لا أخفيكم سراً.. بأن حلماً كان يراودني منذ سنوات خلت، بأن يكون هناك حضور وطني كروي على نهائي المونديال العالمي، سواء على مستوى الأندية أو على صعيد المنتخب، بل كانت أمنية يصعب تحقيقها أو النيل منها، خصوصاً أمام أندية أو منتخبات من القارة الأوربية وأمريكا الجنوبية متزعمة البطولات العالمية منذ ميلادها وظلت حكراً لهما- كماركة مسجلة - كبطل أو وصيف مع تبادل الأدوار بينهما بكل مناسبة أو مسابقة، بل كنت أيضاً أتطلع لذلك اليوم الذي أسمع فيه شعب العالم الكروي يتساءل: من الفريق أو المنتخب الذي سيواجه السعودي على النهائي؟ .. أقول: كما كان هذا كله كان الهلال بالأمس يقدم نفسه وعلى طبق من الفخامة الفاخرة وعبر صفحات التاريخ يدون اسمه وبقلمه - الأزرق- طرفاً في النهائي أمام بطل العالم ريال مدريد المتمرِّس حضوراً كأكثر أندية العالم انتزاعاً لكأسها. .. ما أجمل الذكريات حينما تعيدني مجدداً، حيث يقطن إستاد الأمير فيصل بن فهد بالملز، قبل أربعين عاماً أو أكثر بمباراة الهلال ويوفنتوس، والتي أحسب أنها اللبنة الأولى في إشهار رؤية الهلال بالعالم بدءاً من ذلك الهدف - أرض جو- للنجم المحبوب ناجي عبدالمطلوب -رحمه الله عليه- والذي أثار دهشة لاعبي الفريق الضيف معلناً تقدم الهلال مما جعل المباراة غيمة من الإبداع إثارة وندية تخللتها جمالية المستوى والنجومية التي انتهت كنتيجة بتعادلهما بثنائية لكل منهما، وكأني أشاهدها مجدداً من خلال مواجهة الزعيم أمام فلامنجو كتفاصيل الأحداث وأدوار اللاعبين تحديداً، بدايةً بـ(الناجي) عبدالمطلوب مسجل الهدفين، أو بشخصية فييتو الذي كان يملك حق (الفيتو) كمستوى ونجومية مسجلاً هدفاً ولا أجمل وصنع اثنين، وكذلك كان كاريلو الفاتن بأدائه والأنيق بعطاءاته والذي أعادنا إلى ذكرى كابتن وقائد الفريق الخلوق - آنذاك - عبدالله فودة (العمدة) بنفس الدور وانتحال شخصيته في الأداء والمهام كضابطي إيقاع يطربان بكل إمتاع تتجلَّى فيه قدرتهما بتغطية ظهيري الجنب في حالة الهجمة المرتدة أو حتى بتلك الهمم في صناعة اللعب لخط المقدمة. .. بالتأكيد ستبقى مباراة فلامنجو كنتيجة عالقة في أذهان الرياضيين كعلامة فارقة في تاريخ الهلال على اعتبار أنها ممر عبوره لنهائي بطولة كأس العالم للأندية. * * * امتداداً للحديث نفسه ومن عنوان التاريخ الذي دون للأزرق إنجازه كوصيف بطل العالم، فقد رسم الزعيم في نهائي البطولة لوحة جميلة وأنيقة ومعبرة عن مضمون الكرة السعودية، كعاشق متيم بالإنجازات أو كشاعر ملهم باح عبر قوافي أبياتها بمنجزاته، وعلى ضفاف الأطلسي والهادي هناك، حيث عبق الحضارة والأصالة العربية شدو له وبأحلى العبارات: بالزاف مزيان يا هلال. * * * آخر المطاف قالوا: صاحب الإنجاز ليس من يسير ويحكي عنه أمام الآخرين.. وإنما الإنجاز هو الذي يخلده الزمن في ذهن التاريخ، ولهذا حينما تتبع أحوال الأبطال تجد أن العامل المشترك في سعادتهم هو الإنجاز.
مشاركة :