معاناة الأسر الأوروبية من أزمة الطاقة «3 من 3»

  • 2/12/2023
  • 23:06
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لا تميز هذه المناهج في توزيع الغاز بين مستويات الدعم حسب مستوى دخل الأسرة، ومن ثم ينبغي تكملتها بإجراءات لزيادة الإيرادات الضريبية بأسلوب تصاعدي من أجل استرداد الدعم المقدم للأسر الأعلى دخلا. واتخذ بعض الدول إجراءات محددة "من بين مزيج من برامج التخفيف" لا تتداخل مع الإشارات السعرية. وتتضمن الأمثلة تحويلات لمرة واحدة تصاعدية أو موحدة "قبرص وألمانيا، على الترتيب"، وتحويلات لمرة واحدة للأسر منخفضة الدخل التي لا تغطيها مزايا "الحد الأدنى من الدخل الضروري"، ولا تتلقى معاشا تقاعديا "إسبانيا"، ورسوم وتخفيضات لمرة واحدة على فواتير استهلاك الطاقة مع استردادها من خلال النظام الضريبي لأصحاب الدخول الأعلى "بلجيكا وألمانيا"، والتوسع في برامج المساعدة الاجتماعية المقطوعة القائمة لتشمل مزيدا من الأسر "بلجيكا وألمانيا ولوكسمبرج". كما تم تنفيذ التسعير حسب الشريحة وأعلن في دول عدة. ويمكن للحكومات كذلك أن تدفع للمستخدمين لخفض استهلاكهم للطاقة أو تحويله إلى التوقيتات اليومية التي تزيد فيها إمدادات الطاقة من مصادر متجددة ويقل فيها الاعتماد على الغاز، ويمكن أن يتم ذلك من خلال مزادات لخفض إجمالي الاستهلاك أو خفض الاستهلاك خلال ساعات الذروة. وإذا عقدت هذه المزادات على نطاق واسع على المستوى الأوروبي "حيث عادة ما تكون أسواق الكهرباء مترابطة فيما بينها، وإن كانت بشكل غير كامل"، فقد تنتج عنها منافع كبيرة من خلال خفض الطلب الكلي، ومن ثم تخفيض أسعار الطاقة العالمية. وتنظر ألمانيا حاليا في إجراء المزادات لتطبيق وفورات الطاقة على الشركات، على سبيل المثال. وإجمالا، وسط التوقعات بأن تظل أسعار الطاقة أعلى من مستويات ما قبل الحرب لبعض الوقت، يجب أن يتحول تركيز السياسة الأوروبية سريعا من تدابير كبح الأسعار، إلى تخفيف أعباء الدخل الموجه للفئات الضعيفة. ويجب أن تتيح التدابير تقديم حوافز قوية لتوفير الطاقة والتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري، وفي الوقت نفسه احتواء تكاليف المالية العامة. ونظرا إلى حجم الصدمة، فقد يحتاج بعض الأسر التي لا تتلقى حاليا مساعدات الرعاية، إلى الدعم أيضا. ورغم أن بعض الدول قد يسعى جاهدا لتنفيذ أولى أفضل السياسات المتمثلة في السماح بعمل الإشارات السعرية وتقديم تحويلات موجهة للأسر الضعيفة، فإن هناك ثاني أفضل الخيارات العملية المنطقية، التي تتضمن التحويلات الموحدة لمرة واحدة أو تقديم دعم للاستهلاك على مستوى الكفاف من خلال التسعير حسب الشريحة، الذي يمكن استرداده من الأثرياء من خلال الضرائب. وفي ظل بيئة من التضخم المرتفع، يمكن تقديم التخفيف في إطار موقف غير توسعي للمالية العامة حتى لا يضاف أي أعباء على الطلب الكلي. وعلى المدى الأطول، فإن أفضل الوسائل الموثوقة لخفض أسعار الطاقة وضمان أمن الطاقة، هي زيادة إمدادات الطاقة من المصادر المتجددة. والحفاظ على صدور إشارات سعرية واضحة سيساعد على إجراء هذا التحول.

مشاركة :