إيقاعات وأهازيج وعروض أدائية حية، لـ 4 فنون ساحلية، هي «الآهلة»، «النهمة»، «الليوا» و«العيالة» تؤديها فرق شعبية في مهرجان التراث البحري الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، على كورنيش العاصمة حتى 26 فبراير الجاري، وتجذب باستعراضاتها التراثية اهتمام الزوار من مختلف الجنسيات. تحديات تستعرض الفنون البحرية حياة أهل الساحل قديماً من صيد وغوص وتجارة، وسواها من الحياة البحرية التي ارتبطت بالأجداد ممن صادقوا البحر، وتضفي أجواء خاصة على المهرجان الذي يزخر بقصص ومشاهد تستدعي الوقوف عند الماضي العريق، وما تخللته من عادات وتقاليد وتحديات رافقت الأجداد في مساعيهم للتنمية. النهمة تصدح حناجر المؤدين وتنساب حركاتهم بدقة متناهية في فن «النهمة»، حيث تصطحب الفرقة الحضور من خلال عرضها على المسرح الرئيس للمهرجان في رحلة غامرة بالقصص القديمة المرتبطة بالبحر، وما عايشه الغواصة والصيادون من تحديات لجلب الرزق، كما تُعيد طقوس رحلات السفر في عرض البحر من أجل الصيد أو البحث عن اللؤلؤ. ويظهر «النهام» أو المغني البحري صاحب الصوت الجميل، ليكون ملهم البحارة ويعتمدون عليه في رحلاتهم التي قد تستمر لأشهر طويلة، حيث تأتي إيقاعات النهمة لتسهم في شحذ هممهم. أخبار ذات صلة محمد بن راشد: التطور الدفاعي في الإمارات ثمرة رؤية تؤمن بالسلام في ندوة على هامش فعاليات «آيدكس».. خبراء يحدّدون اتجاهات المخاطر السيبرانية العيالة والليوا تؤدي فرقة «العيالة» استعراضات ومقامات في حب الحياة البحرية، حيث تقدم بانسجام كبير عرضاً تراثياً حربياً بمرافقة «طبل الراس»، مع إفساح المجال للزوار في المساهمة بأداء الاستعراضات مقابل المسرح الرئيس. وبمرافقة «الطبل العود» و«الصرناي» أو آلة المزمار، تظهر فرقة «الليوا» لتقدم استعراضات مميزة بين أروقة المهرجان، والتي يتفاعل معها الزوار بشكل لافت. لوحات ومقامات وحول تقديم الفنون الساحلية في المهرجان، أكد مبارك العتيبة، مسؤول الفرق الأدائية في مهرجان التراث البحري، أن الفنون البحرية من أبرز الفعاليات المقدمة في المهرجان الذي يحتفي بالموروث والحياة البحرية للأجداد. وتعمل الفرق المشاركة على إعادة إحياء جانب مهم من الموروث الثقافي الشعبي، والذي التصق بالبحر والبحارة. وقال: «نقدم الفنون البحرية بطريقة مختلفة وغير تقليدية، من خلال برنامج فني متكامل، تتناوب عليه الفرق المشاركة، لتقديم وصلات فنية يومية، إلى جانب مشاركتها في الأوبريت المتفرد (بين الضفاف) الذي تولت إخراجه المخرجة نجوم الغانم. ويجمع الأوبريت بين مختلف الفرق على مسرح واحد، لرسم لوحات فنية في حب الموروث، واحتفالية خاصة بعودة الغواصين من رحلاتهم». ويلفت العتيبة إلى أن بعض فنون أهل البحر التي كانت تقدَّم على الساحل قد اندثرت مع مرور الزمن، وقامت الفرق والجهات المعنية ببحوث كثيرة لإحياء هذه الفنون التراثية الساحلية الأصلية التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من حياة الأولين ممن عايشوا البحر بكل تفاصيله، إذ إن هذه الفنون الراسخة في الذاكرة والوجدان، كانت أساسية في زمن الأجداد، ويسعى أصحاب الاختصاص والفرق الشعبية لنقلها بأمانة إلى الأجيال باللحن والحركات والمقامات السليمة. الآهلة تأتي فرقة فن «الآهلة»، المختلفة بأدائها عن الفنون السابقة، حيث يجتمع المؤدون عبر صفين متقابلين، ليقدموا استعراضات تعتمد على الألحان الصوتية من حناجر المؤدين وحركات أجسامهم، بين مجموعة تنشد وأخرى تستجيب لها، من دون أي تدخل من آلة موسيقية، ويكون اعتمادها الرئيس على الهرموني الصوتي لـ «الآهلة» بين أعضاء الفرقة. 120 مؤدياً ذكر مبارك العتيبة أن الفرق المشاركة في 4 فنون ساحلية ضمن مهرجان التراث البحري، تضم 120 عضواً، بينهم 40 مؤدياً في فن «العيالة»، 30 مؤدياً في «الليوا»، 25 مؤدياً في «النهمة»، و25 مؤدياً في «الآهلة». وأشار إلى أن فن «الآهلة» من الفنون القديمة شبه المنقرضة، وهنالك محاولات حثيثة من البحث والتقصي لإعادة إحيائه من خلال 99 مقاماً معروفة عنه، وقد أضيف إليه لحنان جديدان.
مشاركة :