على وجه التحديد تهيئة المبتعثين في عالمٍ مضطرب

  • 2/3/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تأتي برامج ابتعاث الطلاب والطالبات للدراسة في الجامعات الأجنبية العريقة في مقدّمة المنجزات التنموية التي حققتها بلادنا في السنوات الأخيرة. وقد ثبت أن البعثات الطلابية إلى الدول العربية في منتصف القرن الميلادي السابق ثم البعثات إلى أوروبا وأمريكا في النصف الثاني منه كان لها دور بارز وكبير في إيجاد الكوادر الوطنية التي أسهمت في تحقيق الإنجازات التنموية. ومما يُسعِد الإنسان أن الدولة ماضية في هذا البرنامج رغم الضائقة المالية الحالية المؤقتة إن شاء الله ورغم التوسع في افتتاح المزيد من الجامعات في مختلف مناطق المملكة. فحتى الدول الأوروبية المتقدّمة التي تضم أعرق الجامعات في العالم يتجه بعض طلابها للدراسة في الولايات المتحدة، كما أن الكثير من الطلاب الأمريكيين يدرسون في أوروبا. أما الصين وكوريا الجنوبية واليابان فعدد طلابها الذين يدرسون في الولايات المتحدة هائل جداً. وقد انطلق في مطلع هذا الأسبوع في مدينة الرياض ملتقى المبتعثين الذي يهدف إلى تهيئة الطلبة والطالبات ممن تقدّموا إلى الالتحاق ببرنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي. ويتضمن برنامج التهيئة تعريف الطلبة والطالبات بما يحتاجون إليه من المعلومات الأساسية عن الدراسة في الخارج وظروف المجتمعات الأخرى التي تختلف عمَّا هو موجود لدينا لكي يتحقق لهم النجاح في دراستهم والتأقلم مع الحياة خارج الوطن. هذه البرامج ليست جديدة، وقد أسهمت في توعية الطلاب الجدد على مدى السنوات الماضية، لكن بعض الطلاب الذين يملكون معلومات مسبقة عن البلدان التي يتم الابتعاث إليها يرون أن هذه البرامج بحاجة إلى التطوير. البعض يرى أن مستويات العرض في البرامج متفاوتة، فهي جيدة في تبصير الطلاب بأنظمة البعثة وطبيعة الدراسة الجامعية في البلدان التي يتم الابتعاث إليها، لكنها بحاجة إلى التطوير المستمر لمواكبة جوانب أخرى تتعلّق بالمتغيِّرات المتلاحقة التي تحدث في هذا العالم المضطرب وبخاصة تلك التي تؤثّر على المبتعثين نظراً لارتباطها بأحداث المنطقة العربية والإسلامية. هناك، أيضاً، من يرى ضرورة الابتعاد عن الأمور الشكلية التي تتم مناقشتها والتعامل معها بذات المنهجية التلقينية الوعظية التي تطبق هنا والتي قد لا تحقق التحصين وإنما الإذعان المؤقت. وفي كل الأحوال، يظل برنامج الابتعاث استثماراً مهماً في الإنسان السعودي تفوق عوائده ما تحققه الاستثمارات المادية الأخرى. كل الشكر للعاملين على تطويره وتعظيم الاستفادة منه.

مشاركة :