غدا الأربعاء فريق كرة القدم المغربي وهو أول فريق عربي وافريقي يصل إلى النصف النهائي يواجه الفريق البطل الفرنسي في منافسة تختلف عن غيرها . فرنسا حيث يعيش فيها حوالي ٨٥٠ ألف مغربي الجالية الثانية المهاجرة في فرنسا، عدد كبير منها ولد في فرنسا ويحمل الجنسيتين . عندما فازت المغرب في الربع النهائي اجتاح الجمهور المغربي جادة الشانز ايليزي الباريسية للاحتفال حاملين الاعلام المغربية بفخر وفرح وأقفلت جادة الشانز ايليزي لمرور السيارات إذ غصت بحشد المحتفلين . أما غدا الفريق المغربي يواجه الفريق الفرنسي وكثر هم الفرنسيين من أصل مغاربي او أبناء وبنات عائلات مختلطة فرنسية من أم أو أب مغربي ومن الصعب أن يختاروا إذا كانوا يتمنون فوز المغرب او فرنسا . الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون سيتوجه الى قطر لحضور النصف النهائي حيث يصل لتشجيع فريقه. يقول شاب ولد في مرسيليا وعائلته من المغرب إنه يتمنى فوز المغرب كي يكون فريق بلد إفريقي وعربي للمرة الأولى في النهائي . وجه ملك المغرب محمد السادس الذي كثيرا ما يقيم في فرنسا إلى جاليته المؤيدة لفريق بلدها رسالة بحسن التصرف بعد المباراة . تنقل صحيفة لوموند الفرنسية عن معلقة من أصل تونسي في إذاعة راديو مونتي كارلو الفرنسية في مارسيليا انها تريد خلال البرنامج لباس قميص المغرب نصف البرنامج وقميص الفريق الفرنسي في النصف الآخر . فرأت أنه يجب على فرنسا أن تحيي ذلك على هذا الشكل لأن لفرنسا تاريخ مشترك مع المغرب وإن الفريق المغربي له دين كبير لتدريب فرنسا إذ إن مدرب الفريق المغربي شاب من الضواحي الفرنسية . إلا أن في بعض الأماكن الفرنسية هناك تخوف من احداث عنف وتكسير . كانت مدينة باستيا الكورسيكية شهدت توترات خلال مباراة الربع النهائي بين المغرب والبرتغال . بعض المؤيدين للمباراة يصف التنافس أنه مبارزة بين شقيقين . تنقل بعض الصحف الفرنسية عن فريق فرنسا بأنه يشعر بأن المراهنة على فوزهم يمثل عبئاً عليهم وليس ارتياحا لأن الفريق المعروف" بالزرق " Les bleus يعتبر أنه يجب إلا يقع في فخ السهولة على الاعتبار أنهم أفضل من المغاربة فقال أحد اللاعبين الفرنسيين رفاييل فاران لدينا ما يكفي من الخبرة كي لا نقع في مثل هذا الفخ فعلينا ان نستعد في فريقنا لهذه المنافسة لان مركز النهائي يتطلب هذا الجهد . اللاعب الفرنسي النجم كيليان مبابي ٢٣ سنة يتحمل عبء الضغط عليه للفوز، تربطه علاقة صداقة وشراكة باللاعب النجم المغربي اشرف حكيمي . وهما من نفس السن وكلاهما يتحدثان باللغة الاسبانية ويلعبان في نادي سان جرمان الباريسي وحكيمي ينادي كيليان بلقب كيكي . يقول المدرب الفرنسي للفريق السعودي هيرفي رونار إن مبابي سيواجه حكيمي اللاعب السريع مثل البريطاني ووكر الذي نافس مبابي في الربع النهائي فحكيمي سريع جدا ويعرف مبابي جيدا وانها مبارزة مثيرة قال رونار الذي دفع حكيمي مع فريق المغرب في ٢٠١٦. الواضح أن الشعور العربي مع المغرب ولكن الفرنسيين العرب يتمنون أن يفوز الأفضل لأن الاختيار صعب ومربك . الفريق الفرنسي ماهر بلاعبيه ومدربهم ديديي ديشان البارع والفريق المغربي قوي ومندفع بشدة ما يجعله يزيد الضغط على الفريق الآخر . جماهير فرنسا وأوروبا والجماهير العربية تعد لسهرة مثيرة غدا من ملعب الدوحة والرهان صعب علما بأن الكل يقول إن الفريق الفرنسي بطلا ولكن في مباراة كرة القدم من الصعب التكهن من سيفوز خصوصا في النصف النهائي . عدد من الفرنسيين من أصل مغربي يتمنى فوز المغرب وقد أعطيت التعليمات للفرنسيين في المدن الكبرى للتخفيض من تنقلاتهم بعد انتهاء المباراة توقعا لتظاهرات عدة أما من الفائزين أو من الخاسرين . فمباراة الغد حديث الساعة في فرنسا وبلجيكا وعدد من الدول الأوروبية التي تعيش فيها جاليات مغربية بعدد كبير . أما الفرنسيون المتطرفون ضد الهجرة المؤيدين لسياسيين مثل اليميني المتطرف ايريك زيمور الذي قال إنه لا يفهم كيف يمكن ان يحتفل فرنسيين بفوز المغرب يوم ربحت فرنسا لا يمكن أن نكون للاثنين معا . أما بارديلا رئيس التجمع الوطني اليميني الذي خلف مارين لوبن على رأس الحزب فاعرب عن تخوفه لاندلاع أحداث أمنية مساء الأربعاء فلا شك أن نصف النهائي المغربي الفرنسي حدث مختلف في مونديال قطر.
مشاركة :