علاقات أخوية ضاربة في عمق التاريخ بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، التي تحتفل باليوم الوطني الـ 62، أسهمت في تطوير المشهد الثقافي في المنطقة، وتعد محوراً رئيسياً للمعرفة والإبداع الخليجي. وأكد علي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي لـ«البيان»، تميز العلاقات الثقافية والإعلامية بين الإمارات والكويت، مشيراً إلى أنها وطيدة وتاريخية ومرت بمحطات كثيرة. وتابع: تمتد العلاقات إلى ما قبل نيل دولة الكويت استقلالها وقبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ازدادت وثوقاً في النصف الثاني من القرن العشرين، عندما أسهمت دولة الكويت بجهد وافر ومشكور في تشكيل جيل من أبناء الإمارات المتعلمين، الذين درسوا وفق منهج الكويت التعليمي، وذهب بعضهم لاستكمال تعليمه الجامعي في دولة الكويت قبل إنشاء الجامعات وانتشارها في الإمارات، فأنتجت هذه المساهمات جيلاً متعلماً ومثقفاً، هو الذي أسس للنهضة الثقافية في الإمارات، وبنى على ما تركته الأجيال السابقة من إرث ثقافي جميل. وأضاف: وفي مجال الإعلام، كان لدولة الكويت إسهامات رائعة في تأسيس الإعلام الإماراتي، فنحن لا يمكن أن ننسى إنشاء دولة الكويت لأول تلفزيون في إمارة دبي قبل قيام الاتحاد، وهو «تلفزيون الكويت من دبي». وأردف: أسهم «تلفزيون الكويت من دبي» في إعداد جيل إماراتي من العاملين في التلفزيون، وكان لي شرف العمل فيه مذيعاً بعد أن أهدته دولة الكويت إلى دولة الإمارات عند قيام الدولة. واستمر هذا التعاون ليمتد عبر السنوات التي عملت فيها مديراً عاماً لتلفزيون الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، وهي الفترة التي شهدت أوج تنامي العلاقات الإعلامية وازدهارها بين البلدين الشقيقين، وقد كنت شاهداً على هذا التنامي ومشاركاً فيه. تجربة رائدة وقال الكاتب والأديب حارب الظاهري: علاقات أخوية وتاريخية تجمع البلدين الشقيقين الإمارات والكويت، وأسهمت هذه العلاقات في تطوير المشهد التعليمي والثقافي الخليجي، كما حافظت الكويت على منظومة النماء ومد جسور التواصل ما بين الأجيال العربية. والكويت ذات تجربة ثقافية رائدة وصلت لبلدان عربية وإسلامية عدة. وأضاف الظاهري: ثقافة الكويت وصحفها ومجلاتها كمجلة العربي الشهيرة ومجلة الكويت ما زالت شواهد على تفتح الحياة الثقافية وتطورها منذ عقود. وعبرت الإعلامية والشاعرة شيخة المطيري رئيس قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد، عن العلاقات الوطيدة بين البلدين وقالت: المطلع على تاريخ العلاقات بين البلدين يدرك تماماً بأنه كان هناك تواصل بين البلدين وتحديداً في ما يخص الثقافة والتعليم والصحة، حيث إن دولة الكويت شعرت بالمسؤولية المجتمعية ليس فقط تجاه مجتمع الكويت ولكن أيضاً تجاه مجتمع الخليج ككل فمدت لهم يد الإبداع والعطاء ودعمتهم بالمشاريع والمبادرات الثقافية المتنوعة. وأضافت المطيري: كان هناك بعثات للدراسات العليا بين طلاب الكويت والإمارات، إضافة إلى الفعاليات الثقافية والأنشطة وتفاعل الأدباء والشعراء وتوثيق رحلات الكاتب الإماراتي إلى دولة الكويت سواء كان للعمل أو لزيارة الأصدقاء، وكان هناك تلفزيون الكويت يبث من دبي، حيث اللبنات الأولى لبناء الإنسان الخليجي، تحية لدولة الكويت التي أرادت أن تنهض بالمجتمع الكويتي وبالشقيق الخليجي في الكثير من المجالات. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :