رفقا بمرضانا أيها الأطباء - عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع

  • 1/31/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لدينا العديد من المراكز والمستشفيات المتقدمة حكومية كانت أو خاصة، ويعمل فيها جميعاً أخصائيون واستشاريون نحسب أنهم على قدر كاف من القدرة على التشخيص السليم للمرضى ووصف العلاج المناسب لهم في ضوء ما لديهم من علوم ومعارف وبمساعدة ما تحتويه الصروح الطبية التي يعملون بها من تجهيزات طبية متقدمة قادرة على التشخيص الدقيق لأصعب الأمراض وأخطرها. حكى لي أحدهم قصة معاناة قريبة له مع مرض في مفصلي ركبتيها، وبسماعي لهذه القصة وما فيها من معاناة راودتني تساؤلات كثيرة عن مدى صحة ومصداقية ما تحدثت عنه في الأسطر الأولى من هذه المقالة. يقول إن قريبته كانت تعاني من ألم شديد في ركبتيها مما جعلها غير قادرة على السير بسهولة، وفي البداية اصطحبها لأحد المراكز الطبية الخاصة والمتخصصة وبعد الكشف عليها قرر الطبيب أنها تحتاج فقط لحقن مفصلي الركبتين بمادة زيتية لتوفير الليونة الكافية وتسهيل عملية المشي. وقد سارت الأمور على ما يرام لفترة قصيرة ولكن سرعان ما عاد الألم على نحو أشد مما كان عليه في السابق، وعند المراجعة تم تكرار الوصفة السابقة مع وعود بضمان التحسن، ولكن الوعود لم تتحقق. المحطة الثانية ارتبطت بقيام أحد الأخصائيين الغربيين، والمشهور بعلاج الإصابات الرياضية، بزيارة لمركز طبي متخصص وبعد مراجعة المريضة له كان التشخيص غريباً حيث أبلغها أن الألم في عصب الساقين ويحتاجان إلى تشريط لتخفيف التصلب وذلك في عملية قصيرة ليوم واحد وبتكلفة تصل إلى خمسة عشر ألف ريال. تخوفت المريضة وبدأت رحلتها من جديد في البحث عن علاج في محطة ثالثة، وكانت هذه المرة لدى طبيب سعودي مشهور في مستشفى حكومي متخصص في علاج إصابات العظام والأقدام. هذا الطبيب الاستشاري كانت لديه عزة وأنفة ورفض سماع أي تشخيص سابق للحالة، وبعد أخذه للتحاليل وصور الأشعة شخص الحالة بأنها التهاب في عصب الرقبة والظهر والأمر يحتاج فقط إلى علاج طبيعي لفترة قصيرة.. والنتيجة بطبيعة الحال كانت لا تحسن يذكر، والمعاناة في ازدياد. مسكينة هذ المريضة واصلت تتبعها للأخبار ذات الصلة بحالتها وقد ذكرت صديقة لها أن هناك طبيباً استشارياً جيداً في أمراض العظام ونصحتها بمراجعته في عيادته الخاصة، وكانت هذه محطتها الرابعة ولكن المفاجأة أيضاً في هذه المرة كانت في تشخيص الطبيب لحالتها بأنها تعاني من التواء في عظام الساقين وأن الأمر يحتاج إلى قصهما وتقويمهما حتى لا يكون هناك أي ضغط على مفصل الركبة والتكلفة للعملية كانت في حدود الأربعين ألف ريال. هربت المسكينة من العيادة وهي تردد (لا حول ولا قوة إلا بالله). المحطة الأخيرة كانت لدى أحد الاستشاريين السعوديين في مركز طبي خاص، وبعد الكشوفات اللازمة قال لها لا علاج لك سوى استبدال مفصلي الركبتين ولا تفكري بمراجعتي مرة ثانية إذا لم تقومي بإجراء العملية. اقتنعت المريضة برأيه بعد مشاهدة صور الأشعة والشرح لها وتوكلت على الله وأجرت العملية في مستشفى حكومي وقال لها الطبيب لو أجريت هذه العملية في وقت مبكر لكانت النتائج أفضل، وها هي اليوم بحمد الله تسير على قدميها بكل سهولة وبدون أي ألم يذكر. قصة المعاناة هذه تثير لدينا العديد من التساؤلات حول دقة التشخيص وسلامته، وكلنا يعرف أن التشخيص الصحيح هو نصف العلاج فلماذا هذا التناقض في التشخيص والذي يتكرر يومياً مرات عديدة؟ هل نجزم بصحة أول تشخيص أم لابد من التكرار؟ الأمر يستدعي إعادة النظر وتحديد المشكلة والبحث عن الحلول المناسبة، ومرضانا شفاهم الله يناشدونكم معشر الأطباء الرفق بهم. hazzaa81@hotmail.com

مشاركة :