قال الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف (كوب 28) الذي تستضيفه الإمارات هذا العام، إن المؤتمر يسعى لتحقيق الهدف العالمي بشأن التكيُّف مع تداعيات تغير المناخ، ووضع الصيغة النهائية للاتفاق على مضاعفة تمويل التكيّف. وأوضح الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف (كوب 28) أن النقلة النوعية التي يحتاج إليها لتسريع التقدم تتطلب توفير التمويل بشكل مُيسَّر وبتكلفة مناسبة، مشيراً إلى أن التمويل المطلوب يُقدر بتريليونات الدولارات. وأضاف: «من الممكّنات الرئيسية لتوفير هذا التمويل تطوير أداء المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف وصناديق الاستثمار المتخصصة»، وقال: «إننا بحاجة إلى جمع مزيد من التمويل بشروط ميسَّرة، وجذب مزيد من التمويل من القطاع الخاص، واستهداف البلدان الأشد احتياجاً إلى الاستثمارات، وسيكون هذا هدفاً رئيسياً لفريق رئاسة مؤتمر الأطراف (كوب 28)، وسنحشد جهود جميع الأطراف المعنية من أجل تحقيقه». وأشار الدكتور الجابر إلى أن العمل المناخي الفعّال يتيح خلق فرص عمل كبيرة وجديدة، وابتكار مجالات أعمال وقطاعات وصناعات جديدة، وتحقيق أكبر تحوُّل جذري في معدلات النمو البشري والازدهار منذ الثورة الصناعية الأولى. جاء حديث الدكتور الجابر في كلمة له أمام «القمة العالمية للتنمية المستدامة» التي استضافها «معهد الطاقة والموارد» (تي آي آر إي) بمدينة نيودلهي الهندية، حيث أشار إلى الدور العالمي المهم للهند التي تتولى رئاسة «مجموعة العشرين» حالياً، والتي تمضي في طريقها لتكون ثالث أكبر اقتصاد في العالم قريباً. وجدد التأكيد على أن رئاسة «مؤتمر الأطراف» (كوب 28) ستواصل الاستماع إلى الجميع، والتشاور والتواصل معهم، وجمعهم على طاولة المفاوضات، وضمان عدم ترك أحد خلف الرَّكب، كما سلط الضوء على أهمية الشراكات من أجل التقدُّم نحو بناء مستقبل مستدام للجميع. وقال: «علينا ضمان أن التقدُّم سيحتوي الجميع بالفعل، وعلينا المحافظة على هدف عدم تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وأن نضع حدّاً للافتقار إلى الطاقة والمياه؛ فلنوحّد جهودنا حول العمل المناخي من أجل دفع البشرية إلى الإمام، وإثبات أن بإمكاننا دعمَ العمل المناخي بشكل متزامن مع تحقيق النمو الاقتصادي». وأضاف: «سأواصل خلال الأشهر المقبلة، وبالتعاون مع فريق مكتب مؤتمر الأطراف (كوب 28)، الاستماع إلى الجميع، والتشاور والتواصل معهم، بمن فيهم المجتمع المدني، والشعوب الأصلية، والقطاع الخاص، والحكومات، والنساء، والشباب». ودعا الوزير الإماراتي إلى التكاتف ليكون «مؤتمر الأطراف» المقبل مؤتمر النتائج العمليّة واحتواء الجميع، وقال: «لنتذكر أن العالم يتقدم من خلال الشراكة، وليس الانغلاق. لنتَّبع شعار (معهد الطاقة والموارد)، وهو أن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل صنعه، لذا، فلنبدأ العمل معاً على بناء مستقبل مستدام». وقال إن التنمية المستدامة مهمة للهند وللعالم بأسره، معتبراً موضوع القمة (تعميم التنمية المستدامة والمرونة المناخية) دعوة للعمل موجَّهة للجميع، وهي ركيزة أساسية لمؤتمر الأطراف (كوب 28). وأكد أن الإمارات تدعم توجه الهند، خلال قيادتها لـ«مجموعة العشرين»، بالتركيز على الإجراءات التي تُحدِث نقلة نوعية تسهم في تعزيز تبنّي الاقتصاد الأخضر والأزرق، وبناء مستقبل نظيف، وإتاحة نمو عادل ومستدام للجميع. وجدَّد التأكيد على التزام دولة الإمارات الراسخ بهدف «اتفاق باريس»، للحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض دون مستوى 1.5 درجة مئوية، لافتاً إلى أن التقدم المحرَز لا يزال بعيداً عن المطلوب.
مشاركة :