لا تقاس قسوة الأزمات بشدتها بل بسوء التعامل معها، واعتدنا من حكومتنا السعودية منذ التأسيس وحتى هذا العهد الميمون الحكمة في التعاطي مع الأزمات والأوقات العصيبة والتعامل معها بتعقل وروية، وهو ما نتوقعه دومًا بقيام الحكومة الرشيدة بإدارة الأزمات والخروج منها بسلام. بل سأذهب بعيدًا بتفاؤلي وهو أن مرور أية أزمة أو محنة تكون نقطة تحول لإحداث تغيير نحو الأفضل على المستويات كافة. وكثير من الأزمات تكون في نهايتها انفراجات. وولادة الأزمات يرافقها مخاض وألم، ولكن يتبعها حتماً مرحلة انحسار وتقلص عند نجاح القيادة باتخاذ قرارات سيادية تحد من اتساعها وتعمل على احتواء تداعياتها من خلال امتصاص قوة الدفع المحركة لها كوسائل الإعلام وحشد الجماهير، وإفقاد الأزمة مرتكزات النمو حتى الوصول لتلاشيها واضمحلالها. ومن المفيد تجنب وقوع الأزمة أو تخفيف المخاطر من خلال التنبؤ بها قبل وقوعها وذلك بعدم إغفال الإنذارات، والابتعاد عن الفوضوية وعدم القبول بالإدارات العشوائية. ومن المهم الاستفادة من نتائج الأزمات وتداعياتها وسلبياتها للخروج بخبرة تراكمية وقدرة على التعامل مستقبلاً مع أي أزمة مهما كبرت وعظمت. ونحن المواطنين نسترجع أيام التأسيس ونستشرف المستقبل المشرق على ثقة بقدرة قيادة خادم الحرمين وولي عهده بحنكتهم المعهودة على الخروج من أي أزمات سياسية أو اقتصادية قادمة كما خرجنا من أزمات أعظم طالما هناك تكاتف بين الشعب والحكومة. حفظ الله بلدنا من كل شر محدق بها وأدام عزها وأعلى شأنها.
مشاركة :