ستة وتسعون عاماً وراية المملكة خفاقة عالية، منذ أن أقرَّ الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، بدءاً من عام 1937م، وتحديداً في الحادي عشر من شهر مارس من ذلك العام، ليكون يوماً في تاريخ الوطن تحتفل المملكة بيوم العَلَمْ السعودي، بلونه الأخضر تزينه كلمة التوحيد، (لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله)، الكلمة التي أضاءت آفاق الأرض والسماء، داعية لوحدانية الله، لتكون دستوراً خالداً للأمة الإسلامية قاطبة. وتسير المملكة بهذا المنهج الصادق بخطى ثابته، كما كانت عليه دولة الإسلام الأولى، زمن رسول الأمة وقائد وحدتها ومًجدد موروثها التاريخي، من خلال استنطاق التاريخ على ألسنة المؤرخين، كل في التخصص الذي يحمله، الذين عاشوا تلك الحقبة الزمنية، دون المساس بالثوابت العربية الأصيلة، وما تختزنه ذاكرة الإنسان، من القيم والعادات والتقاليد توارثتها الأجيال، جيل بعد آخر وتوالت الدول على إدارتها وصناعة قراراتها. ولست متحدثاً عن عهود زمنية مضت، كان أهم مميزاتها إرساء قواعد وأسس الحضارة الإسلامية، التي سادت دول العالم الإسلامي، وما جاورها من الدول الأخرى، التي استطاعت أن تقتبس منها ما يمكنها إضافته، في إدارة شؤونها والنظم التي جعلت من الدولة الإسلامية، نموذجاً فريداً مكَّنها من ذلك الاتساع الجغرافي منذ القرن الهجري الأول، وجعل من بعض الدول الأوروبية، في تلك الفترة الزمنية المبكرة، أن تأخذ منها ما يعُزِّزُ دورهم في الفتوحات الإسلامية، والحضارة الأندلسية شواهد تاريخية، لازالت تُدرَّس في الجامعات الأوروبية. ومما دعاني لهذه المقدمة التاريخية، الإشارة بأن الجزيرة العربية مهد الحضارات، عرفت عدد من الأديان السماوية قبل الإسلام، حتى منَّ الله عليها لتكون مهبط وحي الدين الإسلامي الحنيف، على يد سيد الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهذه اللَّمحة جعلت للجزيرة العربية مكانة تاريخية مرقومة، وتأرجحت الفترات الزمنية بين شد وجذب، حتى هيأ الله لها الملك المؤسس الملك عبدالعزيز، لتبتسم له السهول والأودية والجبال، وحاضرة المدن والبوادي والتنوع الجغرافي، مما أنعم الله عليها من الطرق والمراكز التجارية، التي تُعد أهم المحفزات والمؤثرات للتجارة قديمها وحديثها. لهذا حرصت قيادتنا السياسية، التشرف بحمل لواء منجزاتها الحضارية، والاحتفال بشعارها لإبراز ماهية الأرض، ومستوى الإنسان الفكري والتاريخي، برمزية العَلَمْ الذي يمثلها أمام دول العالم الآخر، رسالة تاريخية حضارية، جاءت لتحدد تاريخ الحادي عشر من شهر مارس من كل عام، الاحتفال بيوم العَلَمْ، يشعر بها أفراد الشعب متضامناً مع قيادته، ويفخر بها كل بيت سعودي، تربطه بماضيه وحاضره ومستقبله، يحمل آمال الشباب ورجالات وسيدات وبنات مجتمع المملكة ومن يقيم على أرضها. ترنيمة: لــ (موسيقار القصيدة المُغنَّاة) الأمير بدر بن عبد المحسن حنا هل التوحيد للمجد عنوان ••• أصل الشرف والدين واليعربية [email protected]
مشاركة :