تحقيق إخباري: عائلة سورية تنجو من الموت ويكتب لها الحياة في مدينة حلب السورية

  • 2/15/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مدينة حلب (شمال سوريا) الذي ضربها الزلزال المدمر في 6 فبراير الجاري، استطاعت الجدران في تلك الأبنية المتصدعة أن تفصل الأسر عن بعضهم البعض وأن تفصل الموت عن الحياة في تلك اللحظات الصعبة. في حي المشارقة بحلب، تم إنقاذ الرجل الخمسيني علي عبد الرحمن مع عائلته المكونة من طفلين وزوجة حامل، وأن يكون لأحد جدران البناء دورا هاما في انقاذهم من الموت المحتوم. ويربط هذا الجدار مبنيين سكنيين في ذلك الحي الآنف الذكر؛ وانهار واحد وقتل معظم سكانه فيما بقي من خلفه أحياء حيث يسكن عبد الرحمن مع عائلته. ولخص عبد الرحمن المشهد في حديثه لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا:"هذا هو ما نحن عليه من النهاية، جدار وبضعة ثوان فصلتنا عن الموت". وروى عبد الرحمن بحسرة ودهشة ما حدث معه، مشيرا إلى أن ما حدث معه كان اشبه بالحلم القصير، فعندما ضرب الزلزال فجر ذلك اليوم، كان الرجل وطفليه وزوجته نائمين، واستيقظ عبد الرحمن على الهزة المرعبة مذعورا، وأمسك بأيدي الأطفال وزوجته واندفع نحو الأبواب. وقال الرجل الخمسيني والحزن يملأ عينيه، "شعرت أن تلك الثواني بأنها ساعات أثناء محاولتنا الهرب من الجحيم، وكان وقع خطواتي وأنا أجري على الأرض مسموعا"، مبينا أن المشهد الذي كانوا يشاهدونه مروعا أثناء خروجهم من المبنى والانهيار الذي وقع في المبنى الملاصق للبناء الذي نسكن به، مضيفا أن "الجدار هو الذي فصلنا عن الموت". وما زالوا حتى اللحظة يحاولون معرفة كيف حدث ذلك، وكيف نجوا، لكنهم تمكنوا من الوصول إلى الشارع، وكانت السماء في تلك اللحظات تمطر بغزارة، ولم يتمكنوا من رؤية ما حل بمنطقتهم بوضوح أثناء سعيهم للاختباء من الطقس القاسي في حديقة قريبة، حيث أمضوا اليوم التالي قبل أن يتمكنوا من العودة إلى منزلهم. وعند عودتهم، وجدوا الواجهة بأكملها قد سقطت، وتضررت الطوابق العليا للمبنى المكون من ستة طوابق بشدة. والصدمة لم تنته لعبد الرحمن، إذ وجد أصدقاءه وجيرانه مدفونين تحت أنقاض المبنى المدمر، لذلك، شارك في مهمة الإنقاذ وحفر مع بعض الجيران في المباني المحيطة بغية العثور على ناجين وجثث. لقد تمكنوا بعد عناء طويل من انتشال الجثث من تحت الأنقاض وهم أشخاص قضى حياته معهم، وقال "لقد كان مشهدا لن انساه أبدا طيلة حياتي". وبتنهيده كبيرة من صدره، قال عبد الرحمن إن الحرب التي استمرت 11 عاما لم تفعل ما فعله هذا الزلزال المدمر. وقال "الحرب لم تؤثر علينا بهذا الشكل، لقد أثر الزلزال علينا 50 مرة أكثر من الحرب ومن الصعب نسيانه، مثل هذه الأشياء يصعب نسيانها". وفي حديثه عما كان يفكر فيه وهو في طريقه للخروج، قال الرجل إن كل ما كان يفكر فيه هو كيفية الوصول بطفليه إلى بر الأمان وحماية زوجته الحامل، "مدى صعوبة الشعور هو أن سقف منزلك قد يسقط عليك بأي لحظة". وأضاف "أنه لأمر محزن أن تشعر أن المبنى يسقط فوق رأسك". والآن، عاد عبد الرحمن إلى منزله على الرغم من أن المبنى كان بحاجة إلى إصلاح وكان منزله بالكاد صالحا للعيش مع عدم وجود واجهة أو حاجز يحميهم، لكن لم يتبق شيء يمكنهم القيام به. وقال عبد الرحمن "الناس يريدون فقط ملجأ ينامون فيه، أنا عامل، أجني القليل من المال كل يوم، من الصعب علي تأمين الطعام لإطعام أطفالي وشراء القماش أو حتى إصلاح منزلي". وتتمثل خطته للمستقبل في مساعدة أطفاله على التغلب على الصدمة. وكان وزير الصحة السوري الدكتور حسن الغباش أعلن يوم الثلاثاء أن الحصيلة النهائية لضحايا الزلزال الذي ضرب سوريا في 6 فبراير الجاري بلغت 1414 قتيلا و2357 إصابة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). ويشار إلى أن الأمم المتحدة قالت يوم الجمعة الماضية إن الزلزال الذي ضرب سوريا يوم 6 فبراير الجاري أدى إلى نزوح 5.3 مليون شخص. في غضون ذلك، أظهرت آخر الإحصاءات الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن الزلزال أودى بحياة نحو 7 آلاف شخص في مناطق سيطرة النظام والمعارضة.

مشاركة :