ربي وصلاتي.. وقفة في رثاء أمي

  • 6/3/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تذبل الكلمات ولو كانت ممرعة في حقول الزهر، أو ناشئة في أحضان الرياحين حين تكتب قصة الوداع أو تحكي ألم الفراق. فكيف إذا كان الحديث عن نبع الحنان، ومصدر الشفقة، ومعدن الرحمة.. أمي ـ رحمها الله-. أرثيها اليوم بمقال وددت أني لم أكتبه، فلم أفكر أن أعيش تلك اللحظة وقد رحلت فيها عن الحياة وصحبت معها قطعة من قلوبنا تركناها معها حين وضعنا جسدها الغالي في التراب. أمي تلك الكلمة العذبة الرقراقة.. أصدق ما يمكن أن يقال، وأبدع ما يتصور أن يسمع.. أمي وأي شيء يعدلك يا أمي!!. عشنا معها كل لحظات العمر، وأدق تفاصيل الحياة، فكانت الأم والمربية والمعلمة والموجهة والمرشدة وقبل هذا كله كانت لنا لذة الحياة والماء الزلال في حال الرخاء والصدر الحنون في مواجهة تقلبات الحياة وشرف طلب العلم وشقاء رحلة كسب العيش وترياق لألم الهم.. كانت -رحمها الله- مشعل نور وطاقة حيوية لكل من عاش معها وعايشها. أستعرض بعد رحيلها شريط الذكريات فأرى حياة حافلة بالجد والصلاح والاستقامة وهم التربية. ربي وصلاتي: كلمتها العذبة التي لا تفارق شفتاها في حال الشباب والهرم، والصحة والمرض، والحل والترحال. ربي وصلاتي: كلمتها التي أضاءت لها طريق الحياة وحملت معها مشعل النور تهدي به أبناءها إلى طريق النور من بعدها. ربي وصلاتي: بوصلة العمر التي جعلت للحياة قيمة راسخة وما بعدها تبع لها فلا شيء قبل حق الله وأداء فرائضه. ربي وصلاتي: أورثت في نفوسنا شعور المحاسبة ومراعاة الواجبات والوفاء بالالتزامات. ربي وصلاتي: اتخذتها قوتاً معها تواجه به مصاعب الحياة وتقاوم به المرض وتصلته سيفاً على جيوش الهموم. ربي وصلاتي: بها كانت في غاية اليقين والأنس بربها في حال مرضها كما كانت في صحتها.. لا تتسخط ولا تشتكي.. بل يقين عميق وإيمان راسخ بالله رب العالمين. رحمك الله يا أمي يا قرة عيني وأورثك منازل الصديقين وجمعنا بك في مستقر رحمته في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

مشاركة :