشغيل في وحدات البنزين في ظل انخفاض أسعار المادة الوسيطة النافثا على مدار العام بمعدل 195 دولاراً للطن. وفي الوقت نفسه فقد أصبحت أسعار التولوين أكثر ثباتاً من البنزين نظراً للطلب القوى من قطاع الجازولين حيث ارتفعت أسعار التولوين على البنزين بشكل اعتيادي خلال موسم مزج البنزين للجزء الأكبر من عام 2015. ومن المتوقع أن تتبع أسعار البنزين في عام 2016 قيم النفط، والذي يتوقع أن تواجه مزيد من الضغط التنازلي إلى حد كبير وسط وفرة المعروض في الإنتاج العالمي، إلان حجم تراجع أسعار البنزين لا يتوقع أن تكون على هذا النحو من الحدة كمثل تراجع أسعار النفط. وسوف تشهد آسيا خلال النصف الثاني من 2016 قدرات إضافة من البنزين مجموعها 1.5 مليون طن سنوياً. وقالت مصادر في السوق أن الامتداد الإيجابي للبنزين-نافثا سوف يشجع المنتجين على مواصلة تشغيل مرافقهم بمعدلات عالية، لكنها حذرت من أن 2016 قد يرى تكرار الطلب القوي في مزج الجازولين، وهو ما يعني انخفاض إنتاج البنزين من بعض الوحدات العالمية. وسوف يراقب اللاعبون في السوق عن كثب أداء قطاعات منتجات الباراكسيلين وحمض التريفثاليك النقي لتحديد الهوامش الإجمالية لإنتاج العطريات. وقال تاجر في جنوب شرق اسيا أن الهند على الأرجح تسعى للبحث عن منافذ صوب السوق الغربية في ظل عدم وجود طلبات كثيرة في جنوب شرق آسيا لاستيعاب هذه الكميات الكبيرة. وقال أحد التجار في سنغافورة نحن نتوقع أن يضعف إنتاج البنزين القائم على الفحم في الصين، بعد مخاوف من الحكومة الصينية حول مشاكل تلوث الهواء الخطيرة في البلاد من المصانع المستخدمة الفحم لقيماً. وقالت مصادر في السوق إن وحدات إنتاج البنزين القائمة على الفحم في الصين كانت تعمل بمعدل حوالي 48 في عام 2015، ومع انخفاض انتاج البنزين في الصين من المرجح أن تفتح الفرص للمزيد من الواردات. وتمكنت إحدى الشركات الرئيسة المحولة للبنزين في الصين في 2015 بالمحافظة على تسويق البنزين لفوق 700 دولار للطن في منتصف مايو، في حين وقف متوسط سنة كاملة عند 408 دولارات للطن. وقالت مصادر في السوق إن تلك الشركة الرئيسة المحولة للبنزين في الصين سوف ترفع قدرتها الانتاجية إلى 600 ألف طن سنويا في 2016 في السوق الصينية الرئيسية، ويعزى ذلك إلى ارتفاع الطلب على البنزين، والتي يتوقع أن يبقى قوياً في الربع الثاني والثالث، خلال موسم التصنيع. وفي قطاع الفينول/الأسيتون والكبرولكتام الوسيطة التي يقوم انتاجها على البنزين فقد تحولت هوامشها سلبية هذا العام. وقالت مصادر في صناعة النفط لقد أدى خفض الانتاج على نطاق واسع في مصانع الفينول بسبب الهوامش الضئيلة للأسيتون في عام 2015 إلى انخفاض متوسط معدلات التشغيل بشكل كبير في آسيا لأقل من 70 في وقت متأخر من هذا العام. الجدير بالذكر أن المملكة تنتج قدرات كبيرة من الفينول والأستون ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط من خلال مصانع كيان السعودية وتصدرها للعالم في وقت تعد مادة الأسيتون جزءاً من سلسلة منتجات الفينول التي تستخدم لصنع الميثيل ميثاكريليت، والبولي كاربونات، والمذيبات والمواد اللاصقة والدهانات، وتعد من المنتجات المتخصصة التي نجحت شركة كيان السعودية في إدخالها للمملكة لأول مرة لإنتاج الكيماويات المتخصصة عالية القيمة لتحقيق النمو طويل الأمد والربحية المستدامة.
مشاركة :