تتفاقم الأزمة السياسية في لبنان على مشارف سنة 2014 ويبدو أفق الأمل ضئيلا وقد أمضى اللبنانيون الأشهر التسعة من السنة الجارية بلا حكومة أصيلة وبلا مجلس نيابي كامل الشرعية بسبب تمديد النواب لأنفسهم في حين يبدو شبح الفراغ ماثلا في الموقع الرئاسي الأول. وما زاد احتمال هذا السيناريو الخطاب الهجومي الذي اعتمده أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله مهددا فيه قوى 14 آذار بأنها "شريكة للتكفيريين" متمسكا بالصيغة الحكومية الجامعة وهي 9\9\6 ورافضا أيّ حلول وسط. أثار هذا الكلام استهجانا واسعا لدى هذه القوى التي أسقط بيدها بعد أن تحوّل الفريق المقابل إلى قوة أمنية مسلحة. وتحدّث النائب مروان حمادة إلى "الرياض" معلّقا على الخطاب "الأعنف" لنصر الله في اتجاه الداخل اللبناني فاعتبر أنه "يترجم الضيق والتوتّر اللذين يعيشهما نتيجة تدهور قوّاته في سوريا وتحوّل ما اعتقده دعما حاسما لنظام الأسد إلى حرب استنزاف، فمع الفارق في الجغرافيا يصبح ريف دمشق وجبال القلمون أشبه بفيتنام أو "تورا بورا" الشرق الأوسط". يضيف حمادة:" إن المعركة في سوريا تبدو أكبر من طاقات نصر الله وحزبه ولذلك هو يرتدّ إلى الجبهة المسالمة نسبيا وهي الجبهة اللبنانية حيث لا تمتلك قوى 14 آذار السلاح ولا أسلوبا عنفيا". ويمضي حمادة في تحليل موقف نصر الله الأخير معتبرا أنه " يعكس انزعاجا من الرفض الذي تلاقيه إيران في مشاركتها في مؤتمر جنيف 2، فالخطاب الذي ألقاه بالأمس وهو الأكثر عنفا في سلسلة الخطابات جاء بعد ساعات من إعلان المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي أنّ هنالك رفضا قاطعا من الولايات المتحدة الأميركية وسواها من مشاركة إيران في المؤتمر حول سوريا. من هنا يستدلّ أنه بالرغم من الجهود العسكرية لإيران وذراعها في لبنان وفي سوريا فإنّ الدور الإقليمي السياسي لطهران لم يضرّ به حتّى الآن دوليّا. أمّا بالنسبة إلى لبنان فإنّ كلّ محاولاته لفرض حكومة اسمها حكومة وحدة وطنية ولكن هدفها الوحيد هو إضفاء الشرعية على التدخل العسكري في سوريا لم تفلح بالرغم من مساعيه لفرضها على الرئيسين ميشال سليمان وتمّام سلام". ويلفت حمادة إلى الإنزعاج الذي عبّر عنه نصر الله من خطاب قوى 14 آذار في طرابلس حيث أظهر "تيار المستقبل" وحلفاؤه وجها مسالما في حضور شخصيات من كلّ لبنان وخصوصا ممثلي المسيحيين والعلويين إلى جانب الشخصيات الطرابلسية الموجودة".
مشاركة :