الفارس يروي تاريخ الوثائق الإماراتية في الأرشيف البريطاني

  • 2/5/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت ندوة الثقافة العلوم، مساء أمس الأول، في دبي الكاتب والمؤرخ د. محمد فارس الفارس، في ندوة بعنوان الوثائق الإماراتية في الأرشيف البريطاني، تناول فيها تاريخ المنطقة منذ الاحتلال البرتغالي والهولندي حتى انتهاء الاحتلال البريطاني، كاشفاً عن أهمية الوثائق في التأريخ للمنطقة، وتتبع تحولاتها السياسية، والاقتصادية. حضر الندوة التي أدارتها الشاعرة شيخة المطيري، الأديب محمد المر، وسلطان صقر السويدي رئيس مجلس إدارة الندوة، ومحمد سالم المزروعي أمين عام المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور سليمان الموسى، وغيرهم من الشخصيات الأدبية والإعلامية والمهتمين بالشأن الثقافي. واستعرض الفارس تاريخ المنطقة، والوثائق التي تستند إليها الدراسات في التأريخ لها، في سياق تتبع تاريخي زمني، إذ انطلق من أن الوثائق البريطانية مهمة لكثير من الباحثين والمهتمين في التاريخ السياسي، والاقتصادي للبلدان التي كانت تستعمرها بريطانيا، حيث تفرِج بريطانيا سنوياً عن مجموعة من الوثائق التي مضى على تاريخها ثلاثين عاماً من الزمن، الأمر الذي يجعل المهتمين في حالة ترقّب دائمة لما يمكن الكشف عنه من أسرار وقال الفارس: إن الوثائق البريطانية المتعلقة بالإمارات يرتبط تاريخها بظهور شركة الهند الشرقية التي أسستها بريطاني في الهند، حيث كان هدف بريطانيا السيطرة على مصادر المواد التجارية التي يتم تصديرها عبر طريق الحرير من آسيا إلى أوروبا، إذ كانت السلع الهندية تلقى رواجاً في بلدان أوروبا، خاصة التوابل التي كانت تعتبر شيئاً ثميناً، وتستخدم في حفظ الأطعمة في زمن لم تكتشف فيه البرادات. وكشف الفارس أنه ما إن وضعت بريطانيا، باتفاقات مهادنة، يدها على مراكز التجارة في الهند، حتى بدأت تنظر إلى مراكز التوزيع، والطرق التي تمر بها بواخر التجارة، فانتبهوا إلى طريق الحرير البري، وكان مضيق هرمز والساحل العماني أهم مراكزه، فأولت بريطانيا عنايتها بتلك المراكز، حيث عملت على وضع مكلفين لها لمتابعة شؤون التجارة في تلك المنطقة، بعد أن ساعدت السلطات الحاكمة في عُمان على التخلص من الحضور الفارسي. وأوضح أن بريطانيا بعد ذلك عملت على تعيين مسؤولين حكوميين لمتابعة شؤون تجارتها وضبط المنطقة، فكانت التعيينات وفق أهمية المنطقة، منها السفير، والقنصل، والوكيل المحلي، فصارت الرسائل تبعث من هؤلاء الوكلاء، والمسؤولين إلى شركة الهند الشرقية في مقرها في الهند، وتحفظ منها نسخة في الهند، وأخرى في بريطانيا، وظل الحال هكذا حتى العام 1857 حين قامت ثورة على الشركة في الهند، ورفض الهنود وجودها، فانسحبت الشركة، وفرضت بريطانيا سلطتها على الهند استعمارياً. واعتبر الفارس أن خروج شركة الهند الشرقية من الهند كان مرحلة مفصلية في تكوّن الوثائق عن المنطقة، والإمارات، فحينها عملت بريطانيا على تعزيز دور الوكيل المحلي، وعينت شخصيات من المواطنين لمتابعة شؤون بريطانيا والتواصل مع حكام وشيوخ الإمارات، وكانت مهمة الوكيل كتابة الرسائل، والتقارير التي تخبر الحكومة البريطانية بمختلف مجريات الشأن الاقتصادي، والأمور التجارية، وبعض القضايا السياسية في المنطقة. ولفت الفارس إلى أن الكثير من المؤلفات ظهر في تلك الفترات الممتدة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى انتهاء الاحتلال البريطاني، فقد زار عدد من الباحثين المنطقة، وكتبوا تاريخها الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، ومن أبرزهم ويليم بيلغراف الذي كتب عن الحياة الاجتماعية في الشارقة، وكذلك المؤرخ لوري مار الذي ألف الكتاب الشهير دليل الخليج وقسمه إلى جزأين، الأول منه يتناول الجانب الجغرافي، والثاني يتناول الجانب التاريخي.

مشاركة :