العراقي فائق العبودي يعرض لوحات قادمة من عمق الحضارة

  • 3/6/2023
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - يعرض الفنان العراقي فائق العبودي المقيم في سويسرا منذ عام 1999، مجموعة من أعماله التشكيلية التي تختصر مراحل تجربته الفنية ومدى نضوجها وارتباطها بهويته وتاريخ العراق الثقافي. وتعود بنا لوحات الفنان التشكيلي العبودي إلى الوراء، وتعيدنا إلى مهد حضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة السومريَّة، إلى جانب الفن البابلي، إذ تستحضر لوحاته عالما قديما منسيَّا، لكنّه أساسي في الوقت ذاته، لأنّه يمثل بداية الكتابة التي يرجع تاريخها إلى عام 3300 قبل الميلاد. لوحات التشكيلي العبودي تعود إلى الوراء لتطلعنا على حضارة بلاد ما بين النهرين ◙ لوحات التشكيلي العبودي تعود إلى الوراء لتطلعنا على حضارة بلاد ما بين النهرين إنَّه رسام متمرّس، تربطه علاقة حميمة بأصوله، ويبدو ذلك واضحا في عمق جميع أعماله. يقول العبودي “أنا فنان من المشرق، من أرض الشمس والنور والألوان. العراق بلدي، وهو حكاية أجدادي، ومهد الحضارات، وموطن قصص حكايات ألف ليلة وليلة”. هكذا يُعرّف الفنان نفسه، والذي وجد في مرتفعات لوزان بلدا حاضنا منذ أكثر من عشرين عامًا. ولم ينحرف عمله عن جذوره التاريخيّة أبدًا. حتى عندما كان طفلا، كان معجبا بالتماثيل الطينيّة والحجريّة التي تزيّن المتحف العراقي. ظلت هذه التماثيل مصدر إلهام كبير في جميع أعماله. بعد دراسة الفن والتصميم والتصوير والخط العربي، اتّجه نحو الرسم وهو كما يقول “تبعث فيه رائحة الألوان البهجة، فتسحره، بينما هو يبحث دائمًا عن خامات جديدة لأعماله، كالقماش، والسجاد، والورق، والخشب”. وقد كشف الفنان فائق العبودي عن جزءٍ صغيرٍ من أعماله الإبداعيَّة، قائلا “أحب بشكل خاص العمل على الخامات الخشبيَّة، لأنَّها مطاوعة، وتتوافق مع العديد من التقنيات، وتجسد السنوات الطويلة التي قضتها الشجرة لتصبح مهيبة. أشعر وكأنّه يتم إنقاذها من الموت من خلال إعطائها حياة ثانية، بحيث أغرس بها جزءا من روحي، وهذا يعطي معنى ملموسا وترسيخا تاريخيا لرسوماتي”. ويوضح “إنّني شخص قلق نوعا ما بطبعي ومحب للاستطلاع بشكل كبير، مما يدفعني باستمرار للبحث عن مواد وتقنيات جديدة للرسم واكتشافها وتجربتها. تقنياتي الخاصة بالعمل جعلت أعمالي فريدة وذات طابع خاص”. ويشرح “داخل إطار اللوحات المُعتّقة، أقوم بوضع العديد من طبقات الطلاء الواحدة فوق الأخرى. تكون ألوان اللوحة تارة ساطعة وجريئة، وتارة قاتمة وعادة ما أقسم السطح إلى عدة أجزاء، أقوم بعدها بإدخال رموز مجرّدة عليها. يمكن أن تكون هذه الرموز علامات بدائيّة من لغات منسيّة، يتم تنقيحها وتصميمها بطريقة هيروغليفيّة”، كما يضيف “لا توجد رسالة دينيَّة في أعمالي”. ويتابع “ربما فيها جو روحاني وهو انعكاسٌ للحالة التي أعيشها قبل الرسم، لوحات تُصور رموز الخط المسماري لأقدم لغات الإنسانية ◙ لوحات تُصور رموز الخط المسماري لأقدم لغات الإنسانية والتي تقترب كثيرا من حالة التصوّف، ما يهمني أن يتم العمل، وأن يكون مرضياً بالنسبة إليَّ أولاً، ليكون قادرًا على إنشاء الجسور، وربط العوالم القديمة بعالم اليوم من خلال الرموز المتأصلة في هويتي، هذا ما أود أن أنقله إلى كل من ينظر إلى لوحاتي ليجد على سطحها دعوة للسفر إلى الماضي، إلى الحضارات القديمة، إلى الأجداد السومريين والبابليين، دعوة هي في أصلها دعوة للاكتشاف الجميل”. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان فائق العبودي ولد في بغداد، درس الفنون الجميلة والتصوير الفوتوعرافي. كما درس التصميم الطباعي في سويسرا، وحصل على بكالوريوس فنون من الجامعة العربية المفتوحة في شمال الولايات المتحدة. يعيش العبودي في مدينة لوزان السويسرية منذ سنة 1999 وأسس فيها مركز فضاء الشرق الثقافي ومجلة “ألوان ثقافية” وهي مجلة تهتم بالثقافة والإبداع والفنون. شارك الفنان في عدد من المعارض الجماعية في مركز الفنون الجميلة في بغداد ما بين 1990 و1997. وأقام أول معرض شخصي له “في بغداد” سنة 1996. كما قدم أعماله الفنية في الإمارات العربية المتحدة سنة 1998 وفي سويسرا وفرنسا اعتبارا من سنة 1999. وهو عضو في عدد من أكاديميات الفنون الجميلة منها: جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين وجمعية الفنانين التشكيليين في بريطانيا والرابطة الدولية للفنون باريس. استلهم العبودي منذ بداية عمله الفني تاريخ بلده، وحضارته العريقة التي منحت البشرية أول رموز وعلامات الكتابة التي وجهت كل تاريخنا وقدم أكثر من عشرين معرضا شخصيا توزعت في عدد من دول العالم. وتُصور لوحات الفنان رموز الخط المسماري لأقدم لغات الإنسانية المكتوبة، وهي اللغة السومرية التي كانت متداولة في جنوب بلاد ما بين النهرين خلال الألفية الثانية ما قبل الميلاد. كما يقدم لنا ألواحا منحوتة برموز تمزج بين الماضي والحاضر.

مشاركة :