يُعدُّ فن النّهمة من أهم الفنون الأدائية التراثية الإماراتية، التي تتمتع بخصوصية كبيرة، لارتباطه بالتراث البحري، ولتأثيره في رحلات الصيد والغوص، فهو فن مقتصر على البحر والبحارة على سواحل الإمارات والخليج العربي، وغناء يواكب سير العمل على السفينة، بهدف بث الحماس في نفوس البحارة والغواصين، وتشجيعهم على العمل بجد واجتهاد، كما يعبر في أحيان أخرى عن اشتياقهم للوطن والأهل. ويتميّز فن النّهمة بأنه فن لا تستخدم فيه الأدوات الموسيقية المتعارف عليها في المنطقة، وقد يحل التصفيق الحماسي محل الإيقاع في بعضها، ويُطلق على من يمارسه «النّهام»، والذي كان يُعدُّ من أهم طواقم العمل على السفينة، وكان النواخذة يتبارون في استقطاب النّهامة، (جمع نّهام)، الذين يتميزون بعذوبة الصوت، والقدرة على إنشاد مختلف أنواع النّهمة، وإضفاء أجواء من الحماس والتفاعل بين البحارة، ليكونوا ضمن فريق العمل معهم، ويختلف عدد النّهامة باختلاف حجم السفينة وعدد العاملين عليها، فيراوح في المتوسط بين اثنين وأربعة. وتختلف أنواع النّهمة، فمنها «اليامال» وهو نوع من الغناء يختص بالسرد الإلقائي على ظهر السفينة وخارجها، وكلمة «يامال» هي نوع من التعبير الجماعي عمّا يجيش في صدور البحارة من الوجد والألم والفراق، والنوع الثاني «الخطفة» وهي نوع من الغناء يختص برفع أشرعة السفينة، لإبحارها باتجاهات مغايرة. والثالث هو «الحدادي»، وهو ما يحتاج إليه البحارة، لاستعادة نشاطهم بعد وقت الراحة. وهذا النوع من الغناء، وإن اختلفت فيه الضروب، وتباينت فيه الأسماء إلا أنه يشكل وحدة فنية قائمة بذاتها تندرج ضمن الفنون البحرية. وهناك أيضاً الأغاني الشعبية الخفيفة التي تخضع لقواعد معينة، وكذلك أغاني الزهيري والموال والترانيم والاستهلالات والأدعية والابتهالات، مع التركيز على اختيار الكلمات التي تبث الحماسة في نفوس البحارة، وتشجعهم على العمل وبذل الجهد، لتحقيق الصيد الوفير والعودة الغانمة، كما أنه في بعض جوانبه يعبر عن مقدار شوق البحارة والغواصين للوطن والأهل والأصدقاء، ويكشف عن حجم معاناتهم في موسم الغوص، وكان البحارة يتجاوبون مع النّهام من خلال ترديد بعض الكلمات، ليقوموا بدور «الكورال»، معتمدين على التصفيق بديلاً للإيقاع في منظر فني فلكلوري جميل، وكلما كان غناء النّهام جميلاً، ازداد حماس البحارة في إنجازهم لعملهم، وأضفى ذلك على السفينة، أجواء احتفالية محببة. • يهدف فن النّهمة إلى بث الحماس في نفوس البحارة والغواصين، وتشجيعهم على العمل بجد واجتهاد، كما يعبر في أحيان أخرى عن اشتياقهم للوطن والأهل. • كان النواخذة يتبارون في استقطاب النّهامة الذين يتميّزون بعذوبة الصوت والقدرة على إنشاد مختلف أنواع النّهمة، وإضفاء أجواء من الحماس والتفاعل بين البحارة. • يتجاوب البحارة مع النّهام من خلال ترديد بعض الكلمات ليقوموا بدور الكورال، معتمدين على التصفيق بديلاً للإيقاع في منظر فني فلكلوري جميل. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :