يتناول هذا الكتاب فيلسوف قرطبة وفقيهها أبي الوليد ابن رشد الذي كان له تأثيرٌ عميق في تاريخ الفكر والفلسفة، حتى عدّه مؤرخ العلم جورج سارتون من أكابر فلاسفة الإسلام، فقد أثر في فلاسفة أوروبا بفلسفته أكثر من أرسطو نفسه، وعرف ب(الشارح) وهو اللقب الذي أطلقه عليه دانتي في (الملهاة الإلهية)، نظراً إلى جهوده في شرح أرسطو. وتصدَّى ابن رشد للإمام الغزالي في الحملة التي شنها على الفلاسفة في كتابه "تهافت الفلاسفة"؛ حيث تبنَّى الدفاع عن الفلاسفة في كتابه (تهافت التهافت) الذي حاول أن يفند فيه آراء الغزالي ليبرئ الفلاسفة، ويعيد إلى الفلسفة مكانتها السامية في الفكر الإنساني. ولابن رشد إسهامات علمية مميزة في علوم الفقه، والطب، والفلسفة، وغيرها من العلوم والمعارف العقلية والنقلية؛ حيث توزعت آثاره على المختصرات والملخصات والتعليقات والشروح والمقالات، والمصنفات في شتى أنواع العلوم والمعارف، وكُتبت عنه وعن آثاره جملة من البحوث والدراسات في كتب مستقلة، ورسائل جامعية، ودوريات علمية.. إلخ. واهتم كثير من المستشرقين بدراسة ابن رشد وفكره، وكتبوا عنه كثيراً من الدراسات العلمية، كما أن هناك اهتماماً كبيراً بابن رشد وآثاره؛ وهو ما تشهد له البحوث التي تم توثيقها في هذا البحث. ويحاول هذا البحث ل"د. أمين سليمان سيدو" الصادر عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن يعطي لمحة موجزة عن حياة ابن رشد منذ ولادته في قرطبة حتى وفاته في مراكش، ويسرد قائمة بعناوين مؤلفاته، ويحصر ببليوجرافيا آثاره المحققة والمنشورة، ويبرز آثار الباحثين والدارسين وكتاباتهم عنه، سواء كانت دراسات خاصة أو عامة، ويستعرض دراسات المستشرقين عنه وعن مؤلفاته، كما أعطى أرقاماً تسلسلية للمواد ليسهل الرجوع إليها من مسرد الأعلام، إضافة إلى ملحق خاص بالصور ذُيِل به الكتاب.