حول طلاب متوسطة اليرموك بالمبرز في الأحساء، طابور الصباح أمس، إلى مرثية في وداع زميلهم الشهيد محمد الممتن، الذي راح ضحية الإرهاب الآثم في مسجد الرضا بالأحساء. وفيما اعتصر الألم الكثير من زملاء الفقيد، وانسابت الدموع في أعينهم، ارتفعت صورة الشهيد لتزين واجهة المسرح المدرسي، وتعلو على باب فصله 2/2 وتتربع على مقعده داخل الفصل. قالوا في الطابور، صحيح أن الممتن، لن يحضر أبدا، لكنه سيحضر في قلوبنا للأبد، واعتبروا عزاءهم في أنه شهيد الصلاة، ليرفعوا الشعار في الواجهة، قبل أن تبدأ كلمات الرثاء في الاسترسال، ليقول كل طالب شهادته على ما عرفه في الشهيد. بدأ اليوم الدراسي في اليرموك مغايرا، لتحكي المدرسة التي حملت اسما غاليا في نفوس المسلمين والمرتبط بالمعركة الشهيرة، حكاية جديدة في المجد، حاملة معها شعار «النصر لشهيد الصلاة»، وتروي للجميع كيف يحيون ذكرى من سقط في المحراب. قال وكيل المدرسة عنزي أحمد المحسن: عرفناه في قمة الأخلاق والأدب، متواصلا مع معلميه، ومؤدبا مع زملائه، ومبادرا في الأنشطة، وملازما للابتسامة. وقال المرشد الطلابي علي السروج: عرفناه من الطلاب الأفاضل، يزور الإرشاد أسبوعيا ليعرف أين هو من خريطة الأدب والعلم والتعلم، يحرص على حب زملائه ومعلميه، يعكف على رفع مستواه الدراسي يوما بعد آخر متمسكا بشعار أن ذروة العلم لا يصل لها أحد. أما زميله الطالب حمزه البوعلي والذي منعته ظروف سفره للخارج أن يكون شاهدا على الحدث، فاعترف أنه فوجئ بالمشهد صورة وتعبيرا، ليستسلم للدموع، ويأخذ في الصياح، ماذا حدث للممتن، عندها عرف القصة والتفاصيل، فأخذ يواسي نفسه: لم أعرفه إلا محترما لنا، وإنسانا بكل تفاصيل الكلمة، يتميز بالأخلاق العالية، ويتسامح مع الجميع. وعلى ذات الخطى وصف بقية الزملاء رفيقهم وزميلهم محمد الممتن، داعين له بالرحمة، ومؤكدين أنه يكفينا شهادته داخل المسجد، لنصبر ونحتسب، ويكفيه شهادته في المحراب، وهو يتقرب للمولى عز وجل.
مشاركة :