رندة تقي الدين: النقابات الفرنسية تستهدف شل البلد

  • 3/7/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خلال حملة ايمانويل ماكرون الانتخابية لولاية رئاسية ثانية وعد الفرنسيين بإصلاح قانون التقاعد من ال٦٢ حاليا إلى ٦٥ سنة لأسباب مالية . فتمويل التقاعد يعاني من عجز كبير قد يحول دون إمكانية استمرارية تمويل التقاعد في غضون سنوات من الآن إذا لم يتم تغيير سن التقاعد. فبعد أن تسلم الرئاسة عزم ماكرون ورئيسة حكومته اليزابيت بورن على التراجع عن سن ٦٥ لقانون التقاعد الجديد وجعله ٦٤ سنة لأنه واجه رفض واسع في استطلاعات الرأي في تغيير سن التقاعد. صعدت اليوم النقابات الاحتجاجات وإضرب عمال القطارات والمترو وكانت تعبئة المظاهرات شديدة أينما كان في مدن فرنسا. مثلت احتجاجات اليوم التحرك السادس ضد إصلاح نظام التقاعد والنقابات أعلنت انها ستعطل النشاط في قطاعات عديدة في حين أن الرئيس وحكومته مصممين على المضي قدما بإصلاح قانون التقاعد . المذهل أن أغلبية كبيرة من الرأي العام الفرنسي رافضة ليصبح سن التقاعد ٦٤ سنة علما بأن سن التقاعد الفرنسي حاليا هو الأقل في أوروبا . إن الشعب الفرنسي اعتاد على الاعتماد على الدولة الفرنسية لتأمين مستلزماته الأساسية من طبابة إلى عمل وبطالة وتقاعد، والضمان الاجتماعي هو الأقوى عالميا ولكنه مكلف بشكل كبير على الدولة الفرنسية . وقالت رئيسة الحكومة الفرنسية في حديث تلفزيوني إن: " إطلاق إصلاح قانون التقاعد ليس مسألة ثانوية وخفيفة ومسوؤليتي أن أضمن مستقبل نظامنا للتقاعد"، مجلس الشيوخ سيراجع القانون الأسبوع المقبل وهدف الحكومة ان يدخل حيز التنفيذ ابتداء من سبتمبر . ولكن مظاهرات النقابات تواكبها موجة من امتعاض شعبي من التضخم المرتفع إذ بلغ ارتفاع أسعار السلع في فرنسا في فبراير رقما قياسيا بـ ٧،٢ % نسبة للسنة الماضية لأسعار الأغذية والخدمات. فهذا الاستياء أضيف على رفض شعبي لاصلاح قانون التقاعد الضروري . إلا أن النقابات هددت الاستمرار بإضراب مفتوح يشل البلد. إما ماكرون فحتى الآن هو مصر على الاستمرار بهذا الإصلاح وهو على حق لأن مالية البلد لم تعد تتحمل تمويل تقاعد في سن ٦٢.. في العهد الأول من رئاسته واجه ماكرون تحرك السترات الصفر الذي شل البلد لفترة حوالي شهر . تهدد النقابات الآن بشل البلد مجددا بدعم من المعارضة السياسية حزبي التجمع الوطني اليميني المتطرف واليسار المتطرف في البرلمان . إذا عجز ماكرون ولم يتمكن من تجاوز الاحتجاجات هذا يعني أن أصبح من المستحيل إدارة الشوؤن الفرنسية وتنفيذ إصلاحات . فاليوم سير القطارات كان شبه متوقفا وتوقعت شركة RATP للقطارات ان تستمر يوم غد يوروستار ألغى ٣٨ رحلة من باريس الى لندن وبروكسيل وامستردام، كما ألغيت تنقلات على عدد من خطوط المترو في باريس. عمال المصافي أعلنوا عن إضراب علما بأن محطات البنزين لم تنقطع حتى الآن من تزويد الزبائن.. فرهان ماكرون من أجل إجبار الفرنسيين على العمل لمدة أطول يبدو مهددا إذا بقيت تعبئة النقابات لشل البلد. منذ أكثر من ثلاثين سنة والرؤساء الفرنسيين يحاولون إدخال الإصلاحات على قانون العمل والتقاعد والكل عجز هل بإمكان ماكرون أن ينجح إذا تم شل البلد لمدة طويلة. شل فرنسا وهي مع ألمانيا البلد المحرك للاتحاد الأوروبي قد يؤثر سلبا على الاتحاد خصوصا في وقت يواجه فيه الاتحاد الأوروبي غزو روسي في أوكرانيا على أبواب أوروبا. من المتوقع أن يثير الموضوع ماكرون في اتصال هاتفي مع نظيره الاميريكي جو بايدن غدا الأربعاء للتحدث حول التطورات في أوروبا إذ إن الرئيس الامريكي مهتم جدا بما يجري داخل أوروبا . إضعاف فرنسا داخليا يؤثر على موقعها في أوروبا ولكن متطلبات الشعب الفرنسي ضاغطة وبإمكانها أن تعطل اقتصاد البلد إذا استمرت النقابات على نواياها بالتعطيل.

مشاركة :