تساءل الكاتب الصحافي د. محمد آل سلطان، في مقاله المنشور بصحيفة «عكاظ»، اليوم (الاثنين): لماذا يضرب الإرهاب الغادر في الأحساء المرة تلو الأخرى؟ لماذا يصر على أن يطعن الوطن في خاصرته من خلال الأحساء العزيزة؟ وأوضح أن الإرهاب ضرب في مناطق المملكة جميعا، ولكنه يركز في ضرباته الأخيرة على استهداف الأحساء إنسانا ومكانا، مسجدا وحسينية، سنة وشيعة، مضيفا أن «الظلاميين يريدوننا أن نصل إلى مرحلة يشكك فيها الجميع في ولاء بعضنا لبعض.. والعقلاء يجب أن يعرفوا هذا، وأن يقفوا موقفا موحدا.. فلا أسبقية لأحد في هذا الوطن، سوى ما قدم عمله، وولاؤه لوطنه وشعبه وقيادته.. لا يتميز أحد عن أحد.. ولا ينبغي أن يشعر أحد بذلك». وجاء نص المقال لماذا يضرب الإرهاب الغادر في الأحساء المرة تلو الأخرى؟ لماذا يصر على أن يطعن الوطن في خاصرته من خلال الأحساء العزيزة؟ نعم، فقد ضرب الإرهاب في مناطق المملكة جميعا، ولكنه يركز في ضرباته الأخيرة على استهداف الأحساء إنسانا ومكانا، مسجدا وحسينية، سنة وشيعة.. هؤلاء الخوارج الفجرة ليسوا أغبياء.. فهم يراهنون على اثنين.. إما أن تثأر الحسينية من المسجد..! وإما أن يشمت المسجد في الحسينية.. ليصبح إرهاب الجمعة متبادلا بين شيعة الوطن وسنته.. وشلال الدم ينبوعا لا يتوقف من شرق الوطن لغربه ومن شماله لجنوبه.. خابوا وخسروا؛ فهم وإن كانوا ليسوا أغبياء ولكنهم بالتأكيد لا يعرفون أهل هذا الوطن حق المعرفة.. لا يعرفون من هم أهل الأحساء.. ولا يعرفون شيئا عن نخلته الباسقة التي تجذرت عروقها في أنحاء الوطن وتحت جبال السروات وطويق وأجا وسلمى.. الظلاميون يريدوننا أن نصل إلى مرحلة يشكك فيها الجميع في ولاء بعضنا لبعض.. والعقلاء يجب أن يعرفوا هذا، وأن يقفوا موقفا موحدا.. فلا أسبقية لأحد في هذا الوطن، سوى ما قدم عمله، وولاؤه لوطنه وشعبه وقيادته.. لا يتميز أحد على أحد.. ولا ينبغي أن يشعر أحد بذلك.. أو أن نسمح له جميعا بأن يراود نفسه به.. إنه أفضل من الآخر مذهبا أو عنصرا أو منطقة.. وكل ما يمثل هذا الخطاب يجب أن يجرم وتوضع له أشد العقوبات.. ولو تغافلنا عن هذا الخطاب الخفي الذي يتسلل بيننا.. فإننا نقع في المصيدة التي أراد الظلاميون والإرهابيون أن نقع فيها.. هم يريدوننا أن نشكك في الأخ الشيعي حتى يثبت لنا وطنيته..!! ويريدوننا أن نشكك في الأخ السني حتى يثبت عدم تأييده للإرهاب أو أنه ليس داعشيا.. وما بين الشك واليقين.. رحلة طويلة من الدماء.. اسألوا عنها أهلنا في العراق والشام.. علينا أن نحقن أنفسنا صباح مساء بحب الوطن الواحد.. بالوطن الأب الذي يحنو على جميع أبنائه.. ولا أجمل في ذلك من أبيات من قصيدة الصديق والشاعر الأحسائي العملاق جاسم الصحيح (الوطن بأبجدية ثانية) وطني.. وأقدس ما حقنت به دمي مصل يقاوم خنجرا غدارا جل العقال فما أنا بمساوم فيه عداد خيوطه أقمارا فلك على رأسي يدور مهابة ونجابة وكرامة وفخارا أي الكواكب بعد ضوء كواكبي أختار من أضوائها سمارا نعم، يا جاسم فقد أخذنا المصل.. وسننزع من الخنجر النصل.. فقيادتنا لا تساوم على وحدة الوطن وأمنه وأمان أهله.. ولا ينبغي أن نتسامح ولو للحظة واحدة مع كل من يحرض أو يؤيد من يغدر بأهلنا أو يحاول أن يؤلب على دولتنا بتغريدة.. أو تعليق.. أو بأي بتعبير لا يبين عن وحدة الوطن وأهله.. ذلك هو السم الزعاف الذي -لا سمح الله- سيشل حركتنا ويعطل مسيرتنا.. وسور الوطن عالٍ والدماء التي تحمي الوطن في الحد الجنوبي.. هي الدماء ذاتها التي نزفت ذات صلاة في الأحساء وفي غيرها من مناطق المملكة.. هذا الوطن لا يمكن التفريط فيه أو التسامح مع من يستهدف أمنه.. أو يثير الفتنة بين أهله.. فهو أكبر من مجرد أرض.. وأوسع من المدى.. ما أنت يا وطني مجرد طينة فأصوغها لطفولتي تذكارا حاشا ولست ببقعة مربوطة قيد المكان أقيسها أمتارا رابط الخبر بصحيفة الوئام: محمد آل سلطان: الظلاميون يريدوننا أن نصل إلى مرحلة يشكك بعضنا في ولاء بعض
مشاركة :