تسارع الخطى بالتحول نحو الاستدامة الرقمية - د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب

  • 2/20/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكتف السعودية بمضاعفة قيمة الاستثمارات في الشركات الناشئة 17 مرة، وتشجيع الاستثمار الجريء، حيث بلغ عدد الشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة المستثمر بها 525 شركة من خلال 904 صفقات شملت قطاعات من أهمها التجارة الإلكترونية والتقنية المالية وحلول تقنية المعلومات بالإضافة إلى التعليم والتوصيل والنقل وتمكنت خلال الأعوام الأربعة الماضية من زيادة عدد المستثمرين وتشجيع الشركات المالية على إنشاء صناديق متخصصة في الاستثمار الجريء والملكية الخاصة، وكذلك تحفيز الصناديق الإقليمية والعالمية على الاستثمار في الشركات السعودية. ولا يمكن جذب الشركات العالمية المتخصصة إذا لم تلتزم السعودية بالتحول والابتكار والاستدامة الرقمية التي تحتاجها الشركات العالمية، رغم أن السعودية احتلت المرتبة الأولى في المنطقة، والثالثة عالمياً في التحول الحكومي الرقمي من خلال مؤشر نضج التقنية الحكومية الصادر عن البنك الدولي لعام 2022. عقد مؤتمر ليب في 6 فبراير 2023 في دورته الثانية من أجل تمكين العالم الجديد، بجانب عرض الشركات العالمية المشاركة في معرض المؤتمر رؤيتها لعالم مستقبلي مبني على التغيير المستدام والذكي والمتصل والمترابط، ويهدف المؤتمر إلى نقل التقنيات التي تساعد الشركات في التحول إلى مؤسسات ذكية، وتوفير البرامج المتصلة بتطوير برمجيات المؤسسات والمتخصصة بتمكين الشركات المعززة للتقنيات المتقدمة والتحليلات البرمجية بغية التواؤم مع المتغيرات وتحقيق قفزة نوعية في الأعمال الحديثة، ولتصبح السعودية محوراً عالمياً للتقنيات المتقدمة ونموذجاً للتنمية المستدامة، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لكبرى الشركات العالمية المتخصصة لنقل تقنياتها وصناعاتها المنسجمة مع رؤية المملكة 2030 للدخول والإسهام بحصة كبيرة في تنفيذ الخطط السعودية، وتنمية أعمالها بشكل أكبر محلياً وإقليمياً ودولياً. يتوج مؤتمر ليب 23 رحلة التحول الرقمي السعودية بشراكات نوعية واستثمارات بأكثر من تسعة مليارات دولار، بينما حقق المؤتمر في العام الماضي أكثر من ستة مليارات دولار، إذ لعب المؤتمر دوراً بارزاً في تحفيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يدعم النمو الاقتصادي والمنظومة الرقمية سريعة التطور في السعودية. قيادة السعودية لهذا المؤتمر أرست نموذجاً متميزاً لتطوير الأعمال والمدن الذكية التي ستضعها في طليعة الدول وخاصة في مجال السيارات ذاتية القيادة، وكيفية إدارة الازدحام لتقليل الحوادث وفك اختناق المرور وتيسير الوصول إلى الوجهات المستهدفة، والعمل على مهارات الشباب وتوفير الإلهام الدافع لهم للإسهام في تطوير وتنمية المدن الذكية سواء في مجال السيارات ذاتية القيادة أو أي مجالات أخرى. وخطف الروبوت سارة زوار المعرض بزيها وحجابها السعودي ولهجاتها المحلية والتي رحبت بالحضور، وأكدت سارة انها أول سعودي في العالم صنع بأيادٍ سعودية بالتعاون بين السعودية الرقمية وشركة Qss حيث يحتوي على كاميرا تعمل بالذكاء الاصطناعي، ووقعت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا اتفاقياتها بمذكرة تفاهم مع شركة جودة حلول المساندة المحدودة لبحث فرص التعاون والعمل المشترك في مجالات روبوتات الذكاء الاصطناعي، وتهدف المذكرة إلى توفير روبوتات الذكاء الاصطناعي وتقنياته وتقديمها دورات عمل وورش عمل في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي والعمل على المبادرات المنبثقة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لتبني الحلول المبتكرة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي للوصول إلى أهدافها الاستراتيجية لدعم ريادة السعودية عالميا في هذا المجال. تود وزارة الصناعة في السعودية أن تكون الصناعات في السعودية رائدة عالمياً في التصنيع بالإضافة إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد من خلال إنتاج المواد الخام التصنيعية، وتطوير قدرات التصميم الهندسي، والتعامل مع العواقب الاقتصادية غير المتوقعة للتقدم التكنولوجي للثورة الصناعية الرابعة. يعد هذا المؤتمر مثالاً واضحاً على اهتمام السعودية بجذب اللاعبين الرئيسيين في التقنيات والتكنولوجيا، كما هو الحال بالنسبة لمؤتمر التعدين الدولي في قطاع التعدين الذي له تأثير في تعزيز مكانة السعودية بوصفها مركزاً صناعياً إقليمياً ودولياً باعتبار أن التقنيات المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة ضاعفت من مستوى الإنتاجية وقللت من التكلفة والمخلفات والانبعاثات الكربونية، كما ساهمت في تحقيق الاستدامة وتحسين جودة السلع والمنتجات، مستثمرة موقع السعودية المتوسط والثروات الهائلة التي تمتلكها. حيث تعتبر رؤية المملكة 2030 القطاع الصناعي أحد المرتكزات التي لها أبعاد ليس فقط على المستوى المحلي بل وعالمياً خصوصاً فيما بتعلق بالاستثمار من خلال خططها لتوفير بيئة استثمارية جاذبة للمستثمرين تمكنهم من الحصول على فرص استثمارية ذات عوائد تنافسية باستخدام التقنيات الحديثة والفريدة، من أجل تحقيق استراتيجية مزيد من التنوع الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، وتوفير وظائف نوعية لأبناء وبنات الوطن، وتحفزهم على تطوير مواهبهم ليسهموا في بناء قطاع صناعي رائد ومستدام.

مشاركة :